
مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت ” اللواء”:
عشية عيد الأضحى المبارك، وفي وقت كانت الانظار تتجه الى الحركة غير العادية للوافدين الى لبنان، عبر مطار بيروت الدولي، ويمضي اللبنانيون الى قضاء عطلة العيد في مدنهم وقراهم وأريافهم، بأجواء طيبة، وحرص على الوحدة والتفهم والتعايش، سمَّم الاحتلال الاسرائيلي الاجواء، ودفع بانذار بالغ الخطورة الى سكان الضاحية الجنوبية في بيروت، لعله الأخطر منذ اشهر، شمل الحدث، حارة حريك، وبرج البراجنة، بذارئع سخيفة وتافهة، كوجود مخازن اسلحة لحزب الله او غيره..
وعلى الفور، سادت حالة من الهلع في المنطقة، وسُمع اطلاق الرصاص لدفع المواطنين في الاحياء المقصودة الى المغادرة فورا وعدم التجمع..
وشهدت الضاحية الجنوبية حركة نزوح كثيفة، خانقة، بعد الانذارات الاسرائيلية بالقصف، تحت ذرائع اضافية، كوجود مصانع لانتاج المسيّرات هناك (في بعض الاحياء).
وأدان الرئيس عون بشدة العدوان الاسرائيلي على محيط العاصمة وقال: رسالة يوجّهها مرتكب هذه الفظاعات، الى الولايات المتحدة الاميركية وسياساتها ومبادراتها أولاً عبر صندوق بريد بيروت ودماء ابريائها ومدنييها وهو ما لن يرضخ له لبنان أبدا.
كما أدان الرئيس سلام العدوان بشدة، معتبرا ان الغارات تستهدف استقرار لبنان واقتصاده.
وبعد ذلك، خرجت المسيرات الاسرائيلية الى التحليق فوق الضاحية الجنوبية.. ومن ثم بدأت هذه المسيرات قصف الاماكن المستهدفة، وذلك بدءا من الساعة التاسعة و18 دقيقة، وشملت التهديدات 8 أبنية، ووصف الاحتلال القصف على اطراف حارة حريك بالتحذيرية.
في تل ابيب، صنف الجيش الاسرائيلي الضربات على الضاحية بالكبيرة، معربا عن استعداده لسينايورهات دفاعية، حسب هيئة البث الاسرائيلي.
وزعمت القناة 14 الاسرائيلية (المقربة من نتنياهو) ان الهجمات على الضاحية وفي العمق اللبناني تنفذ بالتنسيق مع الولايات المتحدة الاميركية.
وقبل الكشف عن اطلاق صاروخ من اليمن، وتوقف الملاحة في مطار بن غوريون، طالبت وسائل اعلام اسرائيلية سكان الشمال بالاستماع الى تعليمات الجبهة الداخلية، من زاوية ان الجيش الاسرائيلي يصنف الضربات المرتقبة في الضاحية الجنوبية لبيروت بالكبيرة ويستعد لسيناريوهات دفاعية عقب الهجوم.
وبعيد الساعة العاشرة استهدفت الغارات الاسرائيلية محيط مسجد القاتم في الضاحية، بعد 10 غارات تحذيرية. ثم شنت غارة اخرى عنيفة، وسقط اكثر من صاروخ في المنطقة المستهدفة.
وقبل بدء العدوان الاسرائيلي الجديد على الضاحية كان لبنان دخل عطلة عيد الاضحى المبارك حتى الثلاثاء المقبل، من دون ان تتوقف عجلة الدولة ومسؤوليها عن الدوران لمتابعة كل المستجدات الامنية والسياسية والاجرائية، لا سيما اي تطور يحصل في الجنوب، وفي ملف سلاح المخيمات بعدما اصر رئيس الجمهورية على وضع آليته التنفيذية موضوع التنفيذ في الموعد المحدد 16حزيران. وذلك بإنتظار وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الى بيروت الثلاثاء، والموفد الاميركي الجديد خليفة مورغان اورتاغوس، الذي لم يتقرر بالضبط من هو برغم التسريبات الكثيرة.
الدورة الاستثنائية
وقد اجتمع رئيسا الجمهورية جوزاف عون والحكومة نواف سلام بعد ظهر امس،في قصر بعبدا. وافيد انهما اتفقا على إصدار مرسوم بفتح دورة استثنائية لمجلس النواب. وأعلنت رئاسة الجمهورية، أن اللقاء بين الرئيسين تناول ملفّ التعيينات، ولا سيّما الهيئات الناظمة، إلى جانب الوضع في الجنوب، والتمديد لـ «اليونيفيل»، وتفعيل عمل الإدارات.
ولاحقاً، وقّع رئيس الجمهورية، مرسوم دعوة مجلس النواب إلى عقد استثنائيّ من تاريخ ٥ حزيران ٢٠٢٥ حتى ٢٠ تشرين الأول ٢٠٢٥.
وجاء في نص المرسوم عن بنود الجلسة:
القوانين المصدّقة والتي يطلب رئيس الجمهروية اعادة النظر فيها,
مشاريع القوانين المحالة الى مجلس النواب والتي ستحال اليه.
مشاريع القوانين الطارئة والمستعجلة والضرورية المتعلقة بالاوضاع المعيشية الملحة وبالاصلاحات اللازمة والضرورية ولا سيما قانون اصلاح المصارف واعادة تنظيمها.
اقتراحات قوانين طارئة وملحة لا سيما اقتراح تعديل القانون رقم 41 تاريخ 24 /11/2015 الذي يحدد شروط استعادة الجنسية.
سائر المشاريع والاقتراحات والنصوص التي قرر مكتب المجلس طرحها على المجلس.
وجاء ذلك بعد لقاء الرئيسين عون وسلام قبل ايام كلاً على حدى مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، حيث بحثامعه فتح الدورة الاستثنائية لإقرار القوانين الملحة لا سيما الاصلاحية منها. حيث اعلن بري انّ «ضرورات البلد توجب أن تكون الدورة الاستثنائية موصولة بالعقد العادي الذي يبدأ منتصف تشرين الأول المقبل، مشيراً إلى جهوزية المجلس لممارسة دوره في إنجاز التشريعات اللازمة التي تصبّ في هدف إنهاض البلد، وكذلك البَتّ بهيئته العامة بالمشاريع التي يُنتظر من الحكومة أن تنجزها.
سجال قانون الانتخاب
ويبدو ان قانون الانتخابات النيابية وتشكيل مجلس الشيوخ، سيكون احد ابرز عناوين الدورة الاستثنائية للمجلس، وان السجال والخلاف السياسي حوله انفتح باكرا،ً بعد كلام الرئيس نبيه بري الاخير حوله، وسط مطالبة بتعديلات اساسية عليه، لا سيما تطبيق القانون الحالي لكن مع البطاقة الممغنطة وانشاء الميغا سنتر. فيما يركز جانب من السجال على حق انتخاب المغتربين لنوابهم.واعتماد القانون الارثوذوكسي الى جانب الاقتراحات الاخرى من الكتل النيابية.
وفي هذا الاطار، وبعدما رأى الرئيس بري» ان القانون الحالي مسخ ونتائجه خرّبت البلد، وبالتالي لا مجال للسَير به على الإطلاق»، ردّ رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في تصريح: إن التجربة مع قانون الانتخاب الحالي ممتازة، إذ انه أوّل قانون انتخاب منذ بداية تطبيق اتفاق الطائف يحقِّق بنسبة عالية صحة التمثيل التي تنسجم مع روحية اتفاق الطائف. إن قانون الانتخاب الحالي أعاد تصحيح التمثيل على المستوى الوطني والميثاقي، وخلّص اللبنانيين من المحادل الانتخابية، ومن تأثير رؤوس الأموال الكبيرة، وأمّن أفضل تمثيل للبنانيين في المجلس النيابي.
اضاف: إن قانون الانتخاب الحالي لم يطبّق بعد إلا على دورتين وبشكل منقوص، ولذلك، من الضروري إدخال التعديلات المطلوبة عليه لتبيان حسناته كلها، ومن أهم هذه التعديلات البطاقة الممغنطة والميغاسنتر، وبالأخص الأخص السماح للمنتشرين اللبنانيين، وهم باتوا جزءا كبيرا من الناخبين اللبنانيين، بالمشاركة في هذه الانتخابات كلٌّ في دائرته.
وتابع جعجع: وإذا أصرّ البعض على التلاعب بقانون الانتخاب الحالي، لأنه يؤمن بنسبة كبيرة صحة التمثيل، فلنذهب في هذه الحالة إلى مناقشة تغييرات أخرى في التركيبة اللبنانية تسمح للمكونات اللبنانية جميعها بالإحساس بالأمان والاستقرار والحرية وحسن التمثيل.
انجازات المائة يوم
الى ذلك، أكد الرئيس سلام في كلمة عن انجازات الحكومة لمناسبة عيد الاضحى المبارك ومرور 100 يوم على نيلها ثقة المجلس النيابي، «ان الحكومة عم تعطي أولوية خاصة لمسار إعادة الإعمار»، وبهذا الاطار أمنّا لحد هلق قرض بقيمة 250 مليون دولار من البنك الدولي لإعادة الإعمار الفوري. وعم نشتغل مع منظمات الأمم المتحدة، على مشاريع تفوق قيمتها 350 مليون دولار في الجنوب، تشمل قطاعات التعليم، الصحة، المأوى، الأمن الغذائي، ضمن خطة دعم تمتد على أربع سنوات.
واستعرض سلام ما قامت به الحكومة على مستويات الامن والاصلاح والمالية والاقتصاد والقضاء والتعيينات الادارية والصحة والتربية، وتنظيم وضع المطار والمعابر والعلاقة مع سوريا. وانجاز الانتخابات البلدية والاختيارية.
وتناول اصلاح المصارف وقال في هذا المجال: أما قانون الفجوة المالية فحكومتنا بصدد إتمامه بسرعة لعرضه على البرلمان. هيدا القانون هو الأساس لتحقيق العدالة. يلي ناطرتها الناس لانه هو الطريق لاستعادة الودائع. وبرجع ذكركن باللي قلته من قبل وهو:اني مع شطب فكرة شطب الودائع وبشكل نهائي. أنا واضح ورح أبقى واضح، موقفي بهيدي المسألة مبدئي وثابت واخلاقي، وانحيازي دائمًا للناس، وحقوقهم. ومفاوضاتنا مع صندوق النقد الدولي عم تتقدم بجدية ومسؤولية. ولازم قول هون انه الصندوق لا هو عدو ولا هو منقذ. الصندوق أداة، لازم نستخدمها بعقلانية لخدمة مصلحة الناس ونحن عم نسعى لتوقيع الاتفاق مع الصندوق خلال ولايتنا.نحنا منؤمن أن النمو الحقيقي لازم يشمل جميع المناطق ويكون متوازن. ومن هون كانت زيارتي للجنوب والبقاع والشمال للإطلاع المباشر على احتياجات هالمناطق والمشاريع الانمائية المطلوب تفعيلها فيها.
و اضاف: حققنا خطوات مهمة على طريق التعافي والاصلاح، لكن بعد قدامنا كثير.الوضع صعب. ونحن ما عم نطلب من الناس الصبر، عم نطلب منهم يواكبونا و يحاسبونا وقت يللي منقصر اللي عم نقوم فيه ما بحب سمي انجاز بعد، هو الحد الأدنى المطلوب لاستعادة الثقة بالدولة ولتأسيس حياة كريمة للبنانيين.هيدي مسؤوليتنا،و لح نتحملها حتى اللحظة الأخيرة.
ورأى ان لبنان أمام مرحلة مفصلية من تاريخه، والمنطقة من حولنا تشهد تحوّلات تاريخية. ولبنان ما ممكن يكون خارج هالسياق العام، ولا متأخر عنه. وما ممكن ينهض لبنان خارج عمقنا العربي وبدون رؤية مستقبلية.
وتابع: ومتل ما بها لـ100 يوم الأوائل ما في شي خلانا نتراجع عن مساعينا للاصلاح وتلبية تطلعات الناس، كمان ما في شي لح يخلينا نتراجع بالاسابيع والاشهر الجاي عن مواصلة العمل لإنقاذ لبنان.وبدي خبركن اليوم إنه بالأشهر المقبلة رح نكون على موعد مع مؤتمر دولي لإعادة الاعمار ومؤتمر تاني لجذب الاستثمارات. هيدي مسؤوليتنا ولح نتحملها حتى اللحظة الأخيرة. وانا ملتزم ابقى خبركن شو عملنا وشو بدنا نعمل… وكل عام وانتوا وبلادنا بالف خير.
وكان الرئيس سلام ترأس في السراي الكبير، اجتماعاً ضمّ رئيس بعثة صندوق النقد الدولي أرنستو رامرز، وزيرَيّ المال ياسين جابر، الاقتصاد والتجارة عامر البساط، حاكم مصرف لبنان كريم سعيد، النائب الثالث لحاكم مصرف لبنان سليم شاهين، مدير عام وزارة المال جورج معراوي، مستشارَي رئيس الجمهورية ناروج فاركيزيان وفرحات فرحات، رئيسة «معهد باسل فليحان» لميا مبيّض. وبعد الاجتماع صرّح الوزير جابر فقال: عُقد اليوم اجتماع ختامي برئاسة الرئيس سلام وضم كل المعنيين بالتفاوض مع صندوق النقد الدولي من وزارات ومصرف لبنان، وهدف الاجتماع الى وضع خلاصة لكل المحادثات التي تمت مع الصندوق والتشديد على ما هو مطلوب في الفترة المقبلة، وعلى خطة العمل تحضيراً للزيارة المقبلة التي سيقوم بها الصندوق على ما اعتقد في نهاية الصيف وبداية الخريف المقبلين. واعلن أن «هناك تقدماً وأصبح لدينا فكرة ما هو البرنامج، والمطلوب بسرعة هو معالجة موضوع المصارف الذي له الأولوية، فلكي يحقق الاقتصاد اللبناني النمو هو بحاجة لمصارف، وفي نفس الوقت مطلوب حل مشاكل المودعين ليعرفوا ما سيحل في ودائعهم، فنحن بحاجة للمصارف لعدة اسباب اولا، للخروج من الاقتصاد النقدي الذي أدى ان نكون على اللائحة الرمادية، وأيضاً للعودة لاجتذاب المليارات الموجودة في المنازل، فهذه المليارات لا تخدم الاقتصاد، وعندما تصبح في المصارف يمكن ان تخدم الاقتصاد من خلال اعطاء القروض من جديد، وعودة الدورة الاقتصادية للبلد».
استعدادات للتحرك
حياتياً، تستعد روابط القطاع العام، على مستوى العاملين او في التقاعد لاطلاق سلسلة تحركات في بيروت ومختلف المناطق، في الاسبوع الذي يلي عطلة عيد الاضحى المبارك، وذلك لعدم تفاقم الهوة والفروقات في رواتب من يتعاطى معاشاً او راتباً من الدولة، وفقا لبيان المجلس التنسيقي للتقاعد وموظفي الادارة العامة..
العدوان المتجدّد غارات على الضاحية
ميدانياً، في الجنوب، نجا سائق سيارة من غارة استهدفته في بلدة قلاوويه، واصيب بجروح، وسجل خرق بري لقوة تابعة للاحتلال في شرقي بلدة ميس الجبل.
واستمرت الغارات ليلاً على الضاحية، بتهم مختلفة منها مصانع لانتاج المسيرات بالآلاف! ثم شنت غارة ثالثة عند العاشرة والنصف.
وذكرت مصادر عسكرية ان الجيش اللباني حاول ردع الجيش الاسرائيلي عن القيام بتهديداته عبر الاتصال بالميكاينزم للكشف عن الاماكن المهددة، لكن الجيش الاسرائيلي رفض فابتعد الجيش اللبناني عن المواقع التي قصفت لاحقاً.
وفي عين قانا، وجَّه الجيش الاسرائيلي انذاراً الى اخلاء مبنى جديداً في البلدة.
واتهم وزير الدفاع الاسرائيلي ياسرائيل كاتس الحكومة اللبنانية بعدم الالتزام بتنفيذ قرار وقف النار.
وليلاً، نقلت القناة 15 الاسرائيلية عن نتنياهو قوله للبنانيين، سوف تترحمون على الحرب الماضية.
وحتى ما قبل الحادية عشرة، شنت غارة رابعة على النقاط المستهدفة لا سيما في السان تيريز.
وقالت الامم المتحدة ان الغارات التي تعرضت لها الضاحية الجنوبية لبيروت اثارت حالة من الذعر والخوف عشية عيد الاضحى المبارك.
ودعت الامم المتحدة الى وقف اية اعمال من شأنها ان تقوّض بشكل اكثر تفاهم وقف الاعمال العدائية وتنفيذ القرار 1701.