الرئيسية / آخر الأخبار / باسيل “يستأذن” السيد بالتصعيد: برّي “الشيطان الأكبر”!

باسيل “يستأذن” السيد بالتصعيد: برّي “الشيطان الأكبر”!

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت “نداء الوطن”

في سياق ممجوج من التكرار المملّ في المواقف والاجترار المعلوك لسيرة “الانجازات والبطولات”، يسابق العهد العوني العدّ العكسي لأفول ولايته غداً بمشهدية بات يغلب عليها طابع استجداء عطف اللبنانيين واستثارة الشفقة في نفوسهم تحت تأثير البث الإعلامي الممنهج للإطلالات الرئاسية الوداعية، مع تسجيل دخول “حزب الله” أمس على خط “تلميع صورة” رئيس الجمهورية ميشال عون سواءً عبر المقابلة التي أجرتها معه قناة “المنار” وهدفت إلى تظهير الجانب الإنساني والعصامي الزاهد عن مطامع الدنيا وأطماع السلطة، أو من خلال التقارير المكتوبة التي سلّطت الضوء عبر موقع “الحزب” الالكتروني على فضائل “الرئيس عون كما يراه السيد نصرالله” بما هو من “رجل قائد وشجاع وجبل لا يُشترى ولا يُباع”!

 

ولأنّ الوقت لم يعد يسمح بإطالة أمد “البروباغندا” العونية مع دنوّ لحظة الخروج من قصر بعبدا، رفع العهد وتياره خلال الساعات الأخيرة منسوب التهديد والتحدّي في مواجهة رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي، على وقع تجديد التلويح بإصدار رئيس الجمهورية مرسوم قبول استقالة حكومة تصريف الأعمال ما لم يسارع ميقاتي إلى الامتثال لشروط رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الوزارية وتأليف حكومة جديدة قبل نهاية الولاية الرئاسية، وذلك ضمن إطار “أجندة تصعيدية” وضعها باسيل لهدم كل السقوف في مرحلة الشغور الرئاسي، و”استأذن” الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله خلال اللقاء الذي عقده معه الأربعاء المضيّ قدماً بها، مصارحاً نصرالله برغبته في خوض مواجهة شاملة مع بري باعتباره “الشيطان الأكبر” الذي وقف خلف تطويق العهد طيلة ولايته الرئاسية واليوم يقف خلف تحجيم تياره في مرحلة الشغور الرئاسي.

 

وبينما كان عون يؤكد أمام الإعلاميين المعتمدين في القصر الجمهوري جهوزيته لـ»خرق العرف» وتوقيع مراسيم قبول استقالة حكومة ميقاتي رداً على عدم تلبيته مطالب «التيار الوطني الحر» الوزارية في التشكيلة الحكومية الجديدة، تولى باسيل نفسه التشهير بالرئيس المكلف من على منبر بكركي مشدداً على أنه «بدعم من بري والخارج وبعض المرجعيات يخططون لوضع اليد على رئاسة الجمهورية من خلال حكومة تصريف الأعمال وهي فكرة كارثية ستجلب الفوضى» إلى البلد. وفي هذا السياق، علمت «نداء الوطن» أنّ باسيل نقل إلى نصرالله رسالة من عون تتضمن تحميلاً كاملاً للمسؤولية لحلفاء «حزب الله» وعلى رأسهم بري الذي يحرّض ميقاتي على عدم الاستجابة لمطالب باسيل، مؤكداً العزم على مواجهة مخطط بري وميقاتي ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط الهادف إلى منع تأليف حكومة جديدة والدفع باتجاه أزمة فراغ رئاسية وحكومية تبرر الذهاب الى انتخاب رئيس من دون الاتفاق مع «التيار الوطني».

 

وبحسب المعلومات نفسها، فإنّ رسالة عون على لسان باسيل جددت التأكيد لنصرالله على “صلابة العلاقة والتحالف” مع “حزب الله” لكن مع التشديد على كون “التحرر من قيود الرئاسة سيسقط كل المحرمات من الآن وصاعداً” في مواجهة حلفاء “الحزب” وعلى رأسهم رئيس المجلس النيابي.

 

تزامناً، برز أمس إعلان رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إثر ترؤسه اجتماع تكتل “الجمهورية القوية” في معراب عدم تجاوب التكتل مع الدعوة الحوارية التي يعتزم بري توجيهها إلى الكتل النيابية للبحث في مسألة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وسأل جعجع: “ما علاقة الحوار بانتخاب الرئيس”، وأضاف: “الدساتير وُضعت لتُطبّق والنصاب وُضع ليُحترم”، وبناءً عليه، “تخوّفاً من أي محاولة تعطيل وتمرير للوقت لعدم إجراء الانتخابات الرئاسية” اقترح جعجع على رئيس المجلس النيابي الدعوة إلى “جلسة مفتوحة لا تنتهي الا بعد انتخاب رئيس” باعتبارها “الوسيلة الوحيدة لنكون مؤتمنين على الدستور والاستحقاق الدستوري من دون مضيعة للوقت في امور اخرى لا علاقة لها بأزمتنا الحالية”.

 

في الغضون، تواصل الترحيب الخارجي باتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإٍسرائيل أمس، إذ وصفت جامعة الدول العربية على لسان الأمين العام المساعد السفير حسام زكي الاتفاق بأنه “خطوة مفيدة”، مؤكداً في بيان دعم الجامعة الكامل “لما من شأنه استعادة لبنان لحقوقه السيادية البحرية والاستفادة من ثرواته وموارده الطبيعية في منطقته الاقتصادية الخالصة”.

 

كما رحّب الاتحاد الأوروبي بالتوقيع على اتفاق الترسيم البحري اللبناني – الإسرائيلي وهنّأ البلدين على “هذا الإنجاز التاريخي”، الذي من شأنه أن يسهم “في استقرار وازدهار الجارين وكذلك في المنطقة الأوسع”، مع إبداء الاستعداد الأوروبي “لمواصلة تطوير شراكاته مع كل من لبنان وإسرائيل ودعم الجهود الرامية إلى التعاون الإقليمي لصالح الجميع”.

 

وتوازياً، عُقد اجتماع لبنانيّ – قبرصيّ أمس في قصر بعبدا للبحث في ملف ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، خلص إلى الاتفاق على إيجاد حل للنقاط التي فيها اختلاف بالآراء بين البلدين، لكن على أن يبقى إنجاز اتفاق الترسيم البحري النهائي بينهما أسير رفع “الفيتو السوري” على ترسيم الحدود الشمالية مع لبنان، لا سيما وأنّ نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب أكد إثر اللقاء أنّ الملف الحدودي مع قبرص لن ينتهي “إلا بعد التفاهم مع سوريا”.

 

ومساءً، أعلن بوصعب التوصل مع الوفد القبرصي إلى “صيغة توافقية لتنفيذها بموجب الإجراءات القانونية المتبعة والمتعلقة بتعديل الحدود البحرية وفق المرسوم 6433 واعتماد النقطة 23 جنوباً”، على أن يبقى تحديد نقطة الالتقاء في الصيغة التي تعتمد شمالاً خط الوسط بين لبنان وقبرص “بعد أن يتفق عليها لبنان وسوريا”.