الرئيسية / آخر الأخبار / ما أهمّية المشي بعد تناول الطعام؟

ما أهمّية المشي بعد تناول الطعام؟

مجلة وفاء wafaamagazine

من الشائع التوجّه فوراً إلى مكان العمل بعد تناول الفطور، أو متابعة المهام الموكلة إليكم بعد الغداء، أو الجلوس على الأريكة بعد العشاء. لكن هل فكّرتم في المشي قليلاً ولو لدقائق معدودة عقب الانتهاء من استهلاك أي وجبة غذائية؟

في الواقع، أظهرت الدراسات التي أُجريت على مرّ السنين، أنّ المشي لمسافة قصيرة، أي في محيط مبنى العمل مثلاً، مرتبط بفوائد صحّية مُذهلة، لعلّ أبرزها ما كشفه أخيراً اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي الطبيب، شاهام ممتاز، من «Northwestern Medicine Central DuPage Hospital»:

 

استقرار مستويات السكّر في الدم

 

عند تناول الكربوهيدرات، يقوم الجسم بتفكيكها إلى سكّريات أثناء الهضم. ومع دخول السكّر مجرى الدم، ترتفع مستويات السكّر في الدم. واستجابةً لذلك، يطلق الجسم الإنسولين الذي يسمح للخلايا بامتصاص السكّر وتخزينه، وبالتالي تنخفض مستويات السكّر في الدم. وفي حين أنّ تفادي السكّريات أو الكربوهيدرات البسيطة يساعد في تعديل مستويات السكّر في الدم، تبيّن أنّ المشي بعد الوجبة الغذائية يقوم بالأمر ذاته. وجدت مراجعة نُشرت في شباط 2022 في «Sports Medicine»، أنّ دقائق قليلة من المشي قد خفضت ارتفاع السكّر في الدم وهبوطه الحادّ بشكلٍ ملحوظ، بعد ساعات معدودة من الأكل، مقارنةً بالجلوس بعد الوجبة. إنّ المشي يدفع الجسم إلى حرق الكالوري بدلاً من التمسّك بها، الأمر الذي يحفّز المعدة والأمعاء على معالجة المأكولات المستهلكة بسرعة أكبر، ما يعني امتصاص السكّريات بمعدل ثابت.

 

هضم الطعام بشكلٍ أسرع

 

إنّ المشي بعد الأكل يرفع الأيض، ما يُعزّز قدرة المعدة والأمعاء على تفكيك الأطعمة بسرعة أكبر، وبالتالي حرق سعرات حرارية أكثر. توصّلت الأبحاث إلى أنّ بعض الأشخاص يخسرون الوزن بفعالية أكبر أو يتفادون اكتساب الكيلوغرامات من خلال المشي عقب الانتهاء من الوجبة الغذائية. لا بل أكثر من ذلك، كشفت دراسة نُشرت عام 2017 في «Digestion» أنّ الهضم الأسرع مرتبط بتحسين ارتجاع المريء وحرقة المعدة عند النساء، كما أنّه يمدّ الجسم بالطاقة.

 

الشعور بنفخة وغازات أقلّ

 

بيّنت دراسة نُشرت عام 2021 في «Gastroenterology and Hepatology from Bed to Bench» أنّ المشي من 10 إلى 15 دقيقة بعد الأكل يقلّل من اضطرابات الجهاز الهضمي بما فيها الغازات، والنفخة، والتشنّجات، والتجشؤ. يرجع السبب إلى أنّه وأثناء الهضم، تقوم الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء بتفكيك الطعام، مُنتجةً الغاز الذي يخرج من الجسم على شكل تجشؤ أو غازات. ولكن من خلال المشي بعد الأكل، يتمّ هضم الطعام بشكل أسرع، وبالتالي لن يحتكّ كثيراً بالبكتيريا الموجودة في الأمعاء، ما يقلّل من كمية الغاز المتراكمة.

 

متى يجب التحرّك؟

 

قال د. ممتاز، إنّه «لا بأس من التحرّك خلال الـ60 دقيقة التي تلي الوجبة الغذائية، ولكنّ المشي مباشرةً عقب الانتهاء من الأكل هو الوقت الأمثل. إذ إنّ الطعام المتناول يشقّ طريقه إلى الأمعاء الدقيقة بعد ساعات قليلة. وفي هذه المرحلة، يمكن للنشاط البدني تحويل تدفق الدم بعيداً من الأمعاء التي تعمل على هضم الأكل وامتصاصه، ما يُسبّب أوجاع المعدة، أو التشنّجات، أو الغثيان».

 

المدّة والسرعة

 

ولفت د. ممتاز إلى أنّ «15 إلى 20 دقيقة من المشي ستكون أكثر من كافية لاستمداد المنافع المرجوّة. حتى أنّ مراجعة نُشرت في «Sports Medicine» أظهرت أنّ الأشخاص الذين مشوا ما بين 2 إلى 5 دقائق فقط انخفضت لديهم مستويات السكّر في الدم».

وأضاف: «أمّا بالنسبة إلى السرعة، فإنّ المطلوب تسريع الوتيرة أكثر قليلاً من المُعتاد. وخلُصت دراسة نُشرت في «Diabetology International» أنّ المشي بنسبة 10 في المئة أسرع من المُعتاد كان له تأثير أكبر في خفض السكّر في الدم. ولكن يجب عدم المبالغة تفادياً لتحويل تدفق الدم بعيداً من الأمعاء وظهور سوء الهضم وبالتالي أوجاع المعدة أو الحرقة».