مجلة وفاء wafaamagazine
أقام عضو لائحة “بيروت تواجه” الُمحامي ميشال فلّاح أمس، سحوراً رمضانيّاً في مطعم “بالاس كافيه”، على شرف عائلات بيروتية وشخصيّات سياسية وثقافيّة وإجتماعية، وفي حضور أعضاء اللائحة تقدمهم رئيسها الدكتور خالد قبّاني، النائب فبصل الصايغ، المُحامي ماجد دمشقيّة، الصحافي أحمد عيّاش، الدكتور عبد الرحمن المُبشّر والمُحاميّة زينة المصري.
قبّاني
بداية،تحدث رئيس لائحة “بيروت تواجه” مشيرا الى “أن من حكمة الله أن يجمعنا نحن اللبنانيين على هذه الأرض الطيّبة. فهذه الهبة التي منحنا إياها الله وطلب منّا المُحافظة عليها تؤكد أن ما يجمعه الله لا يُفرّقه إنسان وبالتالي لن نسمح لأي جهة بان تُبعد اللبنانيين عن بعضهم البعض”.
وقال قبّاني: “ان الدستور اللبناني هو مرآة للشعب اللبناني يرعى حياتنا وإقتصادنا ومبادئنا وقيمنا السياسية. والدستور يقول أن لبنان وطن سيد حر مُستقل ولبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، ولبنان واحد أرضاً وشعباً ومؤسسات. والمؤسف أنهم يُريدون تحويلنا إلى قبائل وفصائل متناحرة ومناطق، أين الوطن، فلبنان وطن واحد وليس أوطانا. ولبنان الذي نُريده هو انتم المجتمعون اليوم بطوائفكم ومناطقكم”.
أضاف: “عندما نفترق عن بعضنا نضيع ونُصبح كالغرباء. والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قال، إن العيش المُشترك الإسلامي المسيحي هو لبّ القضية والتجربة اللبنانية. يعني جوهر وجود لبنان هو العيش المُشترك. وانا أقول حين يسقط العيش المشترك يسقط معه لبنان، لذلك فإن هذا العيش هو الذي يؤمّن لنا الحريّة والإستقلال وهو الضمانة لسيادتنا، وعندما ينتهي العيش المُشترك، نتحوّل إلى قبائل وأحزاب متناحرة ومُنقسمة على بعضها البعض”.
واكد ان “دورنا اليوم إعادة بناء الدولة من جديد، الدولة القوية والراعية التي تعتني بناسها وتُحافظ عليهم وعلى أمنهم وسلامتهم وحياتهم وطمأنينتهم وترعى أبناءهم وأطفالهم وتؤمّن لهم المُستقبل الأفضل. لكن للأسف، اليوم نعيش الخوف والشّك والريبة، والخوف لا يبني الأوطان بل يُكرّس الشكّ والريبة بين اللبنانيين وبين المُجتمعات. لذلك علينا ان نعمل بقوتنا لكي نستعيد الدولة القادرة على تأمين حياة كريمة لأبنائها، دولة عادلة ومُنصفة وهذا دوركم ودورنا. وأدعوكم بصدق وأمانة للتصويت بكثافة للحفاظ على دورنا وعلى لبنان وعلى بيروت عاصمتنا وعاصمة كل لبنان”.
فلّاح
من جهته، شدد المُرشّح فلّاح على “أننا سنواجه كل ما لا يشبهنا وكُل من حاول كسر قرارنا وكرامتنا”. وقال: “بيروت تواجه لأننا اقتنعنا بأن طوابير الذل التي نعيشها على أنواعها من كهرباء وخبز وبنزين سببه غياب الدولة. كما وأننا لسنا من أولئك الذين يُطلقون وعوداً عشوائية تتعلّق بتأمين الكهرباء وما إلى هنالك، لا فهذه الأمور البديهية هي من حقّ المواطن، وبالتالي لا منّة من احد على المواطن بأن تُستعاد هذه الأمور، فهذه وظيفة الدولة وحقّ المواطنين الذين يدفعون الضرائب مُقابل الخدمات”.
وتابع فلّاح: “معركتنا في مكان أخر وهي إستعادة الدولة وممنوع علينا الخوف والإستسلام والإحباط.. لقد جرّبنا سابقاً العزوف عن الإقتراع وذهبنا إلى المُقاطعة لكننا خرجنا من التاريخ والجغرافيا. لن أترك منزلي ولا أرضي ولا كرامتي لأي جهة”، داعيا إلى “النزول في الخامس عشر من أيّار للتصويت بكثافة وتأكيد هويتنا وإنتمائنا ومدينتنا”.
أضاف: “نحن في بيروت نُعاني من السلاح المُتفلّت من بينها ما يُسمّى بالإشكالات العائلية. هذه الإشكالات هي ضمن المفاهيم الخاطئة التي زرعوها فينا وعوّدونا بأنها أمر طبيعي، لا هذه أمور ليست طبيعية فعندما لا يعود هناك دولة نُصبح وكأننا في غابة، وحتّى الغابة تحتوي على قوانين، ولكن للأسف لا قوانين لدينا. معركتنا اليوم إستعادة الدولة والإستعادة تكون بحصرية الإدارات ومؤسساتها وعلى رأسها الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية”.
وختم: “لا يحاولن أحد أن يُخيفنا بسلاحه، فمن يحمل السلاح جبان لأنه لا يمتلك ما يقوله. وأنتم تعرفون جيداً أن الذين جرى اغتيالهم منذ عشرين عاماً ولغاية اليوم هم أصحاب رأي وفكر، سمير قصير لم يكن مليشياوياً وجبران تويني لم يكن يحمل السلاح وجورج حاوي كان صاحب فكر ومحمد شطح كان رجل فكر وإعتدال. هؤلاء لم يكونوا زعماء ميليشيات ولا من حملة السلاح. السلاح كان يخافهم ويخاف فكرهم وقلمهم. صاحب السلاح جبان وسنقف بوجهه وسنحمل سلاحنا بوجههم، سلاحنا هو ورقة الإقتراع وسنقول من خلال صوتنا لكل من لا يُشبهنا، أخرج من وطننا فلا مكان لك بيننا. وعلى كل فرد منّا أن يستعمل هذا السلاح في الخامس عشر من أيّار والذي هو سلاح الاقتراع”.
عيّاش
من جهته، أعرب المُرشّح عيّاش عن إفتخاره بالإنتماء إلى لائحة “بيروت تواجه” وانتمائه للعاصمة بيروت ولشوارعها وأحيائها، مُعتبراً أن “بيروت تغيّرت بفعل بعض الممارسات وأصحاب الأجندات الخارجية، ما يتطلّب منّا كأبناء بيروت العمل على إستعادة مدينتنا مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي أرسى تفاهم نيسان وقدّم نحو ثلاثة وثلاثين ألف منحة دراسية للبنانيين، حيث كان ثلث هذه المنح من نصيب الطائفة الشيعية”.
وقال: “كما أنني أفتخر بإنتمائي إلى مدينة كانت منصّة للأمام موسى الصدر عندما وجّه دعوة لوقف الحرب في لبنان وبالتالي دفع حياته ثمناً لموقفه هذا. وأريد أن أذكر أن رئيس اللائحة الدكتور قباني وعندما كان وزيراً للتربية في العام 2006 زمن العدوان الإسرائيلي، رفض بأن تفتح مدارس لبنان حتّى تفتح مدارس الجنوب. من هذه الطينة أتينا فنحن نُمثّل كل لبنان ولا نُفرّق بين فئة واخرى إلّا بالفضل وفضل بيروت على جميع اللبنانيين”.
المبشّر
بدوره، أشار المُرشّح المُبشّر إلى أن لائحة “بيروت تواجه” “ليس في حساباتها القيام بحملة إنتخابية إنما تقدمّت بالترشّح بكامل أعضائها من أجل ان تعمل لبيروت وخدمة بيروت وأهل بيروت، وستعمل إنطلاقاً من كفاءات أعضائها والتنوّع الذي تتميّز فيه دوناً عن بقيّة اللوائح”.
وقال: “المعركة الصًغرى هي من خلال الإنتخابات النيابية، إنّما الجهاد الأكبر هو العمل داخل المجلس النيابي خصوصاً وأننا ذاهبون نحو وضع صعب لم يعد خافياً على أي جهة، وبالتالي فإن هذا الأمر يتطلّب منّا ان نكون يداً واحدة لكي نحمي مدينتنا ولكي نسترجع أموالنا التي سُرقت منّا او أقلّه منع إستمرار سرقتنا. كما سنحمي الطبقة العاملة وتفعيل التواصل مع المُغتربين والعمل على إستعادتهم إلى وطنهم”.
دمشقيّة
واعتبر المُرشّح دمشقية أن “ما تمر به بيروت يمر فيه لبنان كله، حتّى إنقطاع الكهرباء هو نفسه في كل المناطق بالإضافة إلى قلّة الخدمات في كل لبنان، لكن ما يُميّز بيروت انها لم تكن جاهزة لكل هذه المُستجدات التي طرأت عليها وتحديداً ملف الكهرباء، حيث بالكاد تحصل يومياً على ساعة أو ساعتين من التغذية الكهربائية، الأمر الذي زاد الأمور سوءاً على الوضع المعيشي والإجتماعي”.
وقال دمشقية: “اليوم نشعر كأهل بيروت أننا مُستهدفون وهناك غُبن بحقنا، وكأنهم يُريدوننا أن ندفع ثمن خياراتنا وصمودنا في وجه كل ما هو غريب عنّا وعن مُجتمعنا، لذلك لا يجب أن يدوم إستهداف بيروت التي لطالما علّمت جميع اللبنانيين الصمود وهي التي علّمت كُل لبنان الصمود خلال الإجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982 . والمؤسف أن هناك من يُريد اليوم الهيمنة على الرأي العام وعلى قرار الدولة تحت مُسمّى المقاومة”.
وتابع: “لائحة بيروت تواجه تُطالب أهل بيروت بالحفاظ على ما تبقّى من وجود لهم في مدينتهم وعدم تركها لقدرها الذي لا يُشبهها. هناك ثلاثمائة ألف ناخب في بيروت يجب المُحافظة على أصواتهم لأنهم هم الذين يُمثلون القرار في بيروت وليس أي فئة أخرى طارئة على مُجتمعنا وغريبة عن عاداتنا وتقاليدنا. مدينة بيروت ستكون مرآة لكُل الوطن وطالما هي بخير سيكون لبنان كلّه بخير”.
أضاف: “بعد عشرة أيام تقريباً ستبدأ إنتخابات المُغتربين، وبالنسبة لنا جميعاً فإن المُغتربين هم الأساس في العملية الإنتخابية لأن ما قدموه للبنان في ظل الأزمة الإقتصادية التي يمرّ فيها لبنان أدّى إلى صمود ودعم العديد من العائلات في مواجهة الأوضاع الصعبة. لذلك سنقف إلى جانبهم ضد مُحاولات عزلهم عن التصويت وسنعمل على تهيئة لبنان واستعادته من أجلهم ومن أجل عودتهم إلى وطنهم وعائلاتهم”.
الصايغ
بدوره، أكد النائب الصايغ أن “الوضع المعيشي الذي وصلنا إليه بكل ما يحتوي لا يعني أننا وصلنا إلى القعر أو جُهنّم إنما ما وصلنا إليه مُمكن ان يتحوّل إلى أسوأ بعد، لذلك فان المدخل للحلول يكون بالسياسة لأن الخلل الحقيقي بدأ في العام 2008 عندما تمّ إجتياح بيروت في السابع من أيّار وذهبنا بعدها إلى إتفاق الدوحة وحصل تغيير في الموازين السياسية بحيث ضُرب إتفاق الطائف وبالتالي خرجنا عن نظام التعايش والإنفتاح والتنوّع ونظام العلاقات المُميّزة مع الدول العربية ودول العالم”.
وقال الصايغ: “بعد إتفاق الدوحة وما نتج عنه من مواثيق وأعراف جديدة وصلنا إلى الإنهيار والهيمنة إلى أن وصلنا إلى ما وصلنا إليه من إنهيار، لذلك فإن الحل يكون من خلال إعادة تصويب المسار. واليوم نحن أمام سيناريويينـن ، الأول شبيه بمرحلة إضطهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري عندما دُفع للخروج من الحكومة وبدأ يومها العهد الجديد مع الرئيس إميل لحود والذي شهد العديد من المُدراء والموظفين إلى السجون ولم يُصوّب المسار نوعاً ما إلا في العام 2000 ولكنه كان أهون من تصويبه اليوم”.
أضاف: “اما السيناريو الثاني، إذا ربحت المُمانعة في هذه الإنتخابات وحصلت على الأكثرية الميثاقية فسوف يُشكلون حكومة من لون واحد. لذلك هناك صراع عمودي بين فريق يُريد تأكيد هوية لبنان العربية والعمل على تطبيق القرارات الدولية وبين فريق يُريد البقاء على الإرتباط بالمحور الإيراني المُمتد من إيران إلى العراق وسوريا ولبنان وصولاً إلى اليمن”.
وختم الصايغ: “لقد بدأ الفريق الأخر الإتصال بشخصيّات وجهات لبنانية عديدة يعدها بوظائف متنوعة في الدولة مُقابل التصويت له، وهذا امر في غاية الخطورة يجب التنبّه اليه، لأننا بهذا الشكل مُقبلون على دولة لا خيار ولا رأي فيها لغير فريق الممانعة، كما سيضعوننا أمام خيارين، إمّا سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية أو النائب جبران باسيل وإما هناك خيار ثالث بأن تحكم الحكومة المؤلّفة من لون واحد”.
المصري
وأشارت المُرشّحة المصري الى أنها تنتمي إلى “عائلة وطنية ومُختلطة لا فرق فيها بين ديانة واخرى أو بين مذهب واخر”، وقالت: “رحم الله الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي علّمنا بأن لبنان بلد لا يقوم إلا بجناحيه المسيحي والمُسلم، وهو القائل أيضاً المسيحي المُعتدل أقرب إليّ من المُسلم المُتطرّف. هذه هي المدرسة الوطنية التي تربيّنا عليها وغرفنا من علمها”.
اضاف: “اليوم وردتني رسالة تتعلّق بموضوع الكهرباء، وطلب صاحب الرسالة منّي بٌمرشحين يُشبهون الناس. لائحة بيروت تواجه تٌشبهكم وتُشبهنا. وبالتالي نحن نحتاج فعلاً إلى قرار سياسي في ما يتعلّق بالخدمات التي تفتقدها بيروت. والمؤكد أن إختلافنا على الكهرباء والمياه لن يؤدي إلى تأمين أي من الأمرين. فالاساس هو وحدتنا وان نستعيد الدولة التي خطفوها منّا. نحن اليوم أمام معركة إستعادة الدولة ولا يُفكرن أحد أن المعركة سهلة”.
وختمت: “نحن نعلم أن ما ينتظرنا مُتعب ومُكلف ويحتاج إلى جهد وعزيمة وإرادة صلبة ومواجهة، ولهذا كله اخترنا بيروت تواجه التي تضم كوكبة من الإختصاصيين المُهيئين ليكونوا عند ثقة الناخب داخل المجلس النيابي”.