مجلة وفاء wafaamagazine
مَن منّا لم يسبق له رؤية بقعة زرقاء من العفن على أي نوع من الخبز أثناء تقطيعه؟ بينما من الشائع إزالة العفن وتناول الباقي تفادياً لهدر الطعام، يبدو أنّ الوقت قد حان للتوقف عن هذه العادة السيّئة!
وفق اختصاصية المعلومات التقنية لوزارة الزراعة الأميركية ماريان غرايفلي، «لا يوصى بإزالة العفن عن الخبز بما أنّ هذا الأخير عبارة عن طعام طريّ. يعني ذلك أنّ جذور العفن تخترق أعمق هذا النوع من المأكولات بسهولة أكبر، وتمتدّ إلى أكثر مما يمكن رؤيته فعلياً».
وأضافت: «قد يكون هناك مجال للمناورة عندما يتعلّق الأمر بشرائح الخبز المغلّفة في كيس. إذا كان بإمكانكم التأكّد من أنّ أحد طرفَي رغيف طويل يبدو نظيفاً من الداخل والخارج، فمن الآمن الاحتفاظ به. أمّا عند الشكّ في ذلك، ما عليكم سوى التخلّص منه».
ومن جهة أخرى، شدّدت غرايفلي على أنّ «الخبز ليس الطعام الوحيد الذي لا يمكن قطع الأجزاء المتعفنة منه وتناول الباقي. إذ يجب التخلّص أيضاً من المربّى، والفاكهة الليّنة، واللحوم الباردة، بمجرّد اكتشاف العفن على أيّ جزء منها. غير أنّ الخبر الجيّد هو أنّه يمكن إنقاذ الأطعمة الصلبة مثل السلامي، والجزر، والأجبان الصلبة من خلال تقطيع العفن المرئي بما أنّ جذوره لا تستطيع التحرّك بسرعة عبر أسطحها الصلبة. وحِفاظاً على سلامتكم، يُنصح بالتخلّص من نحو 2,50 سم إضافية من الطعام حول العفن».
لكن ما العمل في حال تناول العفن بِلا انتباه؟ أوضح اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي الطبيب رودولف بدفورد، من الولايات المتحدة، أنّ «تناول العفن لن يؤدي إلى الوفاة. يُرجّح أنّ هذا الأمر لن يُشعركم بمرض شديد، خصوصاً في حال عدم معاناة ضعف الجهاز المناعي. عند التوعّك عقب تناول طعام متعفّن، من المحتمل أن يكون ذلك بسبب مذاق العفن السيّئ، وليس لأنّه شديد السُمّية».
ومع ذلك، أشارت أستاذة علوم الأغذية د. جورجيا جونز إلى «وجود نوع ضارّ من العفن يُعرف بالـ»Mycotoxins». من غير المرجّح أن تجعل الكميات الدقيقة من هذه السموم الشخص مريضاً، لكنها قد تتراكم في الكبد والكِلى وتسبب مشكلات صحّية على المدى الطويل».
واستناداً إلى الخبراء، في غالبية الحالات، يجب استهلاك كميات كبيرة من العفن للتعرّض لمرض شديد. أمّا في الحالة الضئيلة التي يمكن فيها التعرّض لوعكة فعلية تتخطّى الغثيان الخفيف ويتمّ التقيؤ باستمرار، يجب استشارة الطبيب.