مجلة وفاء wafaamagazine
بشكل علنيّ، يعرض «تجار الحطب» عبر مواقع التواصل الاجتماعي حطب الأحراج للبيع. وبشكل علنيّ أيضاً، يحمل عشرات الأهالي مناشير الحطب ويتوجّهون إلى البساتين والأحراج، من دون أيّ رادع أو خوف من الملاحقة القانونية.
مع بدء موسم الشتاء وارتفاع أسعار المازوت، انكبّ كُثُر للتحطيب، كسبيل لتأمين التدفئة. وفي بعض قرى الجنوب الحدودية، تنتشر تجارة الحطب بأسعار متفاوتة من دون أي رقابة، وفي ظلّ غياب دور مأموري الأحراج. في الواقع، أصبح أحد تجار الحطب، من المقيمين في بيت ليف في قضاء بنت جبيل، يتمتع بنفوذ في الآونة الأخيرة، على غرار تجار المواد الغذائية والمحروقات في الأزمات.
أحمد خنافر، وهو أحد زبائنه من عيناتا، أشاد بسرعة تلبية تاجر الحطب هذا لطلبه، قائلاً: «طلبت على الهاتف مترين من الحطب، وخلال ساعتين، حصلت على مترين من أشجار السنديان الحرجية المعمّرة»، مؤكداً من جهة أخرى: «أعرف أن أشجار السنديان حرجية ونادرة، وقطعها يُعتبر مخالفة قانونية».
في قانون الغابات الصادر عام 1948، والذي ينظّم استغلال الأحراج بشكل يحافظ على استمراريتها، يخضع قطع الأشجار الحرجية لإجازة مسبقة، ويُمنع قطع الأشجار الصمغية بشكل كامل. لكن ما يحصل، بحسب الناشط البيئي، محمد رمال أن «الوضع الاقتصادي وارتفاع ثمن المازوت، وغياب أي دور عمليّ لوزارة البيئة ولمأموري الأحراج، سُمح للأهالي بقطع الأشجار بشكل علنيّ، بعدما كان ذلك يحصل سرّاً، خوفاً من ملاحقة القوى الأمنية».
ويتابع رمّال أن «عدداً من الأشجار المعمّرة الموجودة في وادي الحجير ووادي السلوقي، قد تمّ قطعها أخيراً. أما أشجار الكروم المهمَلة، فتتعرض للإبادة»، لافتاً إلى أن «على صاحب كل كرم أن يراقب أشجاره، ويعمد إلى حمايتها بنفسه».
تحتاج الأسرة الواحدة التي تستخدم الحطب للتدفئة، إلى 4 أمتار على الأقل من الحطب، بحسب ابن بلدة السلطانية أحمد الشاعر، ما يعني أن «الأسرة تحتاج إلى حوالى 10 أشجار متوسطة العمر». بالتالي، كم شجرة ستتحول إلى وقود للـ«صوبيات» هذا الموسم، علماً أن معظم الأسر استغنوا عن «صوبيات» المازوت، بعد ارتفاع سعر الصفيحة إلى 300 ألف ليرة؟
في الإطار، يلفت التاجر أحمد عطوي من كونين، إلى أن كثيرين اشتروا أخيراً مدافئ تعمل على الحطب، أو لجأوا إلى تحويل «صوبيات» المازوت إلى الحطب، بمساعدة الحدادين. ويؤكد أن «مراقبة المعتدين على الأحراج ليست صعبة، لأن تجّار الحطب معروفون بالأسماء، إنما يبدو أنهم متروكون عمداً، وسط إهمال متعمّد».
الاخبار