
مجلة وفاء wafaamagazine
في ظلّ التوجّه العالمي المتزايد نحو استخدام التغذية الطبيعية لتحسين صحة القلب والتمثيل الغذائي، تبرز فاكهة المانغو كخيار واعد بفضل غناها بمركّبات الفلافونويدات.
على رغم من أنّ الدراسات السابقة ركّزت على فوائدها طويلة الأمد، فإنّ دراسة جديدة نُشرت في آذار بمجلة «التغذية والتمثيل الغذائي» كشفت عن تأثيرات إيجابية للمانغو خلال فترة قصيرة، خصوصاً لدى النساء بعد سن اليأس.
أُجريت الدراسة في جامعة كاليفورنيا، وشاركت فيها 24 امرأة تتراوح أعمارهنّ بين 50 و70 عاماً، جميعهنّ يعانين من زيادة في الوزن أو السمنة.
اتُبِع تدخّل غذائي غير عشوائي على مدى 4 أسابيع، باستخدام نوع Ataulfo من المانغو، المعروف بتركيزه العالي من البوليفينولات.
تناولت المشاركات 330 غراماً يومياً من لُبّ المانغو الطازج المجمّد، مقسّماً على فترتَين صباحية ومسائية.
تضمّن البروتوكول 3 زيارات رئيسية لتقييم المؤشرات الحيوية: في البداية، بعد أسبوعَين من دون تناول مانغو، وأخيراً بعد أسبوعَين من الاستهلاك اليومي للفاكهة. وشملت القياسات ضغط الدم في أوضاع مختلفة، تحليل الدم، ومؤشرات مرونة الأوعية الدموية.
أظهرت النتائج انخفاضاً ملحوظاً في الضغط الانقباضي بمقدار 6 ملم زئبقي أثناء الاستلقاء، وتحسناً في مرونة الشرايين بنسبة فاقت 35% بعد ساعتَين من التناول.
كما لوحظ أنّ ارتفاع الغلوكوز بعد تناول المانغو كان أقل حدّة مقارنة بالخبز الأبيض، بينما انخفض الإنسولين بوتيرة أسرع، ما يُشير إلى تحسين محتمل في حساسية الإنسولين.
وانخفض الكوليسترول الكلي بشكل واضح على رغم من عدم تغيير النظام الغذائي.
وعلى رغم من أنّ وظيفة الأوعية الدقيقة لم تتغيّر بشكل كبير، فإنّ التحسّن في مؤشر التوتر الشرياني يُعزّز الفرضية بوجود تأثير إيجابي على صحة الأوعية.
كما أظهر التحليل الغذائي استقرار الحمية، مع التزام كامل من المشاركات ومن دون تسجيل أي أعراض جانبية.
تشير هذه النتائج إلى أنّ المانغو قد تلعب دوراً فعّالاً في تحسين صحة القلب والتمثيل الغذائي خلال فترة زمنية قصيرة، ممّا يفتح آفاقاً جديدة لاستخدامها كعنصر طبيعي داعم للصحة، خصوصاً لدى النساء في سن ما بعد انقطاع الطمث.