الرئيسية / آخر الأخبار / الحبّ بين شخصين

الحبّ بين شخصين

مجلة وفاء wafaamagazine

لا يقتصر الاكتئاب على الشعور الدائم واليومي والمتكرّر للحزن واللامبالاة لأمور كان يهتم بها المرء والانطوائية والشعور الدائم للنوم… ولكن يؤثر أيضاً الاكتئاب على حياة الإنسان العاطفية مع الشريك وعلى حياته الجنسية، أي عدم القدرة لبلوغ الرعشة الجنسية بالرغم من استجابته للإثارات الجنسية. فالاكتئاب بشكل عام يؤثر سلباً على الشبق الجنسي عند الإنسان بشكل عام. كما هناك أسباب أخرى يمكن أن تعيق العملية الجنسية. فما هي التي الأسباب التي تكبح الرعشة الجنسية عند الإنسان؟ هل القلق يلعب دوراً في هذه العملية؟

على الصعيد الجنسي، الرعشة الجنسية أو رعشة الشبق هي وبكل بساطة وصول الإنسان إلى ذروة المتعة واللذة أثناء ممارسته لعلاقة حميمة. وينتج من هذه الرعشة شعور كبير بالراحة والسعادة. وتختلف فيزيولوجياً الرعشة الجنسية بين الرجل والمرأة: فعند المرأة، الرعشة هي انقباض الرحم واسترخائه في آن واحد، مما يعطي شعوراً شديد المتعة في منطقة العانة. فيرتعش الجسد بأكمله خلال الرعشة الجنسية، وتدخل المرأة في شبه غيبوبة مؤقتة، ويتبع ذلك الشعور بالرغبة بالاسترخاء أو النوم. أما عند الرجل فالرعشة هي أيضاً العملية الجنسية بكمالها، والتي تصل إلى القذف. ولكن ليس الجميع يمكن أن يصل إلى الشبع الجنسي لأسباب كثيرة. هذه الأسباب يمكن أن تنقسم إلى أسباب فيزيولوجية وأسباب نفسية.

 

كثير من الأسباب النفسية تؤثر مباشرةً على الإنسان خلال العملية الجنسية. ولكن أولاً من المهم التأكّد أنه لا توجد مشاكل فيزيولوجية تعوق الرعشة الجنسية. ومن أهم الأسباب النفسية التي يمكن أن تؤثر على المرأة والرجل هي التالية:

– المؤثرات العاطفية السلبية، مثلاً الشعور بأنّ شريكاً غائباً عاطفياً، يؤثر سلباً على الشريك الآخر ويجعله غير مرتاح خلال العملية الجنسية.

 

– شعور المرأة بأنّها في خانة «الاستغلال الجنسي» أو «الاحتقار» أو حتى «الإهانة»، يُضعف أيضاً رغبتها في ممارسة الحب، ما يؤثر سلباً على رعشتها الجنسية. كما بعض النساء يخفن من وصولهنّ إلى الرعشة الجنسية ويصبحنّ مهووسات بالجنس، فيفضلنّ عدم خوض هذا الشعور كي لا تصبحنّ أسيرة له.

 

– على الصعيد التحليل النفسي، الرجل الذي كانت لديه مشاكل مع «صورة المرأة» خلال طفولته، سيؤثر ذلك سلباً على تصوره لشريكته. أما المرأة التي لم تتخطّ «الانفصال عن الأم» وتعيش «قلق فك الانصهار» عن أمها، تعاني من الرابط الانصهاري الذي تكوّن منذ الطفولة بين الأم والإبنة. فترتسم العملية الجنسية وكأنّها تريد أن تفصل ما بين الإبنة وأمها، وبالتالي ما يؤثر الاضطراب على الرعشة وعدم قدرتها على توفير حاجات زوجها الجنسية.

 

– بسبب سرعة القذف أو القلق أو حالات نفسية كالاكتئاب أو الخوف من العملية الجنسية بسبب خبرات «فقيرة» يمكن أن تنعكس سلباً على الرجل خلال العملية الجنسية. وبعض النساء يخفنّ من عدم السيطرة خلال الرعشة الجنسية ويصبحنّ بنظر الشريك بأنّهن مستسلمات لرغباتهن الجنسية. فتقمعن هذا الشعور بسبب الخوف من نظرة الشريك.

– في بعض الأحيان، بلوغ النشوة عند المرأة هو نوع من الاعتراف بسلطة الرجل وقوته. لذا عدم الوصول إلى الرعشة عند بعض النساء هو نوع من معارضة هيبته ورجوليته.

 

الأسباب النفسية

طبعاً يلعب القلق دوراً سلبياً في حياة الإنسان. فهو مصدر الكثير من الأمراض خصوصاً الأمراض النفس-جسدية. كما يؤثر القلق بشكل مباشر على حياة الإنسان وعلى تصرفاته الواعية منها وغير الواعية. وبشكل مباشر يجد علماء النفس المتخصصون في علم الجنس، بأنّ هناك علاقة وطيدة ما بين اضطراب الرعشة الجنسية والقلق.

 

فعلى الصعيد النفسي، تظهر الاضطرابات الجنسية بشكل عام واضطرب الرعشة الجنسية بشكل خاص عند الإنسان بثلاثة أشكال وهي:

1- الخوف من فقدان ضبط النفس، ويؤدي ذلك إلى قلق خلال العلاقة، وبالتالي إلى خوف من إكمال والوصول إلى رعشة جنسية بين الطرفين.

 

2- رفض الشريك لممارسة الحب. فمن أكثر أنواع القلق التي يمكن أن تؤثر على حياة الثنائي هو الرفض لممارسة الحب بين الشريكين أو حتى البرودة الجنسية التي يمكن أن يعاني منها واحد منهما، ويمكن أن تُفسّر كرفض.

 

3- التربية تلعب دوراً في زيادة القلق. فالتربية الصارمة والأب المستبد والام المهيمنة على كل أفراد العائلة، وعدم الإطلاع على أية معلومات جنسية وغيرها من الأسباب، تؤثر مباشرة على الإنسان، وبالتالي على مسار الرعشة الجنسية التي يعتبرها عيباً أو خطأً.

 

4- عدم الثقة بالنفس خصوصاً خلال العلاقة الجنسية، يجعل الشريكين غير قادرين على متابعة ممارسة الحب بسبب القلق، وبالتالي عدم المقدرة للوصول إلى الرعشة الجنسية.

ماذا عن العلاج؟

يُطلب من الشريكين أن يقوما قبل التحضير للجماع، بممارسة الإثارة الجنسية بمساعدة بعضهما. يهدف هذا التمرين إلى زيادة حساسية المناطق الخاصة بالمرأة والرجل بواسطة المداعبات. كما يُطلب من الزوجين إتباع التعليمات التالية:

– تحضير الزوجين قبل العملية الجنسية، ويعني ذلك عدم ممارسة الجنس قبل مرحلة المداعبة. فهذه المرحلة مهمّة جداً لتهيئة الطرفين والاستمتاع بالعملية الجنسية بشكل كامل.

 

– للزوج دور بارز في تخفيف المخاوف التي تحول دون الاستجابة الرعشية عند زوجته. فمن خلال التفهم والتفسير عن أهمية العلاقة بينهما، يمكن أن تنخفض المخاوف وتختفي المصاعب.

 

– إذا إستمرت هذه الصراعات، من المهم أخذ رأي أخصائي نفسي – جنسي خصوصاً بوجود صراعات نفسية لاشعورية، تجعل واحداً من الشريكين أو الإثنين، سجينين لأحاسيسهما المكبوتة.