الرئيسية / سياسة / الجمهورية :تفاصيل لقاء برّي- بومبيو… “في البداية، هل تعرف تاريخي؟”!

الجمهورية :تفاصيل لقاء برّي- بومبيو… “في البداية، هل تعرف تاريخي؟”!

السبت 23 اذار 2019

قيّم رئيس المجلس النيابي نبيه برّي اللقاء الذي جمعه بوزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو في عين التينة بقوله “انّ زيارة بومبيو هي كناية عن رسائل من ادارته في كل الاتجاهات، عبّر عنها بوضوح، في مقابل أجوبة تلقّاها من جانبنا بوضوح أكبر”.

وعلمت “الجمهورية” انّ بومبيو وصل الى عين التينة قبل نصف ساعة من الموعد المحدد، واستقبله بري، الذي تَعمّد قبل الموعد المحدد بساعة، الإيعاز الى المكتب السياسي لحركة “أمل” إصدار بيان عنيف ضد الخطوة الاميركية الاخيرة بنزع صفة الاحتلال الاسرائيلي عن هضبة الجولان”.

وبحسب المعلومات، فإنه فور وصول بومبيو الى مكتب رئيس المجلس، أحضرت القهوة، وهنا بادر بري ضيفه الاميركي وعلى مسمع أعضاء الوفد المرافق له بالقول: أترغب بالقهوة، ام بالشاي مثل حزبك؟ هنا لم تتغيّر ملامح وجه الوزير الاميركي، الّا انّ مساعده لشؤون الشرق الاوسط ديفيد هيل والسفيرة الاميركية في لبنان اليزابيت ريتشارد فهما ما يقصده بري، فضحكا، كون رئيس المجلس غمز بكلامه من قناة انتماء بومبيو الى “حزب الشاي المتطرف” في الولايات المتحدة.

وتشير المعلومات الى انّ اللقاء تجاوز الساعة، واستهلّه بومبيو مُجاملاً بري، وقال: انا اشعر بارتياح وأنا عندك، فهل لديك ما يقال؟ فرد بري مرحّباً، وقال: فلتبدأ بالكلام إن شئت. فأخذ وزير الخارجية الاميركية الحديث، عارضاً للموقف الاميركي حيال المنطقة، مركّزاً بهجوم عنيف على ايران و”حزب الله”، ومشيراً الى توجّه بلاده المضي بالعقوبات وفي مدى غير بعيد، سواء على ايران او على “حزب الله”، على اعتبار انّ هذه السياسة هي الناجعة التي تؤدي الى خنق الطرفين وإضعافهما.

وتضيف المعلومات انّ وزير الخارجية الاميركية استعرض ملف الحدود البحرية من زاوية إغرائية للبنان بضرورة السير بهذا الموضوع، (الموافقة على تقاسم لبنان مع اسرائيل للمنطقة المتنازع عليها بينهما)، كي يؤمّن الربح الموعود (من النفط والغاز).

وبحسب المعلومات، فإنّ بري رد باستفاضة على طروحات الوزير الاميركي، حيث قدّم عرضاً مفصّلاً حول ملف الحدود البحرية، مؤكداً حق لبنان الكامل بحدوده البحرية الخالصة، والتي تقع ضمنها مساحة الـ860 كيلومتراً، التي تحاول اسرائيل أن تقتنص منها مساحة تزيد على الـ360 كيلومتراً. واكد على ان يكون الوسيط نزيهاً حيال هذا الملف، وبالتالي ضرورة الترسيم، الذي يجب ان يبدأ من البحر وصولاً الى البر.

وتشير المعلومات الى انّ بري تَقصّد خلال هذا العرض، استعادة الاشتباك الذي حصل بينه وبين مساعد وزير الخارجية الاميركية دايفيد ساترفيلد، الذي أصرّ آنذاك على تسويق الموقف الاسرائيلي، وحاول إلزام لبنان بالقبول بما يرفضه، ولاسيما لناحية القبول بـ”خط هوف”، الذي ينتزع من لبنان ما يزيد عن 360 كلم2 في البحر، علماً انّ للبنان، وفق دراسات مؤكدة، مساحة اضافية على الـ860 كلم2 تعادل ما يزيد عن 500 كلم2 هي من حق لبنان في البحر جنوباً.

وبادر بري الى اثارة موضوع الجولان، وتوجّه الى بومبيو قائلاً: “ما قمتم به حيال القدس (نقل السفارة الاميركية)، وما تقومون به اليوم حيال الجولان (لناحية التمهيد لضمّها الى اسرائيل) هو الذي يشجّع التطرف”.

يُشار الى انّ بري قال امام زواره، رداً على سؤال حيال هذا الامر: “إنهم يقدمون من مال غيرهم، ويتبرعون بما هو ليس ملكاً لهم. هذا الامر في منتهى الخطورة، فبالأمس كانت القدس والآن الجولان، وهذا يجعلنا نتخوّف من ان تكون الثالثة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. هذا امر خطير جداً”.

وتوقف بري عند موضوع “حزب الله”، مناقضاً الموقف الاميركي، وتوجّه الى بومبيو قائلاً: في البداية، هل تعرف تاريخي؟ أنا من أطلق المقاومة، و”حزب الله” هو حزب مقاوم، حزب سياسي لبناني فاعل له حضوره وامتداده، وهو جزء كبير من النسيج اللبناني.