مجلة وفاء wafaamagazine
غالباً ما نكتب من مداد العاطفة والمحبة الى الامام المغيّب السيد موسى الصدر وعنه، وفي اكثر الاحيان تكون الكتابة مَشوبة بالشوق والحرقة معاً، فتغيب معالم نهج الامام وفكره وخطه ورؤيته للبنان الدولة الحاضنة لجميع ابنائها، وهو المسار الذي انتهجه حامل الامانة الرئيس نبيه بري وأصرّ على السير فيه وسط شعاب وطن يهفو الى بر الخلاص والامان من مِحنِه وعذاباته.
د.طلال حاطوم
لمرة، نستميحكم العذر، ان نعرض (ولو بتصرّف لا يبدل في المقصد والمعنى والنص الاصلي) وثائق ليست مصنفة سرية، ولكن كثيرين يغيّبونها قصداً او عن غير دراية بأهمية استعادتها في الزمن الصعب لتكون خط بناء الوطن لبنان، ولو انتبه اللبنانيون الى وثيقة الامام الصدر عام 1977 لَوفّروا على لبنان كثيراً من العذابات، لأن كثيرا من طروحات الامام الصدر شكلت عناوين اساس لـ»وثيقة الطائف».
ولأن مهرجان الذكرى الرابعة والاربعين لتغييب الامام السيد موسى الصدر وأخويه سماحة الشيخ محمد يعقوب والصحافي السيد عباس بدر الدين، على مسافة ايام من احيائه في مدينة (القسم) صور في 31 آب الجاري، تحت عنوان (.. كموج البحر)، وحتى تكون الذكرى كسابقاتها محطة اساس في استعادة طروحات الامام الصدر وافكاره التي تخطّت حدود الطوائف والمذاهب والاماكن، وبقيت عصية على الزمان، ولأنّ الذكرى ليست مجرد احتفالية بمهرجان لحركة «أمل»، بل هي تأكيد على التزام تعاليم الامام الصدر ونهجه بقيادة الامين الرئيس بري، نعرض، في سلسلة حلقات تنشر تباعاً، استناداً الى ميثاق حركة «أمل»، ومؤتمرها التأسيسي الاول، ووثيقة الامام الصدر الاصلاحية، وتوصيات المؤتمر العام العاشر الذي عُقد عام 2002 (يعقد المؤتمر العام كل ثلاث سنوات) التي يفترض ان تكون قاعدة الارتكاز الاساسية للبناء عليها ولتنفيذ ما ورد فيها من مقررات وتوجهات.
ورد في النظام الأساسي لحركة «أمل» أنها حركة إنسانية شعبية رائدة هدفها:
1 – صناعة الإنسان الكامل على أساس من القيَم بعيداً عن القيود التي تقف في سبيل كماله وسعادته.
2 – صناعة المجتمع الإنساني الكامل الذي هو المناخ المناسب والضروري لصناعة الإنسان.
وفي سبيل تحقيق هدفيها الأساسيين تعتمد على الخطة التالية التي تتكون من خطوتين:
أولهما: نظرية، تعتمد على درس الأسس الكفيلة لإعادة بناء الفرد والمجتمع وتطويرهما في مختلف المجالات الثقافية والحضارية (الفلسفية، الأخلاقية، السياسية، الإجتماعية، الإقتصادية، المدنية، العلمية والفنية).
ثانيهما: عملية، ترتكز على العمل الدائب والجهاد المتواصل لتنقية الذات وتهذيبها وترويضها حتى تكون في شعورها وفي مواقفها منسجمة مع الجماعة بعيدة من الغرور والتعالي وعن التعصّب العنصري والطائفي والسياسي.
وترتكز أيضاً على خدمة الإنسان الذي يتوافر في خدمته رضى الله تعالى، وعلى الإنضباط التام وتنمية روح المسؤولية الجماعية الديموقراطية، والإخلاص في العمل والتقوى السياسية والإجتماعية والتفاني والوفاء. وعلى تحقيق الرسالة الإنسانية.
ولكي يقدم الفرد كل طاقاته ويستفاد من كل مواهبه، لا بد من وجود الديموقراطية الشاملة.
ان الإختيار الحر (الديموقراطية) يجب أن يبقى في الإطار الهادف، وإلا فسوف تتحوّل الديموقراطية فوضى الجهود وضياعها وتصادمها. ولذلك، فإن الديموقراطية البناءة هي المعادلة للكفاية الفردية والإجتماعية (الكفاية الإنسانية). وحركة «أمل» ليست مؤسسة ذات مصالح فئوية وإنما هي حركة الشعب ولخدمته.
ان هذه الحركة لا تصنف المواطنين ولا ترفض التعاون مع الأفراد أو الفئات الشريفة التي ترغب في بناء لبنان أفضل.
أنها ليست حركة طائفية ولا عملاً خيرياً ولا موعظة ونصحاً، ولا تهدف إلى تحقيق مكاسب فئوية، أنها حركة المحرومين جميعاً.
انها تتبنّى الحاجات وتنظر إلى حرمان المواطنين وتدرس الحلول وتتحرك فوراً لأجلها وتناضل إلى جانب المحرومين إلى النهاية.
لذلك، فإنها تعتقد أنها حركة للبنانيين الشرفاء جميعاً، أولئك الذين يحسون بالحرمان في حاضرهم، وأولئك الذين يشعرون بالقلق على مستقبلهم.
إنها حركة اللبناني نحو الأفضل (من ميثاق حركة «أمل»).
الجمهورية