الجمعة 13 كانون الاول 2019
مجلة وفاء wafaamagazine
نصرالله: الأميركيون يركبون موجة التظاهرات في البلدان بشكل علني ووقح ويصوّرون أنهم يديرون هذه الاحتجاجات ويعلنون دعمهم لها
نصرالله: الأميركيون افترضوا أن المظاهرات هي ضد إيران وضد حزب الله وسلاحهعلما أن الشعارات كانت تتعلق بالمطالب المعيشية
نصرالله: اسرائيل تعرف ان المقاومة اذا اتخذت قرارا بشأن المياه الاقتصادية فلن تسطيع بناء جدران ولا يستطيع احد ان يستكشف فيها
السيد نصرالله:
نصرالله: المطلوب ان نتخلى عن قوتنا وان نذهب الى الوصاية ونتخلى عن استقلال قرارنا السيادي
نصرالله: اذا ترفعنا عن المشاكل وضمينا سواعدنا نحن قادرون لبنانيا ان ننقذ بلدنا من المأزق المالي والاقتصادي
لفت الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله إلى “أنني رأيت ان من واجبي ان اتحدث اليوم بعد غياب شهر نظرا للتطورات الحاصلة ونظرا للحظة الحساسة التي نعيشها خصوصا في مسالة تاليف الحكومة”، مشيراً إلى أن “حديثي اليوم مخصص للوضع اللبناني فقط، ساتحدث في 4 مقاطع، الاول في التعاطي الاميركي والتصريحات الاميركية الاخيرة، الثاني الملف الحكومي وما توصلنا اليه، العنوان الثالث له علاقة بالوضع الامني والعنوان الرابع له علاقة بالوضع المعيشي”.
وفي كلمة متلفزة له، أشار السيد نصرالله إلى أن “الاميركيين يتدخلون باي تحرك يحصل في العالم، هم يسارعون الى محاولة استغلال التحركات الشعبية بما يخدم مصالحهم وليس بما يخدم مصالح المحتجين”، مشيراً إلى أن “الاميركيين يركبون موجة التظاهرات في العالم ويصورون للعالم ويعلنون دعمهم لهذه الاحتجاجات ولكن في الحقيقة تقديم العون يكون بما يخدم مصالح اميركا وهذه قاعدة عامة وراينا ذلك في الربيع العربي واميركا اللاتينية وشرق اسيا وهذا سلوك اميركي عام”.
وأضاف “في لبنان، بعد 17 تشرين عندما حصلت التظاهرات في عدد من الميادين انطلاقا من القرار الخاطئ الذي اتخذته الحكومة فيما يتعلق بالرسوم والضرائب، جيفري فيلتمان قدم مطالعات واستدعي لبنانيون وقدم شرح يعبر عن ارائهم، سمعنا اعضاء في الكونغرس ووزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو وكلهم تدخلوا ووصفوا وكل ذلك كان يقابل بالسكوت وصولا الى ما قالته مندوبة اميركا في الامم المتحدة وما قاله بومبيو”، مشيراً إلى أنه “في الحقيقة اريد ان اقف بشكل مباشر امام الكلامين الاخيرين، ما قالته المندوبة كرافت بان التظاهرات ستتواصل في لبنان واليمن وفي اي مكان توجد فيه ايران وليس في اي مكان يوجد فيه فساد، واعتبرت ان الاضرابات ستستمر اذا لم تؤتي ادوات الضغط باي نتيجة، الاميركيون ينظرون للتظاهرات على انها ادوات للضعط على ايران”.
وتابع السيد نصرالله “افترض الاميركيون بان التظاهرات التي خرجت في لبنان هي ضد ايران مع العلم بانه لم يطرح في التظاهرات في لبنان شيء له علاقة بايران، كانت الشعارات تتعلق بقضايا اقتصادية ومطلبية، هم افترضوا منذ اليوم الاول ان هذه التظاهرات هي ثورة الشعب في لبنان ضد “حزب الله”، مشيراً إلى أن “بعض وسائل الاعلام العربية والخارجية ساعدت الاميركيين بتصوير ان التظاهرات هي ضد “حزب الله”، الاميركيون هكذا يفترضون وهم اما يكذبون على انفسهم واما ان بعض اللبنانيين يقدمون له تقييم خاطئ ومن الممكن ان تكون معلومات الاميركيين خاطئة، في لبنان الاميركي يريد توظيف التحركات وكان مشكلة اللبنانين هي “حزب الله” وان المأزق في لبنان هو حزب الله ، بحسب بومبيو على اللبنانيين ان يتخلصوا من هذه المشكلة التي اسمها “حزب الله” وان اميركا حاضرة لمساعدة اللبنانيين للتخلص من هذا الخطر”.
وقال “هناك تصريح مضحك لبومبيو يتحدث عن مساعدة اللبنانيين لاخراج حزب الله من نظامهم وبلادهم، كيف يستطيع اخراج حزب الله من لبنان، هذا يدل على التفاهة والسخافة الاميركية في مقاربة هذا الموضوع”، مشيراً إلى أنه “اذا توقفنا عند التصريحات الاسرائيلية، راينا تصريحات من بنيامين نتانياهو ومسؤولين اخرين بان هذه الفرصة التاريخية لاضعاف حزب الله او لانخذ امتياز من لبنان اتفاقية حول النفط والغاز في لبنان”.
وعن كلام بومبيو الذي قال ان المسؤولية تعقع على الشعب اللبناني في تشكيل الحكومة وان لدى اميركا منظمة مصنفة ارهابيا، سأل السيد نصرالله “من اين اتى بومبيو بان الشعب اللبناني يعتبر حزب الله يشكل خطرا على لبنان؟”، مشيراً إلى أن “الانتخابات التي جرت بنزاهة قبل عامين هل عبرت عن ما قاله بومبيو؟ هذا دجل وخداع اميركي”، مؤكداً أن “حزب الله” خطر على اسرائيل واطماعها ومشروعها وهيمنتها وكلنا نعرف اطماعها في الارض والمياه واخيرا النفط والغاز”.
وأوضح ان “السفينة التي اتتت للاستكشاف في المياه الاقتصادية، اسرائيل تعرف ان المقاومة اذا اتخذت قرارا بهذا الشأن فان اسرائيل لن تسطيع بناء جدران ولا يستطيع احد ان يستكشف في المياه الاقتصادية”، مؤكداً أن “حضور “حزب الله” في العديد من الميادين نفتخر به رغم انه موضع خلاف في لبنان، “حزب الله” ليس خطرا على الشعب اللبناني بل خطر على مشاريع اميركا في المنطقة”.
وأضاف “الاميركيين يستغلون الوضع المعيشي في لبنان ليعالجوا الخطر الذي يشكله “حزب الله” عليهم، يقولون للبنانيين اذا تريدون المساعدة عليكم معالجة “مشكلة اسرائيل”، معتبراً أن “لا الحروب ولا الاوضاع الاقليمية والاغتيالات والعقوبات وانفاق الملايين لاساءة السمعة ولا تحريض بيئة المقاومة عليها ، كل ما يستخدم في مواجهة المقاومة للتخلص منها عجزوا عن فعله ، هم يبتزون الشعب اللبناني ولا يحرصون عليه”.
وتابع “الادارة الاميركية والحكومة الاسرائيلية من خلفها يمارسون ابتزازا بحق الشعب اللبناني والمعادلة واضحة بالتخلي عن قوة لبنان وقد وضعنا بين خيارين بين الجوع الاكيد والنهوض المحتمل”، داعياً إلى “عدم الثقة بالوعود الاميركية، انظروا كيف تركت اميركا حلفائها في وسط الصحراء وتذلهم، اتعظوا من الدول التي سلمت بالدور الاميركي كيف اصبحت دولا عادية بعد ان كانت صاحب دور ، وهي في الوقت نفسه لم يتحسن وضعها”. وأكد السيد نصرالله أن “المطلوب ان نتخلى عن قوتنا وان نذهب الى الوصاية ونتخلى عن استقلال قرارنا السيادي”، داعياً اللبنانيين الى “الوعي وعدم التاثر بالتحريض الاميركي للدفع باتجاه الفتنة والفوضى، اذا تعاون اللبنانيين فيما يملكون من مقدرات هم قادرون على الخروج من المازق القائم ولبنان في هذه المشكلة بسبب التشتت والعصبيات الطائفية والحسابات الحزبية”.