الرئيسية / سياسة / جعجع: “التكنوسياسية” المطروحة هي حكومة لون واحد.. والاختصاصيون فيها “ديكور”

جعجع: “التكنوسياسية” المطروحة هي حكومة لون واحد.. والاختصاصيون فيها “ديكور”

الخميس 05 كانون الأول 2019

مجلة وفاء wafaamagazine

أعلن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن “المحظور وقع واصبح لبنان في وسط عاصفة الانهيار المالي والاقتصادي، وذلك بعدما كانت بوادر ومؤشرات هذا الانهيار واضحة منذ فترة طويلة، ولكن من دون ان تبادر الأكثرية الوزارية الى اتخاذ اي خطوة اصلاحية جدية في الاتجاه الصحيح، لا بل امعنت في سلوكها السابق مسرعة من عجلة الانهيار”.

وأكّد أنّه “منذ اللحظة الأولى وجماعة السلطة تحاول الالتفاف والتذاكي على الناس، إذ بعد خمسين يوماً على الانتفاضة الشعبية السلمية والمطالبة بحكومة إنقاذ، حكومة جديدة قولاً وفعلاً من خلال اختصاصيين مستقلّين، تحضّر جماعة السلطة لتركيب حكومة، أوّلاً قسم منها فقط اختصاصيون، والباقي سياسيون، وثانياً حتّى الإختصاصيون فيها لن يكونوا مستقلّين بل مجرّد مستشارين تقنيين للمجموعة الحاكمة نفسها، بمعنى أنّ قرارهم الفعلي سيكون عند نفس المجموعة التي كانت هي في أصل خراب البلاد”.

واعتبر في كلمة له بعد اجتماع تكتل الجمهورية القوية في معراب أنّ “ما يجري اليوم هو قمّة انعدام الإحساس مع الناس واللامسؤولية، هو قمّة خداع الناس والاستمرار تماماً بنفس النهج الذي كان سائداً، ولو بوجوه جديدة شكلاً، قديمة ممارسةً وأسلوبا”.

وقال: “يتحدثون عن حكومة تكنوسياسية وعن ممثلين للحراك في محاولة لتقزيم المبادئ العامة للثورة ومطالبها الاقتصادية والمعيشية المحقة، وكأن مشكلة الثورة والحراك هي مشكلة حصص او تمثيل وزاري داخل السلطة او شراكة بين الثورة وبين من تثور عليهم؟ ومن يمكنه ان يدعي تمثيل الثورة والنطق بإسمها اصلا؟”.

وأضاف جعجع أنّ “كل الآراء لقد اجمعت على ان لبنان بحاجةٍ اليوم الى حكومة جديدة غير تقليدية يفتتح لبنان معها عهداً جديداً بعيداً عن الحكومات السابقة التي ادّت الى نشوء هذا الواقع، سواء دُعيت في السابق حكومات وحدة وطنية، او حكومات توافقية، او حكوماتٍ ميثاقية، او حكومات اكثرية واقلية”، مشيرًا إلى أنّ “الحكومة التكنوسياسية التي تطرحها قوى السلطة اليوم ما هي الا حكومة لون واحد، لأن الاختصاصيين فيها هم مجرد ديكور للقوى السياسية ذاتها التي تعمل وفق خلفيات سياسية ومصلحية وفئوية والتي افقدت لبنان ثقة الناس به داخلياً وخارجياً”.

وشدّد على أنّ “المطلوب اليوم حكومةً تعمل وفق خلفيات علمية واقتصادية ووفق اسلوب جديد يتميّز بالنزاهة والكفاءة والموضوعية والتجرد ويُعيد الى لبنان الثقة المفقودة. المطلوب اليوم حكومة متخصصة، مستقلة بالكامل عن أطراف السلطة، يأتي الوزراء اليها لا ليعملوا بخلفياتٍ سياسية او عقائدية او مناطقية، وإنما بخلفياتٍ علمية موضوعية، ويأتون اليها لا لتعصف بها رياح التعطيل والمناكفات السياسية والحرتقات الانتخابية السابقة”.

وأشار جعجع إلى أن “الكارثة الاقتصادية الاجتماعية، التي لطالما حاولنا تنبيه القيمين على مقدرات البلاد منها حلت، من دون ان نحصد بالمقابل سوى التجاهل والاتهامات والتهميش والتخوين والاستبعاد وما كان بالإمكان تداركه بالقليل من الخطوات الاصلاحية والمبادرات السياسية، بات اليوم يلزمه عملية إنعاش فورية، وخطة انقاذية ثورية جبارة تحاكي اجواء الثورة وروحيتها وتستجيب لمطاليبها، بعيدا عن نهج المكابرة ومنطق المحاصصة العقيم، الذي كان السبب في إيصال الأوضاع الى ما وصلت اليه اليوم”.

أضاف: “اللبنانيون صبروا دهرا على سلوك أولياء الأمر املا في تصحيح الأداء باتجاه اعادة النهوض بلبنان ووقف مسار الشلل والفساد والاهتراء، وكان كلما ازداد اللبنانيون صبرا كلما ازدادت هذه السلطة تعنتا وإنكارا واستعلاء وكفرا، حتى مل الصبر من صبرهم وتوسلوا الثورة سبيلا وحيدا لوقف هذا الكفر والعبث. فالثورة هي النتيجة الطبيعية لإفلاس هذه السلطة، بعدما ادت وتؤدي دورها غير مشكورة في إفقار شعبها وافلاسه”.

وتوجه إلى اللبنانيين، قائلا: “لم يتكبد الشعب مشقة النزول الى الطرقات وافتراش الأرصفة والساحات، إلا لأن الحصول على لقمة عيشه البديهية بات اكثر مشقة ولم تتجند الأمهات والآباء، الشابات والشبان، للثورة ترفا او حبا بالتظاهر والفوضى واقفال الطرقات، وإنما لأن كل طرق التغيير الطبيعية نحو واقع افضل باتت مقفلة، ولأن وجعها وحرمانها وقلقها على المستقبل والوجود والمصير واجهته السلطة طيلة سنوات وسنوات بعقل منغلق وقلب مقفل وافق مسدود”.

وتابع: “في استعراض سريع لواقع الحال في لبنان اليوم نجد من جهة، مؤسسات تجارية وصناعية وسياحية وفندقية تقفل ابوابها وتصرف المئات من موظفيها كل يوم، وفي افضل الأحوال تقتطع لهم نصف راتبهم او اكثر لكي تحاول تأجيل إقفالها اطول فترة ممكنة، فرص عمل معدومة، ازمات معيشية تتهدد المواطن في كل لحظة، من ازمة المحروقات لازمة الرغيف والدواء والاستشفاء وازمة المعلمين والمؤسسات التربوية وازمة الدولار والسيولة، وازمة ثقة غير مسبوقة داخليا ودوليا بالسلطة الحاكمة وسياساتها، استثمارات متوقفة ورؤوس اموال هاربة، اسواق ومحلات تجارية خلت من زبائنها المعتادين في مثل هذه الفترة من كل سنة”.

واشار جعجع الى ان “تصدع النظام المصرفي الذي تميز به لبنان طيلة عقود، مواطنون عاجزون عن سحب مدخراتهم وجنى اعمارهم من المصارف، تفشي السوق السوداء للدولار في ظل إصرار السلطة على إنكار واقع التضخم المالي الكبير، ونجد الغلاء الفاحش في الأسعار وفقدان اللبنانيين لأبسط مقومات امنهم الاجتماعي الاقتصادي وتراجع قدرتهم الشرائية لحوالى النصف حتى الآن، وصولا للفقر المدقع الذي دفع بناجي الفليطي وداني ابي حيدر وآخرين لوضع حد مأساوي لحياتهم، بيئة فاسدة ملوثة بالصفقات المشبوهة مع ما تستجلبه من امراض مستعصية”.