الرئيسية / آخر الأخبار / عندما يقاطعنا طفلنا عن الكلام

عندما يقاطعنا طفلنا عن الكلام

مجلة وفاء wafaamagazine

من أكثر الأمور التي تدفع الطفل، في عمر ما قبل المدرسة حتى عمر السبع سنوات، إلى مقاطعة كلام أهله بينما يتكلمون معه أو مع الآخرين أو التكلم على الهاتف هي لفت الإنتباه. فخلال هذا العمر، عندما يبدأ الطفل بالتكلم والتعبير عن ذاته، يحب أن يكون محور أهله واهتماماتهم. فهو يشعر بأنه أهم شخص في عينيي والديه لذا لا يتقبل فكرة بأنه «الرتبة الثانية» لديهما. فكيف يمكن التخفيف من هذا التصرف المتكرر عند أطفالنا؟

غالبية الأطفال يحبون كثيراً لفت نظر أهلهم. فمنذ صغرهم، ومن خلال سلوكياتهم وحركاتهم يجذبون انتباه الوالدين فنرى الطفل يقوم ببعض الحركات بيديه أو يصدر أصواتاً غريبة من فمه أو حتى يحرك رجليه الصغيرتين بشكل تكراري وسريع. وفي بعض الأحيان يستعمل الطفل الرضيع برازه كطريقة للفت انتباه الأم وطلب وجودها بقربه، فيتغوّط عدة مرات في اليوم، فقط لكي يشعر بأنّ أمه تهتم به. ولكن عندما يبدأ الطفل بإتقان الكلمات وتركيب الجمل واستعمالها خلال يومياته، يقاطع كلام والديه بطلباته أو بتعليقاته فقط لكي يذكّرهما بأنه محور حياتهما وبأنه موجود. لذلك، إنّ دور الأهل أساسي في طمأنة الطفل بأنه مهم جداً بنظرهما.

 

سلوك غير مستحب

«إسمعيني يا أمي!»، «أنظر إلي يا أبي!»، «توقف عن الذي تقوم به وساعدني!»، «أنظري إلى لعبتي!»… وغيرها من الجمل التي يستخدمها الطفل بينما يكون الأب أو تكون الام في محض حديث مهم مع أحد من الزملاء أو الأصدقاء أو الجيران… فيكون توقيت التدخل بين الطفل وأهله غير مناسب البتة. ويُلاحظ بأن ردة فعل الأهل تجاه هذا السلوك تكون منقسمة إلى: سماع الطفل لمتطلباته أو أسئلته التي تكون في أغلب الأحيان بسيطة ولا أهمية لها. أما ردة الفعل الثانية فتكون «عدوانية» إذا صح التعبير حيث يوبّخ الأهل طفلهما طالبين منه الهدوء ومعاودة اللعب. وفي كلا الحالتين، نلاحظ بأن الطفل يتحوّل إلى شخص عنيد يريد أن يجيب أهله عن السؤال الذي طرحه أو أن يستجيب والداه لكل مطالبه حتى لو لم يكن الوقت مناسباً لذلك. وسبب هذا التصرف غير المقبول هو الحاجة الدائمة والملحّة للطفل للشعور بأنه مهم في عيون أهله. لذا يطلب بشكل متكرر التواصل الدائم معهما أكانا منشغلين أو لا.

 

الطرق المناسبة لمعالجة مقاطعة أطفالنا

هناك العديد من الطرق التي يمكن أن يلتجأ إليها الأهل لمعالجة موضوع مقاطعة أطفالنا خلال المحادثة على الهاتف أو مع راشد آخر. وسنعرض بعضاً من هذه التقنيات التي يمكن تطبيقها مع أطفالنا ما بين السنتين والثماني سنوات:


– التحدث مع الطفل عن أهمية عدم مقاطعة الحديث عندما يرى الطفل أهله يتحدثان. يمكن القيام بعدة تجارب مع الطفل لكي يستوعب هذه الطريقة التي يمكن تطبيقها مع فلذات أكبادنا الصغار (ما بين سنتين وخمس سنوات).

– تحضير العديد من الألعاب في مكان مخصص في غرفة الجلوس. فعندما يزور اصدقاء الأهل في منزلهم ولكي لا يقاطعهم طفلهم من الحين إلى الآخر، يمكن أن نلهيه ببعض الألعاب، ولكن بعد الإستماع إلى طلباته. وبالنسبة للألعاب، يجب اختيار تلك التي ليست بحاجة لمراقبة حثيثة، فمثلاً جميع النشاطات الفنية (تلوين ورسم) والألعاب الصغيرة… تتطلب مراقبة كاملة بينما الألعاب الالكترونية تتطلب مراقبة أقل حدة من الأولى.

– الإستماع لتساؤلات طفلنا والإجابة بشكل سريع ولكن هادىء عن الأسئلة الأكثر إلحاحاً. فمثلاً، إذا طلب الطفل الدخول إلى الحمام كما طلب ساندويشاً، يمكن أن نساعده للدخول إلى الحمام ونطلب منه الإنتظار لتناول الطعام.

– عدم الصراخ أبداً بوجهه مهما كانت طلباته وإلحاحه. يجب دائماً السيطرة على الذات خاصة أمام أطفالنا بقدر المستطاع. وعدم توجيه التوبيخات له بل تذكيره بالتصرفات الحسنة والتصرفات السيئة وأهمية التصرف بشكل جيد مع الجميع.

– خلال لقاء ما، بعض الأطفال يتركون أصدقاءهم ويفضلون الجلوس مع الراشدين للتكلم معهم. لا يجب أن يقبل الأهل بهذا التصرف بل يجب تشجيع الطفل للعب مع أقرانه.

 


ماذا عن الحلول؟

الحلول كثيرة لتدريب الطفل على عدم مقاطعة الأهل خلال محادثة ما:

أولاً، للتخفيف من مقاطعة الطفل خلال محادثة، يمكن أن نشجعه في مشاركة بسيطة مع الشخص الذي نتحدث معه. إنها طريقة مميزة، تساعده لنمو قدراته الإجتماعية والسيطرة على حاجياته بطريقة ذكية ومنطقية.

ثانياً، تهنئة الطفل عندما يخفف من تدخلاته بأهله واستعمال الكلمات الإيجابية التي تزيد ثقته بنفسه. لا يجب تضخيم الأمور بل يجب أن يتصرف الاهل بشكل مناسب وطبيعي.

ثالثاً، يجب أن ينتبه الأهل أن لا يتدخلوا أو يقاطعوا طفلهم خلال نشاط ما. فإذا كان الوالدان لا يريدان أن يقاطعهما طفلهما، فهما أيضاً لا يجب أن يقوما بالسلوك نفسه.

رابعاً، طمأنة الطفل بأنه بعد فترة من الوقت (ويجب تحديدها: عشر دقائق أو نصف ساعة، وبعد الرجوع إلى البيت…) سيقومان بنشاط ما ولكن يجب أولاً اللعب بهدوء ريثما تنتهي الزيارة أو المحادثة. ولا يجب ان ينسى الأهل أن ينفذوا ما الذي اقترحوه على الطفل.

خامساً، تذكير الطفل وبشكل هادىء بأن يهدأ وإلا ستتم معاقبته. لا يجب اللجوء إلى معاقبته بشكل سريع كما يجب الطلب بشكل متكرر أن يهدأ وإعطاؤه بديلاً للإلتهاء به، كالالعاب.