مجلة وفاء wafaamagazine
لا يمكن اعتبار التقيّد بحمية غذائية معيّنة طريقة صحّية 100 في المئة. ففي النهاية، عند حذف أطعمة معيّنة أو مجموعة كاملة من أي عنصر غذائي، أو خفض مجموع الكالوري المستهلك يومياً بشكلٍ كبير، أو الصوم لفترات مطوّلة، أو الانخراط في برنامجٍ يَعِد بنتائج مذهلة خلال مدة قصيرة، يزداد احتمال الدخول في مسار قد لا يستجيب له الجسم بطريقةٍ إيجابية.
ما أن صرّحت نجمة تلفزيون الواقع، كيم كارداشيان، خلال حفل «Met Gala» الذي أُقيم منذ نحو 3 أسابيع، أنّها اضطرّت إلى اتباع حمية متطرّفة للغاية كي تتمكّن من ارتداء فستان، مارلين مونرو، حتى أُعيدت الأنظمة الغذائية القاسية إلى الواجهة، للتحذير من مخاطرها الصحّية ومنع الأشخاص من السير على خُطى كارداشيان وغيرها من المشاهير.
وتعليقاً على هذا الموضوع، أوضحت اختصاصية التغذية، راشيل قسطنطين، لـ«الجمهورية»، أنّ «كارداشيان امتنعت تحديداً عن كافة مصادر السكّريات والكربوهيدرات، واكتفت بتناول الخضار والبروتينات، جنباً إلى الركض على الـ«Treadmill» وارتداء ملابس السونا مرّتين في اليوم. ومن خلال هذه الوسائل الصارمة تمكّنت من خسارة 7 كلغ خلال 3 أسابيع فقط».
ولفتت إلى أنّ «الحميات الغذائية المتطرّفة تمدّ الجسم بـ500 إلى 800 كالوري يومياً كحدٍّ أقصى، علماً أنّ متوسط احتياجات الإنسان العادي يتراوح ما بين 1800 إلى 2000 كالوري حسب الجنس».
وسلّطت قسطنطين الضوء على أبرز المخاطر الصحّية التي قد يواجهها الشخص عند التقيّد بأي نوع من الأنظمة الغذائية القاسية والمقيّدة جداً، وتحديداً:
إبطاء عملية الأيض
لا شكّ في أنّ الحميات الصارمة تسمح بخسارة الوزن سريعاً، غير أنّ هذه الأخيرة تكون غالباً مؤقتة، ومن المحتمل جداً إعادة اكتساب الكيلوغرامات المفقودة بعد فترة. يرجع سبب ذلك إلى أنّ عملية الحرق تتأثر عند تزويد الجسم بسعرات حرارية قليلة. إذ يعتاد الجسم على هذه الكمية حتى على المدى الطويل، وبالتالي قد يحرق سعرات حرارية بوتيرة أبطأ. ناهيك عن أنّ الحميات الصارمة تؤدي إلى تدهور الكتلة العضلية والمياه، فيحرق الجسم كالوريهات أقل، وعند معاودة تناول الأكل بكميات طبيعية سيتمّ اكتساب الوزن مجدداً.
كما أنّ تدهور الكتلة العضلية بشكلٍ قويّ يحوّل الجسم إلى آلة امتصاص الدهون كي يتمكن من استعادة الطاقة، فتزداد كتلة الدهون على حساب نقص كتلة العضلات والمياه. وعندها تحدث مشكلة في تركيبة الجسم، واختلالات في هورمونات الشهيّة والعجز عن السيطرة عليها. لذلك من الشائع بعد اتباع حمية قاسية خلال وقت قصير التعرّض لشراهة الأكل، خصوصاً على السكّر والدهون.
نقص المغذيات
إنّ قلّة الوحدات الحرارية تعني نقصاً في كميات الأكل وتحديداً البروتينات، والكربوهيدرات، والمعادن والفيتامينات المهمّة جداً للجسم، وأولها نقص الحديد والفيتامين B12. إنّ هذا الأمر يؤثر سلباً في الجهاز المناعي، والصحّة النفسية، والقدرات الذهنية. وتبيّن أنّ الأشخاص الذين يتبعون الحميات المتطرّفة لفترة طويلة يتعرّضون حتماً لنقص في مجموعة مغذيات أساسية.
الكآبة
إنّ عدم تناول العناصر الغذائية المهمّة للجسم، مثل الفيتامين D والأوميغا 3، الموجودة في الأكل، يؤدي إلى تدهور كمياتها وبالتالي الشعور بالكآبة.
الإمساك
إنّ الحميات القاسية تعني كميات قليلة من الأكل، أي انخفاض حركة الأمعاء، وبالتالي حدوث الإمساك المُرافق بالإرهاق، والجفاف، وظهور البثور، ومشكلات في المعدة.
ما أصول الغذاء الصحّي؟
شدّدت قسطنطين على أنّ «اتباع حميات قاسية بهدف خسارة الوزن سريعاً يجب ألّا يتخطّى 3 أيام. أمّا أسلوب كارداشيان الممتدّ لـ3 أسابيع فهو خطأ كبير محفوف بالمخاطر الصحّية. بعد فترة تخبيص، أو سفر، أو الاستعداد لمناسبة معيّنة، يمكن اتباع نظام غذائي قاسٍ مجموعه 800 كالوري لـ3 أيام، ولكن يجب عدم تخطّي هذه المدة، وإلّا تعرّضت الكتلة العضلية وكافة أعضاء الجسم للأذى».
وكشفت أنّ «الغذاء الصحّي المتوازن والمتكامل يعتمد على عدم تخطّي أي وجبة، والحصول على أطباق قليلة السعرات الحرارية، شرط ألّا يقلّ المجموع اليومي عن 1200 كالوري، مع التركيز على تناول كافة الأصناف الغذائية من دون إهمال أي عنصر مثل البروتينات، والكربوهيدرات، والدهون التي يُفضّل أن تكون مُفيدة للجسم. كذلك من المهمّ تناول السناكات تفادياً للجوع الذي يؤدي إلى اختلال هورمونات الشهيّة مُسبّباً الأكل العشوائي والمفرط. إنّ التنويع في الأكل هو الأساس لاستمداد كافة المغذيات، مع الحرص على الابتعاد من السكّر السريع والأطعمة الجاهزة الغنيّة بالسعرات الحرارية. يبقى أخيراً عدم نسيان ممارسة الرياضة التي تحافظ على الكتلة العضلية وتُبقي مستوى الحرق جيداً».