مجلة وفاء wafaamagazine
سأل النائب هاني قبيسي عن “مصير البلد بحكومة مستقيلة وسياسات تمارس هذه الايام، نرى فيها تمهيدا لفراغ يريدونه من خلال استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية”.
كلام قبيسي جاء خلال إلقائه كلمة حركة “أمل” في احتفال تأبيني في حسينية بلدة زبدين. وقال: “الجنوب اللبناني تحول من منطقة محتلة الى منطقة محررة بدماء الشهداء وتضحياتهم ولا زالت الطائفية تسيطر في كثير من مواقعه، وهذا ما يحملنا مسؤولية مواصلة كفاحنا وجهادنا حتى نصل لمجتمع مستقر، لتبقى طريق الشهداء سالكة لكل الاحرار في هذا البلد. سنستمر بكفاحنا ونحن في وسط مواجهة حقيقية إن كان على المستوى العسكري بوجه العدو الصهيوني حتى نستطيع أن نستخرج ما هو حق لنا من ثروة نفطية في مياهنا الاقليمية دون استجداء من احد، فالمفاوضات مستمرة منذ أكثر من عشر سنوات، ولبنان يسعى للحصول على حقه، ولا زالت اسرائيل تؤكد بانها لن تعطي حقا لاحد، أكان حق الشعب الفلسطيني أو أي دولة عربية محيطة بها، ولا يمكن ان تعطي حق لبنان، ونحن نقول لا نريد منة من احد فما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة، ولبنان مستمر في كفاحه السياسي حتى يستحصل على حقه بثروته النفطية ليتمكن من انقاذ اقتصاده مهما كلف الأمر”.
أضاف: “المؤسف في الداخل اللبناني هو هذا الواقع المعكوس الذي لا يعبر عن وحدة وطنية يكون همها الاساس إنقاذ البلد بمؤسساته وكيانه، فالمعاناة كبيرة وكل سياسي يعلم بها، اكانت معاناة المواطن ام معاناة الدولة بمؤسساتها وإداراتها المقفلة التي لا تقدم الخدمات للمواطن، وللاسف المواقف السياسية لا تنسجم مع حجم المعاناة ولا مع حجم القضية. فقضيتنا مع الصهاينة هي مواجهة لنستحصل على حقوقنا، وفي الداخل عمل دؤوب لبناء الدولة ونرى البعض يتراجع ويكرس الخلاف والصراع على تشكيل حكومة وعلى موقع، ونحن على مقربة من انتهاء ولاية عهد قائم نحن بأمس الحاجة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، فهذا الواقع السياسي لا يحتمل التعطيل من احد ولا يحتمل ان تملى الشروط في هذا الايام من احد. المساحة ليست مساحة تحقيق انتصارات لاطراف او لاحزاب، فالمواطن يعاني من كهرباء وماء ودواء”.
وتابع: “الأصعب، انتقال معاناة المواطن الى مؤسسات الدولة التي تقفل ابوابها بوجهه، وهذا يستدعي استنفارا سياسيا داخليا لنتمكن من تشكيل حكومة بشكل سريع تسعى لاستقرار سياسي وتمهد الطريق لانتخاب رئيس للجمهورية، وتوضع من خلالها الخطط لواقع اقتصادي وخطة انقاذ اقتصادية، ووضع رقابة على مصارف تتحكم برقاب العباد وتصادر الودائع بقرراتها وتقفل ابوابها امام مواطن يحتاج الى قرش ليسد رمق عيشه. هذا الأمر يحتاج الى سلطة مركزية تتخذ القرارات وتحاسب وتعاقب، ففي بلدنا نتيجة الصراع السياسي لا حسيب ولا رقيب. هؤلاء يتحكمون بمصير الناس والسلطة اللبنانية خاضعة لاختلافات داخلية هدفها انتصار لهذا الحزب على ذاك، والصراع مع العدو الصهيوني تقوده قلة من ساسة هذا الوطن المخلصين الذين يسعون لتحرير الارض والحفاظ على حقوقنا في ثرواتنا النفطية”.
وقال: “الأجدى اليوم بكل الاطراف السياسية، ان تلتقي سريعا لتشكيل حكومة تتخذ القرارات المناسبة حتى نصل لانتخاب رئيس، والا فإننا نرى في السياسات التي تمارس هذه الايام تمهيد لفراغ يريدونه بانتخاب رئيس للجمهورية في ظل حكومة مستقيلة. نسأل هنا ما هو مصير الدولة؟ هل بخلافاتكم تمهدون الطريق لفراغ خطير يضع البلاد على حافة الانهيار والمجتمع ينتقل الى حالة من الفوضى الامنية والاستقرار بعد عوز وحاجة وقلة في تأمين الموارد والادوية للمواطن؟ الى أين سيؤدي صراعكم لتحقيق انتصاراتكم؟”
وختم: “ما تقومون به لا يؤدي سوى الى تدمير الوطن، وما أنجزه المقاومون من انتصارات تستخدمه بعض الأحزاب الطائفية لتحقق مكاسب شخصية، ونحن لم ولن نمارس هذه السياسات فنحن في حركة أمل كرسنا بقيادة الرئيس نبيه بري لغة الحوار والتوافق للخروج من كل الازمات التي يمر بها بلدنا. وما أحوج لبنان هذه الايام الى لغة الحوار والتوافق لنشكل حكومة وننتخب رئيسا للجمهورية ونسعى لانقاذ بلدنا”.