الرئيسية / آخر الأخبار / توتنهام وتشلسي… لعنةٌ وتصفية حسابات

توتنهام وتشلسي… لعنةٌ وتصفية حسابات

مجلة وفاء wafaamagazine

للمرّة الثالثة هذا الشهر يقف تشلسي وتوتنهام وجهاً إلى وجه. لكنّ هذه المرّة المواجهة مختلفة كونها تأتي في الدوري الإنكليزي لا في مسابقةٍ أخرى، أي في البطولة التي شهدت احتفالات أنطونيو كونتي بلقبها في ختام موسم 2016 ــ 2017 كمدرّبٍ لتشلسي. وها هو اليوم يأتي إلى «ستامفورد بريدج» حاملاً أفكاره وأسراره لنصرة فريقه الحالي توتنهام هوتسبر بعد هزيمتين متتاليتَين أمام «البلوز»

لم تكن موقعة تشلسي وتوتنهام هوتسبر يوماً عاديةً في الدوري الإنكليزي الممتاز، بل اعتُبرت غالباً محطة لتصفية الحسابات بين الفريقَين لأسبابٍ مختلفة. وهذا العنوان سيحمله «السبرز» يوم غدٍ الأحد (الساعة 18:30 بتوقيت بيروت) في زيارتهم إلى أرض جارهم اللدود، إثر توالي خسائرهم أمامه هناك في «ستامفورد بريدج» منذ زمنٍ طويل، وطبعاً بعد أن التقاه مرتين هذا الشهر وخسر في المقابلتَين ضمن الدور نصف النهائي لكأس رابطة الأندية الإنكليزية المحترفة.

توتنهام سيتمسّك بالعبارة الشهيرة ومفادها «الثالثة ثابتة» أمام الغريم اللندني، ما يفرض مواجهةً هي الأقوى في المرحلة الـ23 من الدوري الإنكليزي الممتاز، وهي صعبة جداً على الفريقَين لاعتبارات عدة.
صعبةٌ على الفريق الزائر لأن «البلوز» سيسعون لوقف تراجعهم في الدوري وسيحاولون عدم السماح لجيرانهم بالاقتراب منهم على لائحة الترتيب العام. وصعبةٌ على صاحب الضيافة بسبب تقهقره أخيراً، وهو الذي بدأ الشهر الماضي متربعاً على صدارة الدوري بعدما حافظ على سجله نظيفاً في ثماني مباريات، لكنه انتكس فجأةً وعانى طوال ستة أسابيع حيث لم يفز إلا في مباراةٍ واحدة من أصل سبع ولم يحصد إلا ثماني نقاطٍ من أصل 21، ليبتعد أكثر عن السباق إلى اللّقب وعن المتصدر الذي يبدو لا يُقهر أي مانشستر سيتي، فأصبح خلفه وخلف ليفربول توالياً بفارق 12 نقطة عن قمّة اللائحة.

من هنا، يملك توتنهام فرصةً للخروج فائزاً هذه المرّة، فهو لم يخسر إلا مرةً واحدة في مبارياته العشر الأخيرة في «البريميير ليغ» وكانت في 30 تشرين الأول الماضي أمام مانشستر يونايتد (0-3)، والأهم أنه لم يخسر تحت قيادة مدربه الإيطالي أنطونيو كونتي إذا تحدثنا عن الدوري فقط لا غير.
ومن خلال هذه الإحصائية يمكن أن نستنتج أن «أبيض لندن» تغيّر كثيراً بقيادة «الميستر» الذي محا العقليّة الانهزاميّة من فكر لاعبيه، واستبدلها بإدخال الرغبة إلى نفوسهم للقتال من أجل الفوز والأهم عدم إهمال واجباتهم الدفاعية كفريقٍ منظّم، لتكون النتيجة واضحة كون الأرقام لا تكذب، اإذ حافظ توتنهام على شباكه نظيفة أربع مرّات في آخر سبع مباريات، ما يعني أن وضعه في ما خصّ خط الظهر أفضل بكثير من تشلسي الذي تلقّى هدفاً على الأقل في 10 من مبارياته الـ 11 الأخيرة.
ببساطة، تحوّل «السبرز» مع كونتي إلى فريقٍ صعب المراس في الفترة الأخيرة وصاحب نفس طويل، والدليل ما فعله في لقائه الأخير أمام مضيفه ليستر سيتي حيث تأخّر مرتين في المباراة قبل أن ينتفض في الدقائق القاتلة ويسجّل هدفَي الفوز بواسطة الهولندي ستيفن برغوين.
كل هذا يعود الفضل فيه إلى الفكر الإستراتيجي لكونتي، والذي لا يختلف في مكانٍ ما عن نظيره الألماني توماس توخيل بحيث يعتمد الاثنان على نفس الرسم التكتيكي وهو 3-4-2-1، لكن الإيطالي يملك أسراره الخاصة وفيها النفحة الإيطالية التي جعلت من فريقه أكثر تماسكاً في الأسابيع القريبة الماضية.
المسألة واضحة وتنفيذها يبدو مثالياً في الحالة الدفاعية، إذ يتحوّل توتنهام غالباً إلى انتشارٍ بشكل 5-4-1 ليحمي منطقته عبر خلق كتلةٍ تميل إلى مكان تواجد الكرة وتمنع الخصم عبر رقابة رجل لرجل من تغيير اتجاه اللعب وإيجاد الخيارات الهجومية.
في 36 زيارة منذ عام 1990 لم يفز توتنهام إلا مرةً واحدة في معقل تشلسي

وهنا تكون فرصة استرداد الكرة أسهل، لكن ما يطلبه الإيطالي من لاعبيه ليس بالأمر السهل هجومياً، إذ يفضّل تقارب عناصر تشكيلته في الاتجاه المحوري للملعب عند بدء عملية البناء من الخلف، وذلك في موازاة تكثيف عدد اللاعبين في خط الوسط لسببٍ وحيد، وهو خلق ضغطٍ كبير عند خسارة الكرة، إضافةً إلى تكليف مهاجمَين اثنَين بالانتقال بعكس اتجاه عمق الملعب من أجل سحب المدافعين وخلق المساحة للظهيرين للتقدّم نحو منطقة الجزاء، وبالتالي الانتقال بعدها لمقابلة العرضيات بظل التشديد على وجود لاعبَين على الأقل في المنطقة المحرّمة. كما أنه يستفيد من سرعة لاعبيه الكثر فيطلب نقل الكرة بطريقة مباشرة وبتمريرات طويلة باتجاه المساحات الخالية، ما يعكس سبب ارتفاع نسبة الاستحواذ إلى 57% أمام ليستر، ووصول عدد التسديدات على المرمى إلى 10 من أصل 19 تسديدة صوّبها رجال كونتي على مرمى الحارس الدنماركي كاسبر شمايكل.
36 زيارة منذ عام 1990 لم يفز خلالها إلا مرةً واحدة في معقل تشلسي الفائز في 23 مباراة مقابل هزيمة وحيدة و12 تعادلاً، لكن مع كل تلك الأفكار الخلاّقة لـ «الميستر» كل شيء جائز لإنهاء «لعنة ستامفورد بريدج».

الاخبار