مجلة وفاء wafaamagazine
زار وفد من منسقية جبيل في “القوات اللبنانية” برئاسة هادي مرهج دارة النائب زياد الحواط، “دعما له في وجه ادعاء المدعية العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون عليه”، في حضور عدد من مخاتير القضاء وفاعلياته، مسؤول جهاز الشهداء والمصابين والاسرى شربل أبي عقل والأمين العام السابق للكتلة الوطنية جان الحواط.
الحواط
بداية، شكر الحواط في كلمته لرئيس “القوات” سمير جعجع دعمه منذ لحظة ادعاء القاضية عون عليه، وتكليف النائب جورج عدوان ومكتب محامين متابعة القضية، ولمنسقية جبيل حضورهم، ولأبناء قضاء جبيل دعمهم، مشيرا الى أنه “في الحياة مواجهة، ونحن في طليعة المواجهين لنبقى راسخين وصامدين في وطننا”.
وقال: “نحن مؤمنون بالقضاء على علاته وتحت سقفه بمساوئه، لأنه لا يمكن بناء وطن وجمهورية من دون قضاء عادل ونزيه، وهذا هو المدماك الأول لبناء الدولة، فالمعركة ليست مع بعض القضاة المتخاذلين أو التابعين لمحور معين، أو لأولئك الذين عينوا ضمن محاصصة معينة، ومعركتنا ليست مع القاضية غادة عون بل مع من يقف وراءها ودعمها وحماها وعطل القضاء واستباح المؤسسات، معركتنا أبعد بكثير. معركتنا هي مع من يحمي هؤلاء ومن عينهم ومع الحريصين على أن يبقوا في مواقعهم، ومع الذي عطل التشكيلات القضائية لثلاث سنوات من أجل هذا القاضي أو ذاك، ومع من أوقف قانون استقلالية السلطة القضائية واسترده من قبل وزير العدل الأخير بعد 3 سنوات من الدرس داخل لجنة الادارة والعدل، وكان هناك نية لا بل تأكيد واضح لعدم استقلالية القضاء، وأن يبقى قضاء محاصصة، وأن تبقى أزلامه في بعض المراكز رغم وجود عدد من القضاة النزيهين والشرفاء الذين لا ينفذون أوامر وأجندات ويجب أن يكونوا في هذه المراكز، لكنهم يريدون قضاة ينفذون أوامرهم”.
وأردف: “معركتنا مع الفريق الذي لا يريد الشراكة، فعندما مددنا لهم أيدينا، أخذوا ما يريدونه ووصلوا إليه، ومن ثم مزقوا الباقي وتخلوا عن كل الالتزامات من حياد لبنان عن صراع المنطقة، إذ تعهدوا أن يمونوا على شركائهم بتحقيق ذلك، والاستراتيجية الدفاعية الحقيقية التي تخلوا عنها بعد انتخابات 2018 في حين وعدونا بها، وتخلوا عن كل الوعود منذ اللحظة الأولى لوصولهم الى سدة الرئاسة في بعبدا”.
واضاف: “مشكلتنا مع الفريق الذي أعطى وفريق الممانعة كل الغطاء الداخلي والخارجي ومن ثم ذهب إلى روما ليقول إن يدافع عن المسيحيين في هذا الشرق، والمعركة الحقيقية مع الذي خطف لبنان وأخذه الى محيط ومحور لا يشبه شعبه. نحن في جبيل حريصون على العيش المشترك، وهذا المنزل كان الركيزة الأساسية للحوار وللعيش المشترك تحت سقف الدولة والقانون والمؤسسات، ولا سلاح خارج إطار الجيش والقوى الأمنية وحدها. نريد دولة باسطة سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية لا دويلة تحكم القرار”.
وذكر بدخول مسؤول قصر العدل، وتهديد المحقق العدلي القاضي بيطار الذي يحقق في أكبر جريمة ارتكبت في تاريخ العالم الحديث، متسائلا: “أين هم هؤلاء الجهابذة والنيابة العامة الذين لم يستدعوا هذا المسؤول الحزبي للتحقيق معه”.
وقال: “لا يفكر أحد اننا خائفون منهم او ضعفاء، ولكننا نؤمن بالدولة والمؤسسات ولن نستعمل قوتنا لأخذ حقنا بل نريد من الدولة ان تقوم بذلك”.
واذ وصف الاستحقاق الرئاسي بالمحوري، أعلن عدم السماح بوصول رئيس للجمهورية تابع لمحور الممانعة في لبنان، و”سنستخدم كل الوسائل التي بين أيدينا لتعطيل وصول رئيس يكمل مسلسل الانهيار الذي وصلنا اليه”، مشيرا إلى أن “أي رئيس تابع لهذا المحور يعني استمرارا للانهيار القائم، ولسرقة الودائع من المصارف ولهجرة شبابنا التي لا مثيل لها في تاريخ لبنان الحديث”.
وتابع: “حان الوقت للحديث عن أن هذه الدولة المركزية العقيمة أفلست الجمهورية من خلال المحاصصة لمصالحهم الحزبية والشخصية، وأثبتت أنها دولة فاسدة غير قادرة على الاستمرار والبرهان الأكبر الوضع الاجتماعي والمعيشي والصحي الذي نعيشه اليوم. لذا لا خيار أمامنا إلا باللامركزية الموسعة التي ستعيد بناء لبنان الجديد، وهي مستقبل هذا الوطن، فهي لا تعني على الإطلاق التقسيم. فكفى تخويفا كلما تحدثنا. يريدون أن يجروا لنا فحص دم بالوطنية والعمالة، فنحن أشرف منهم وملتزمون بهذا الوطن أكثر منهم، وبالعيش المشترك أكثر منهم، فالمعركة ليست بين المسيحي والمسلم بل بين مشروع عودة لبنان إلى الشرعية العربية والدولية وبين مشروع عزلة لبنان وحصاره وتجويع اللبنانيين، فنحن في جبيل، الشيعي على يميننا والسني على يسارنا، نعيش بإخوة ولا مشاكل بيننا ولن نقبل بافتعال مشكلة طائفية في هذا القضاء، وجميعنا نريد أن نعيش في دولة يوجد فيها الحد الأدنى من الكرامة”.
وسأل: “هل المسموح بعد صرف 40 مليار على الكهرباء أن نعيش اليوم في العتمة، هل المسموح أن تتكدس النفايات على الطرق ولا نستطيع جمعها، في وقت لا تعليم ولا صرف صحيا. هل يجوز أن يموت أولادنا وأهلنا على أبواب المستشفيات في ظل عدم وجود ضمان صحي ولا ضمان شيخوخة، ألا ترى هذه الدولة عمليات الانتحار اليومية للشباب بسبب ضيق الحياة أمامهم؟”.
وختم: “نحن وإياكم ومع الدكتور سمير جعجع الذي ضحى بأغلى ما عنده وسجن لمدة 11 عاما في غرفة مساحتها مترين بمتر من أجل القضية ولبنان، لم يتخاذل ولم يخضع ولم يستسلم، مستمرون في المسار والمصير مرفوعي الرأس غير خائفين من أي شيء وغير مرتهنين لأحد للوصول الى الوطن الذي نريده والذي من أجله مات آلاف ليبقى حرا سيدا مستقلا”.
مرهج
بدوره، اعتبر مرهج أن “ما عبر عنه الحواط ليس رأيا شخصيا بل هو لسان حال جميع المخلصين في هذا الوطن ورأينا جميعا، فإن أرادوا الاستدعاء بإمكانهم استدعاءنا جميعا”، مؤكدا ان “حرية التعبير لدى القوات اللبنانية مقدسة”.
وقال: “ليس بإمكانكم ممارسة نظام ديكتاتوري وتطلبون منا الخضوع لكم، مورس علينا الكثير من القمع والاضطهاد ولم تخضع القوات اللبنانية لأن كل واحد منها على استعداد للتضحية بحياته في سبيل هذا الوطن، والقوات اللبنانية هي المدافع الأول عن القضاء، ومستمرة في هذا الدفاع لأنها تعتبر أنه من دون قضاء سليم ونزيه لا وجود للبنان”.
وختم مرهج: “كلنا زياد الحواط ومعك حتى النهاية”.