الرئيسية / غير مصنف / “تمكين بلا حدود” : مبادرة لتطوير التدريب بالذكاء الاصطناعي في المنطقة العربية

“تمكين بلا حدود” : مبادرة لتطوير التدريب بالذكاء الاصطناعي في المنطقة العربية

مجلة وفاء wafaamagazine

في وقت تتسابق فيه المؤسسات التعليمية حول العالم على دمج التكنولوجيا الحديثة في برامجها، أطلقت منصة ليال للتعليم المبتكر مع البورد الأوروبي للتدريب وإعداد القادة مبادرة “تمكين بلا حدود”، التي تستهدف دعم الفئات الأقل حظاً في التعليم والتدريب النوعي. وتُنفّذ هذه المبادرة حالياً في لبنان، مصر، العراق، السعودية، الأردن، والإمارات، مستندة إلى الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية لإحداث نقلة نوعية في التدريب وبناء جيل جديد من القادة والمدربين المؤهلين لعصر رقمي سريع التغيّر.

وقالت ليال غدار، مستشارة التدريب والتطوير القيادي ومديرة قسم التدريب في البورد الأوروبي، في حديث الى “النهار”:

“بصفتي رئيسة قسم التدريب في البورد الأوروبي للتدريب وإعداد القادة، أطلقتُ مبادرة تعليمية مجانية تحت اسم “تمكين بلا حدود”، تهدف إلى إتاحة فرص التدريب النوعي أمام أكبر عدد ممكن من الأفراد، وبخاصة أولئك الذين يفتقرون للموارد أو يعيشون في مناطق بعيدة. نسعى من خلالها إلى نشر المعرفة، بناء القدرات، وتعزيز مفاهيم القيادة والتطوير المهني عبر برامج تدريبية معتمدة، تواكب حاجات العصر ومتغيراته”.

وعن توظيف الذكاء الاصطناعي في التدريب، أوضحت:
“في قسم التدريب بالبورد الأوروبي، نحرص على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن برامجنا، سواء كأداة لتحسين العملية التدريبية أو كمحتوى قائم في ذاته. قمنا بتقديم ورش تدريبية حول الذكاء الاصطناعي وأهميته في التعليم، إلى جانب تدريب المشاركين على أدوات عملية تساعدهم على استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات الكتابة، التحليل، والإبداع التعليمي”.

وأضافت: “أرى أن أكثر المجالات استفادة من الذكاء الاصطناعي حالياً هي التعليم المخصص حسب قدرات المتعلمين، تصميم المحتوى التفاعلي، تقييم الأداء بشكل ذكي وفعّال، والتطوير المهني المستمر للمدربين. وقد لمسنا في البورد الأوروبي أثر هذه التقنيات في تحسين تجربة المتدرب ورفع جودة النتائج التعليمية بشكل ملموس.”

وأكدت غدار أن هذه التقنيات أصبحت أداة لتحقيق المساواة التعليمية:
“الذكاء الاصطناعي أصبح وسيلة أساسية لتحقيق العدالة التعليمية، من خلال تقديم محتوى ذكي قابل للتكيّف مع كل متعلم. كما أن أدوات الترجمة، التعلّم الذاتي، والتحليل التنبؤي تُسهّل وصول الفئات المحرومة إلى التعليم بجودة مقبولة وبتكلفة مخفوضة. وهذا ما نعمل على تحقيقه من خلال برامجنا في البورد الأوروبي، وخصوصاً ضمن مبادرة “تمكين بلا حدود”.

وعن متطلبات المدرب في عصر التكنولوجيا، شددت على ضرورة امتلاك مهارات متعددة، قائلة:

“المدرب أو المعلم في عصر التكنولوجيا يجب أن يمتلك القدرة على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي وتوظيفها في العملية التعليمية، والمرونة والتكيّف مع التطورات التقنية المتسارعة، إضافة إلى مهارات التفكير التحليلي والرقمي، والوعي الأخلاقي والمهني باستخدام التكنولوجيا. وفي قسم التدريب بالبورد الأوروبي، نركز على هذه المهارات ضمن برامج اعتماد المدربين، لضمان جاهزيتهم للعمل في بيئات تعليمية متقدمة ومتغيرة باستمرار”.

واختتمت بالتأكيد أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد ترف تقني، بل هو فرصة استراتيجية لإحداث نقلة نوعية في التعليم والتدريب، مؤكدة أن مبادرة “تمكين بلا حدود” تشكّل نموذجاً عملياً لتقليص الفجوات التعليمية في المنطقة، وتمكين الأفراد من تطوير مهاراتهم بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل العالمية المتغيرة.