مجلة وفاء wafaamagazine
رُبط الصوم بمنافع صحّية كثيرة تشمل السيطرة على معدل السكّر في الدم، ومكافحة الالتهاب، ودعم القلب من خلال تحسين مستويات الكولسترول والتريغليسريد وضغط الدم، وتعزيز وظائف الدماغ، والمساعدة في خسارة الوزن، والتأثير إيجاباً في وظائف الكبد… لكن ما المطلوب تحديداً لبلوغ كل هذه الفوائد؟
أكّدت اختصاصية التغذية، جوزيان الغزال، لـ”الجمهورية”، أنّ “أبحاثاً علمية عديدة تمكّنت على مرّ السنين من إثبات الانعكاسات الإيجابية المهمّة للصوم على جسم الإنسان، وأكبر دليل على ذلك هو الصوم المتقطّع المعتمد بشكلٍ كبير حالياً”.
ومع ذلك، فقد حذّرت من أنّ “الصوم لا يلائم جميع الأشخاص، وبالتالي يجب استشارة الطبيب أولاً. ينطبق ذلك تحديداً على مرضى السكّري الذين عليهم تناول الطعام قبل الدواء، والحوامل تفادياً لأي نقص غذائي، ومَن خضع أخيراً لعملية جراحية ويحتاج إلى الطعام لاستمداد القوّة وتسريع الشفاء. وفي حال سمح الطبيب لهم بالصوم، من المهمّ التنسيق مع خبير التغذية لوضع برنامج غذائي يعوّض كل أصناف الطعام التي يتمّ التوقف عنها طوال فترة الصوم”.
وبما أنّ أياماً معدودة تفصلنا عن بدء الصوم الكبير الممتدّ لـ40 يوماً، لا بدّ من الاطّلاع على أهمّ النصائح الغذائية التي يمكن اعتمادها خلال هذه الفترة المباركة.
وفي هذا السِياق، دعت الغزال “الأشخاص الذين يشربون القهوة صباح كل يوم، إلى البدء بتخفيف جرعة الكافيين قبل بضعة أيام من بدء الصوم، كي تعتاد أجسامهم تدريجاً على هذا التغيير وبأقلّ أعراض جانبية مُمكنة”.
وتابعت حديثها: “عند انتهاء الصوم 12 ظهراً، وتفادياً لأوجاع المعدة، يجب الحصول أولاً على كوب من المياه، يليه الزهورات أو غيرها من المشروبات الساخنة، أو حتى الشوربة، لتليين الأمعاء. بعد ذلك، يمكن الانتقال إلى الأطعمة الصلبة وتقسيمها إلى وجبات صغيرة بدلاً من أن تكون ثقيلة وتسبّب انزعاجاً مِعوياً”.
وشدّدت اختصاصية التغذية على “ضرورة عدم الافراط في مصادر الكافيين خلال فترة الأكل، لأنّها تُدرّ البول وتُجرّد الجسم من السوائل، في الوقت الذي يحتاج فيه إلى تعويض نقص الترطيب بسبب ساعات الصوم. وتفادياً للجفاف، يجب الإكثار من المياه خلال فترة الأكل، وعدم الانخراط في حميات قاسية لأنّ الجسم يحتاج إلى المغذيات”.
وبالنسبة إلى الأشخاص الذين يمتنعون عن اللحوم، قالت الغزال، إنّ “حذف كافة أصناف اللحوم يزيد من احتمال التعرّض لنقص الحديد والبروتينات. لتفادي حدوث ذلك، يجب التركيز على مصادر أخرى تعوّض لهم الحديد وتحميهم من فقر الدم مثل العدس، والحمّص، والفاصولياء، والخضار الورقية، وثمار البحر، والأطعمة المدعّمة به مثل رقائق الفطور. كذلك من الضروري إضافة الفيتامين C إلى مصادر الحديد النباتية، كي يتمكّن الجسم من امتصاصه بشكلٍ أفضل، تماماً كما هو حال العدس بالحامض. أمّا لردع قلّة البروتينات، فلا بدّ من إيلاء أهمّية للبقوليات بمختلف أنواعها، والمكسّرات والبذور مثل الجوز واللوز والكينوا، والحليب ومشتقاته”.
وأضافت: “في حال الصوم عن البياض بشكلٍ عام، أي الحليب واللبن والجبنة واللبنة، فالمطلوب التعويض بمصادر أخرى للكالسيوم، لتفادي مشكلات العظام مثل السبانخ، والملفوف، والبقدونس، والخضار الورقية، واللوز، والسردين. أمّا في ما يخصّ عشّاق الشوكولا الذين يريدون التوقف عنه خلال هذه الفترة، فإنّ أجسامهم ستفتقر إلى السكّر. غير أنّهم يستطيعون تعويض هذا النقص بالفاكهة والتمر، بالإضافة إلى الحصول على مكمّلات الماغنيزيوم أو أي مصادر طبيعية تحتوي على جرعة عالية من هذا المعدن كالموز، والأفوكا، واللوز، والكاجو، وبذور الكتان واليقطين… يرجع السبب إلى أنّ الجسم يطلب الشوكولا أحياناً نتيجة تعرّضه لنقصٍ في الماغنيزيوم”.