الرئيسية / آخر الأخبار / مفاوضات فيينا: التعنّت الغربي يُنذر بإطاحة الجولة

مفاوضات فيينا: التعنّت الغربي يُنذر بإطاحة الجولة

مجلة وفاء wafaamagazine

لا تزال أجواء المفاوضات الجارية في فيينا لإحياء الاتفاق النووي، تشي بإطاحة هذه الجولة. ففي أعقاب التعنّت الغربي، الأوروبي والأميركي، بعدم قبول الاقتراحين المقدمين من الجانب الإيراني، عطفاً على التلويح بتحويل الملفّ إلى مجلس الأمن الدولي ما لم تستجب إيران لمطالبهم بخصوص مسار تطوّرها النووي، يأتي تقاعس الجانب الأوروبي، على خطى واشنطن، عن تقديم أي مقترح جديد أو مبادرة بناءة لحل الخلافات بشأن رفع العقوبات.

بذلك، يبدو أن الأوروبيين يحاولون مواصلة الضغط على فريق التفاوض الإيراني لقبول مطالبهم خارج إطار الاتفاق النووي. وهو ما رفضته إيران أكثر من مرة وأكدت عدم رضوخها لمطالب كهذه.

وفي هذا الإطار، أفاد كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، علي باقري كني، قناة «برس تي.في»، بأن «الأطراف الأوروبية فشلت في الخروج بأي مبادرة لحل الخلافات بشأن رفع العقوبات (عن إيران)»، في إشارة إلى بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إذ لم تتلقَّ طهران مقترحاً أو مبادرة، في سياق المفاوضات.

كما نقلت وكالة «إرنا» الإيرانية عن مصدر مطلع أن «الأوروبيين قبلوا منذ أيام مناقشة النصوص الإيرانية، لكنهم يحاولون الآن تلبية أطماع الولايات المتحدة». كما نفى المصدر «نبأ تعليق المفاوضات» بالقول إن «المفاوضات مستمرة بشأن النصوص التي اقترحتها إيران، وسوف تستمر اليوم بجدية»، لافتاً إلى أن «المزايدات الأوروبية مستمرة، وهذا هو سبب بطء المفاوضات، لكنها لم تتوقف».

ومن أجل تحميل الجانب الإيراني مسؤولية ما قد تحمله المفاوضات الحالية من عدم إحراز أي تقدم، على الرغم من تقديمه اقتراحين، أحدهما يدعو إلى رفع العقوبات (الالتزامات الأميركية)، والآخر حول الإجراءات النووية (الالتزامات الإيرانية)، استغلّت القوى الأوروبية اجتماع «مجموعة السبع» المنعقد في ليفربول لتوجّه نداءً مشتركاً إلى إيران بأن تحد من برنامجها النووي وأن تغتنم فرصة المحادثات الجارية في فيينا.

وبالتوازي، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن وزراء الخارجية المجتمعين في ليفربول أكدوا على أنه «لا يزال من الممكن إحياء الاتفاق النووي مع إيران»، إلا «الوقت أخذ ينفد».

وتجلّى هذا الأمر في موقف آخر للخارجية الألمانية، إذ اعتبرت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالنا بيربوك، أنه في وقت إنه «لم يتم إحراز أي تقدم في محادثات فيينا بشأن إحياء الاتفاق النووي، أخّرت مقترحات إيران الجديدة المحادثات 6 أشهر».

وأضافت على هامش قمة مجموعة السبع: «في الأيام التي مرت، أصبح من الواضح أننا لم نحرز أي تقدم. مقترحات إيران الجديدة أخرت المفاوضات لمدة 6 أشهر وأزيل كل شيء عن الطاولة».

كذلك، اعتبرت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، في مؤتمرها الصحافي بعد انتهاء اجتماع «السبع»، أن المفاوضات التي استؤنفت لانقاذ الاتفاق النووي الايراني هي «الفرصة الأخيرة أمام ايران».

وقالت تراس، التي تتولى بلادها حالياً رئاسة المجموعة، إن هذه «الفرصة الأخيرة أمام ايران للمجيء الى طاولة المفاوضات مع حل جدي لهذه المشكلة»، مشيرة إلى أنه «لا يزال هناك وقت لإيران كي تأتي وتقبل هذا الاتفاق» لكن «هذه هي الفرصة الأخيرة» وحثت طهران على تقديم «اقتراح جدي».

وكان موقف الجانب الإيراني بدا أكثر تفاؤلاً، أمس، إزاء المفاوضات الجارية إذ قال باقري كني: «لقد حضرنا إلى طاولة المفاوضات على أساس المواقف التي كانت لنا في الأسبوع الماضي وقدمناها تحريرياً للطرف الآخر وقد بيّن الطرف الايراني هذه الآراء وطرح وثائقها والأدلة ذات الصلة بها»، موضحاً أن «الأجواء داخل المفاوضات جدية للغاية ولكن ضمن التزام الاحترام المتبادل مع رؤية أن الطرفين يريدان الوصول إلى اتفاق».

وهو أيضاً ما بدا من الجانب الروسي في تغريدة للمبعوث الروسي إلى المفاوضات، ميخائيل أوليانوف، بقوله إن «عدداً من المواضيع لا تزال عالقة ومدرجة على جدول الأعمال إلا أن التطرق لها يتم حالياً بشكل جيد وفق القواعد الدبلوماسية المتعددة الاطراف عقب توقفها في الأسبوع الماضي»، واصفاً أجواء المفاوضات بـ«الإيجابية».