مجلة وفاء wafaamagazine
إذا كنتم تجدون صعوبة في خسارة الوزن الزائد وتبحثون عن سُبل إضافية لدعم حرق الدهون، فالخبر الجيّد أنه يمكنكم اتّباع طريقة بسيطة جداً لا علاقة لها إطلاقاً بالشقّ الغذائي، إنما تعتمد تحديداً على أنفاسكم، لذلك لُقِّبت بحمية التنفس أو الـ«Breath Diet». فهل فعلاً يمكن التخلّص من الكيلوغرامات الإضافية بمجرّد اتّباع تقنية معيّنة أثناء التنفس؟
إنّ الحميات الهادفة إلى التحرّر من الوزن الزائد لا تُحصى. وفي حين أنّ غالبيتها تعتمد على أصناف غذائية محدّدة في مقابل خفض تناول مجموعة معيّنة من المأكولات مع الحرص على الانتباه جيداً للسعرات الحرارية المستهلكة خلال اليوم، يبدو أنّ هناك «حمية من نوعٍ آخر» متّبعة في بلدان عديدة تبيّن أنها تدعم خسارة الوزن ولكن بعيداً من عالم الغذاء أو التمارين الرياضة الشائعة.
وتعليقاً على هذا الموضوع، كشفت اختصاصية التغذية عبير أبو رجيلي، لـ»الجمهورية»، أنّ «حمية التنفس طريقة سهلة وغير حديثة، ابتكرها صدفةً الممثل الياباني ميكي ريوسوكي عام 2013 كعلاجٍ لأوجاع ظهره. غير أنه لاحظ مع مرور الوقت أنه بدأ يتخلّص من وزنه الزائد خصوصاً في منطقة البطن والخصر، حتى تمكّن من خسارة نحو 13 كلغ خلال فترة زمنية قصيرة. وبحسب قوله، فإنّ الأشخاص الذين يطبّقون تقنية التنفس هذه من 2 إلى 5 دقائق يومياً سيحصلون على فوائد سريعة».
وأوضحت: «تعتمد حمية التنفس على الشهيق ومن ثمّ إطلاق الزفير بقوّة وأثناء الوقوف في وضعية محدّدة، الأمر الذي يساعد على التحرّر من الوزن الزائد من دون بذل أي مجهود. ويمكن ممارسة هذه التقنية بطريقتين: تتضمّن الأولى شدّ الأرداف أثناء الوقوف على قدمٍ واحدة إلى الأمام، ووضع معظم وزن الجسم على القدم الخلفية. بعدها، يتمّ الشهيق لـ3 ثوانٍ مع رفع الذراعين فوق الرأس، ومن ثمّ الزفير مع شدّ كل العضلات لـ7 ثوان. أمّا الطريقة الثانية فتستدعي الوقوف بشكلٍ مستقيم أثناء شدّ الأرداف ووضع يد واحدة على المعدة والأخرى على أسفل الظهر. بعد ذلك يجب الشهيق لـ3 ثوانٍ قبل الزفير لـ7 ثوان، مع الحرص على الإمساك بالمعدة طوال الوقت».
وأفادت أبو رجيلي أنّ «بعض الأطباء الأوروبيين أجروا مجموعة أبحاث لمعرفة العلاقة بين التنفس والرشاقة. ووجدوا أنّ هذا النوع من التمارين يساعد فعلاً على خسارة الوزن، غير أنهم شدّدوا على ضرورة إجراء دراسات إضافية معمّقة أكثر. وشرحوا أنّ الدهون تحتوي على الأوكسجين والكربون والهيدروجين، وعند وصول الأوكسجين المُستنشق إلى خلايا الدهون فإنه يفكّكها إلى قسمين هما الكربون والمياه. وبالتالي، عند زيادة نسبة الأوكسجين المستهلك يمكن حرق كمية أعلى من الدهون. وعلى حدّ تعبيرهم، فإنّ تقنية التنفس لا تساعد فقط على خسارة الدهون، إنما أيضاً على تقوية عضلات الجسم وتسريع عملية الأيض».
وأشارت خبيرة التغذية إلى أنّ «التنفس بطريقة جيّدة ومفيدة يساهم أيضاً في محاربة التوتر. ومن المعلوم أنّ هذا الأخير يؤثر سلباً في الجسم خصوصاً لناحية رفع مستويات هورمون الكورتيزول، والذي يُعتبر من أكثر العوامل تأثيراً في الوزن. إذ إنّ الكورتيزول المرتفع جداً يدفع غالباً الشخص إلى الإفراط في الطعام بطريقة عشوائية، والمَيل إلى اختيار المأكولات غير الصحّية التي تكون مليئة بالدهون والسعرات الحرارية، الأمر الذي سيؤدي حتماً إلى اكتساب الوزن».
من هذا المُنطلق، قالت أبو رجيلي إنه «ليس من الخطأ إدخال حمية التنفس إلى نمط الحياة الجيّد، خصوصاً إذا أتت كوسيلة داعمة للنظام الغذائي الصحّي والمتوازن الهادف إلى تعزيز خسارة الوزن وحرق الدهون والحفاظ على رشاقة مُستدامة».