الرئيسية / المرأة / «ست الحبايب» ما هي قصتها.. ولمن كتبت؟

«ست الحبايب» ما هي قصتها.. ولمن كتبت؟

الثلاثاء 26 اذار 2019

(ست الحبايب يا حبيبة.. يا أغلى من روحي ودمي.. يا حنينة وكُلّك طيبة.. يا رب يخليكي يا أمي) تلك الكلمات هي مطلع أغنية تغنت بها المطربة المصرية الراحلة فايزة أحمد، في بداية الستينيات، لتصبح أشهر أغنية للأم عرفها الوطن العربي، حتى إنها باتت أيقونة عيد الأم.
وللأغنية قصة عفوية صدرت عن مؤلفها الشاعر الغنائي الكبير «حسين السيد»، وربما عفويتها وصدق كلماتها التي صدرت من الشاعر هي السر خلف شهرتها وصمودها حتى اليوم دون منافس.

قصة «ست الحبايب»
في ليلة عيد الأم، ذهب الشاعر الغنائي الكبير «حسين السيد» في زيارة إلى أمه، التي كانت تسكن بالطابق السادس في أحد الأحياء الشعبية، وبعدما صعد السلم ووصل شقة والدته، اكتشف أنه نسي شراء هدية لها بهذه المناسبة، وكان من الصعب عليه نزول السلم مرة أخرى، فوقف على باب الشقة وأخرج من جيبه قلمًا وورقة، وبدأ يكتب هذه الكلمات ليهديها إلى أمه في عيد الأم، وقد كتب ما يلي وبشكل تلقائي بدون مسودة مبدئية:
ست الحبايب يا حبيبة..
يا أغلى من روحي ودمي..
يا حنينة وكُلّك طيبة..
يا رب يخليكي يا أمي..
ست الحبايب يا حبيبة..
زمان سهرتي وتعبتي وشلتي من عمري ليالي..
ولسه برضه دلوقتي بتحملي الهمّ بدالي..
أنام وتسهري وتباتي تفكري..
وتصحي من الأذان وتيجي تشأري..
يا رب يخليكي يا أمي..
يا ست الحبايب يا حبيبة..
تعيشي ليا يا حبيبتي يا أمي ويدوم لي رضاكِي..
أنا روحي من روحك إنتِ وعايشة من سرّ دعاكي..
بتحسي بفرحتي قبل الهنا بسنة..
وتحسي بشكوتي من قبل ما أحس أنا..
يا رب يخليكي يا أمي يا رب يخليكي يا أمي..
يا ست الحبايب يا حبيبة..
لو عشت طول عمري أوفي جمايلك الغالية عليا..
أجيب منين عمر يكفي وألاقي فين أغلى هدية..
نور عيني ومهجتي وحياتي ودنيتي..
لو ترضي تقبليهم دول هما هديتي..
يا ست الحبايب يا حبيبة يا حبيبة..
وبعد أن انتهى الشاعر الغنائي الكبير حسين السيد من كتابة الأغنية، طرق باب شقة والدته، وبدأ يُسمعها كلمات الأغنية؛ ففرحت بها جدًا.. ثم وعدها على الفور بأنها سوف تسمعها في اليوم التالي في الإذاعة المصرية بصوت غنائي جميل.. وكان الشاعر حسين السيد قد قال هذا الكلام بشكل عفوي، دون أن يعرف كيف سيفي بهذا الوعد!
ثم اتصل الشاعر على الفور بالموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، وأعطاه كلمات الأغنية على التليفون، فأعجب عبد الوهاب كثيرًا بكلمات الأغنية، وقام بتلحينها في بضع دقائق، وكان يغنيها، ثم اتصل بالمطربة فايزة أحمد لتحضر عنده، وأسمعها الأغنية وتدربت عليها.

الوفاء بالعهد
وفي صباح اليوم التالي، 21 مارس، في ذكرى عيد الأم، غناها في البداية محمد عبد الوهاب على العود فقط، ومع نهاية اليوم؛ كانت فايزة أحمد قد غنتها في الإذاعة بالتوزيع الموسيقي، وبذلك أوفى حسين السيد بوعده لأمه، وحوّلها لأغنية؛ إهداءً لها في عيدها. وتلك الصدفة وصدق المشاعر والأحاسيس التي تملأ كلمات الأغنية قد تكون السبب في صمود وبقاء هذه الأغنية، وجعلتها أيقونة دائمة في كل عيد أم، ولكل أم.

سيدتي