الأخبار
الرئيسية / آخر الأخبار / الأربعاء الكبير بين التعطيل والتطيير.. وترشيح أزعور في مهبّ مُعضلتين

الأربعاء الكبير بين التعطيل والتطيير.. وترشيح أزعور في مهبّ مُعضلتين

مجلة وفاء wafaamagazine

خرقت زيارة الرئيس السابق ميشال عون لدمشق أمس الدينامية السياسية والرئاسية التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري بتحديد الاربعاء المقبل موعداً لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية، وفيما ربط المراقبون بين هذه الزيارة وبين الاستحقاق الرئاسي والخيارات التي يتخذها «التيار الوطني الحر»، بعد تقاطعه مع المعارضة على ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور، يحقق ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، الذي يدعمه «الثنائي الشيعي» وحلفاؤه مزيداً من التقدّم، ولكن مصير جلسة الانتخاب يبقى رهناً بما تحمله الايام الفاصلة عن موعدها.
 

قبل اسبوع بالتمام والكمال على انعقاد جلسة انتخاب الرئيس الاربعاء المقبل، حطّ الرئيس السابق ميشال عون في سوريا بعد ١٤ عاماً على زيارته السابقة… وانشغلت الأوساط السياسية والاعلامية في تحليل اجواء الزيارة والتقاط المعلومات حول ما دار بين عون والرئيس السوري بشار الاسد، إن في لقاء الـ٤٥ دقيقة او في غداء عمل الساعتين، والتركيز بطبيعة الحال كان حول انعكاس الزيارة على الاستحقاق الرئاسي قبل أي ملف آخر…

 
 

 

وتحدث قريبون من «التيار الوطني الحر» لـ «الجمهورية»، عن الحفاوة التي حظي بها عون لدى القيادة السورية، محاولين بث أجواء تشي بأنّ الاسد ابلغ اليه انّه لا يتدخّل في الملف الرئاسي، وانّه سيبقى على الحياد ولن يبحث في هذا الملف مع احد.

 

وفي معلومات لـ”الجمهورية”، انّ عون هو من طلب اللقاء مع الرئيس السوري، وانّه فاتح الاسد في الملف الرئاسي اكثر من مرة خلال اللقاء ليسمع منه الجواب نفسه: «لن نتدخّل». وإّذ بادر عون إلى شرح موقفه من الاستحقاق ولماذا تقاطع «التيار الوطني الحر» مع «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب» على مرشح، متطرّقاً اكثر من مرة الى موضوع الإجماع المسيحي، كانت استراتيجية الرئيس السوري دائماً التأكيد لعون على عدم التدخّل، وانّ لدى سوريا حلفاء في لبنان، ناصحاً بالتحدث معهم. وقد حاول عون اكثر من مرة اخذ النقاش إلى الملف الرئاسي ليسمع من الاسد الجواب نفسه، بينما كان اهتمام الرئيس السوري وحديثه ينصبّ على العلاقة مع الدول العربية والاتفاق العربي ـ العربي وعودة سوريا الى جامعة الدول العربية والملفات الاقليمية.

 

اما في شأن ملف النزوح السوري، فكان تأكيد على ضرورة التنسيق اللبناني ـ السوري من دولة الى دولة، وليس ترك الملف فقط في عهدة المفوضية الأممية.

 

 

وأكّدت مصادر قريبة من فريق ٨ آذار لـ»الجمهورية»، انّ الاسد لم يبد امام عون اي موقف حول الملف الرئاسي سوى تأكيد عدم التدخّل فيه. ورأت المصادر في زيارة عون لدمشق، محاولة للاستنجاد، بعدما استنجد رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل نفسه بعون لحماية كتلته التي اصابها التفكّك، فكانت محاولة لإيجاد مخارج والبحث عن مكان في الاتفاق السوري ـ السعودي.

 

وتوقفت المصادر عند الاستياء السوري السابق من عون «الذي لم يفكر في زيارة سوريا طوال ست سنوات العهد ولم يقل لها «مرحباً»، فلماذا الآن يطلب موعد الزيارة بعد عودة الـ»سين ـ سين». وسألت: «هل ارسل باسيل رسالة مفخخة إلى دمشق؟ فهذه المهمّة معروفة النتائج مسبقاً ولا حصاد فيها».

 

وكان الاسد أكّد خلال استقباله عون أنّ «قوة لبنان في استقراره السياسي والاقتصادي، وأنّ اللبنانيين قادرون على صنع هذا الاستقرار بالحوار والتوافق، والأهم بالتمسّك بالمبادئ وليس الرهان على التغيّرات، وأشار إلى أنّ «استقرار لبنان هو لصالح سوريا والمنطقة عموماً»، بحسب الوكالة العربية السورية للانباء («سانا») الرسمية.

 

 

وقال الاسد: «إنّه كان للعماد عون دور في صون العلاقة الأخوية بين سوريا ولبنان لما فيه خير البلدين». وعبّر عن ثقته بـ»قدرة اللبنانيين على تجاوز كل المشكلات والتحدّيات، وتكريس دور مؤسساتهم الوطنية والدستورية». واعتبر أنّه «لا يمكن لسوريا ولبنان النظر لتحدّياتهما بشكل منفصل عن بعضهما»، منوّهاً بأنّ «التقارب العربي ـ العربي الذي حصل أخيراً وظهر في قمّة جدة العربية سيترك أثره الإيجابي على سوريا ولبنان».

 

من جهته عون قال: «إنّ اللبنانيين متمسّكون بوحدتهم الوطنية على الرغم من كل شيء»، واشار الى أنّ سوريا تجاوزت المرحلة الصعبة والخطيرة بفضل وعي شعبها وإيمانه ببلده وجيشه وقيادته»، مؤكّداً أنّ «نهوض سوريا وازدهارها سينعكس خيراً على لبنان واللبنانيين».

 

إعلام عون

 

ومن جهته، قال المكتب الإعلامي لعون في بيان وزعه، انّه اعتبر خلال لقائه مع الرئيس السوري «أنّ عودة سوريا إلى الجامعة العربية والتغييرات في الشرق الأوسط والتقارب العربي، كلها مؤشرات إيجابية تصبّ في مصلحة كل الدول العربية. كما أنّ نهوض سوريا وازدهارها سينعكسان من دون شك خيراً على لبنان، وأنّ على الدولتين مواجهة الصعوبات معاً وبناء المستقبل بالتعاون بينهما».

 
 

 

وفي موضوع النازحين السوريين، أطلع الرئيس عون الرئيس الأسد على «خطورة الموقف الأوروبي الرافض لإعادتهم الى بلادهم والساعي لدمجهم بالمجتمع اللبناني، والذي يضغط بشتى الوسائل لمنع هذه العودة بادعاء حمايتهم من النظام في سوريا».

 

وفي الشأن اللبناني، أكّد عون «أهمية الوحدة الوطنية، وأنّ اللبنانيين متمسكون بها، رغم كل التشويش».

 

ومن جهته، أكّد الأسد «الدور الإيجابي للرئيس عون في صون العلاقة الأخوية بين لبنان وسوريا لمصلحة البلدين».

 

 

وفي موضوع النازحين، أكّد الأسد أنّ «سوريا كانت وما زالت مستعدة لاستقبال أبنائها»، وقال: «هذه مسألة تتمّ بالتواصل والتعاون بين الدولتين». ورأى أنّ «قوة لبنان في استقراره السياسي والاقتصادي، وأنّ اللبنانيين قادرون على صنع هذا الاستقرار بالحوار والتوافق»، وقال: «إنّ استقرار لبنان هو لصالح سوريا والمنطقة عموماً». وعبّر عن «ثقته بقدرة اللبنانيين على تجاوز كل المشاكل والتحدّيات، وتكريس دور مؤسساتهم الوطنية والدستورية»، وقال: «لا يمكن لسوريا ولبنان النظر إلى تحدّياتهما بشكل منفصل عن بعضهما».

 

 

التحضير لجلسة الانتخاب

 

في غضون ذلك، تلاحقت اللقاءات والاتصالات على كل المستويات وفي كل الاتجاهات استعداداً للجلسة الانتخابية الاربعاء المقبل، وسط ضبابية تلف مواقف جميع الأفرقاء، وهي ضبابية ربما تقتضيها قواعد اللعبة الانتخابية على رغم انّ كل المؤشرات تدلّ إلى احتمال عدم انعقاد الجلسة إذا لم يضمن اي فريق انّ مرشحه سيفوز، في اعتبار انّ كلا الفريقين المتنافسين يملكان القدرة على تطيير النصاب قبل انعقاد الجلسة او خلال انعقادها ودوران عجلة الانتخاب.

 

وفيما يستمر ترشيح فرنجية على ثباته وتقدّمه ، تساءلت اوساط سياسية عبر «الجمهورية»، عن مدى التزام المرشح جهاد ازعور بنظام صندوق النقد الدولي الذي يمنع عليه الترشح لرئاسة الجمهورية قبل تقديم استقالته من الصندوق.

 

ولاحظت هذه المصادر أنّ ازعور الذي يتقاضى نحو مليون دولار اميركي سنوياً، لا يعقد لقاءات واسعة وانما فردية عبر تطبيقات «زووم» مخافة فصله من الصندوق، إذ انّ اللقاءات الواسعة تعني عملياً الترشح العملي للانتخابات الرئاسية حتى ولو كان الدستور في لبنان لا يفرض ذلك، وهذا ما يمكن ان يردّ على تساؤل النائب نبيل بدر بالأمس حول عدم اجتماع ازعور بنواب الكتلة التي ينتمي اليها مجتمعين.

 
 

 

ولاحظت المصادر، انّ أزعور يتصرف على قاعدة «انتخبوني ومن ثم أستقيل»، بمعنى انّه لن يستقيل قبل انتخابه، أي انّه سيكون موظفاً في الصندوق ابّان جلسة التصويت في البرلمان، وهذا ما يُعتبر تعارضاً مصلحياً في حدّ ذاته ترفضه المبادئ الدستورية والقانونية عموماً (راجع ص4)

 

بكركي أقفلت أبوابها

 

وعشية اقفال ابواب بكركي لافتتاح الرياضة الروحية للأساقفة الموارنة والتي ستمتد الى السابع عشر من حزيران الجاري، أقفل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي جدول مواعيده الرسمية، بلقاء عقده عصر امس مع عضو تكتل «لبنان القوي» النائب ابراهيم كنعان الذي جاء مستطلعاً الجديد المطروح على الصرح البطريركي وما حققته المبادرة التي اطلقها الراعي بدءاً من اللقاء الذي عقده موفده راعي ابرشية بيروت المارونية بولس عبد الساتر مع الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله مساء السبت الماضي، في بداية جولة يبدو انّها قد «كُربجت» إن لم تكن قد انتهت.

 

وقالت مصادر واسعة الاطلاع تتابع مبادرة البطريرك الراعي لـ»الجمهورية»، انّ الاكتفاء بالزيارة التي قام بها المطران عبد الساتر الى السيد نصرالله قد تكون كافية، طالما انّ المستهدف بهذه الخطوات التي اطلقها الراعي هو «الثنائي الشيعي»، وانّ اي لقاء مع طرفيه قد يكون كافياً.

 
 

 

وعليه، أضافت المصادر، انّ مثل هذه المعادلة قد تكون كافية لتفسير التأخير المتعمّد في تحديد موعد للمطران عبد الساتر إلى عين التينة للقاء مع بري.

 

وفي المعلومات التي تسرّبت من لقاء البطريرك الراعي وكنعان، قالت مصادر مطلعة لـ «الجمهورية»، انّ البحث تركّز على ضرورة مواكبة المرحلة بكثير من الصبر والدقة. ذلك انّ ما بلغه تمسّك «الثنائي الشيعي» قد فاق كل التصورات، وهو امر لا حلول له ولا حدود في المدى المنظور ويعوق المضي في كثير من الافكار المطروحة على بساط البحث.

 

وعُلم انّ كنعان اقترح على الراعي تشكيل لجنة نيابية تجمعه بالنائب ملحم رياشي من اجل مساعدته في الاتصالات التي يجريها، لكن الراعي دعا الى التريث وربما صرف النظر عنها في الوقت الراهن. ذلك انّ هذه الخطوة ليس أوانها، بدليل ما لقيته مجموعة المبادرات التي قام بها نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب وانتهت الى «لا شيء».

 

وكان المجلس السياسي في «التيار الوطني الحر» اعلن في اجتماعه الدوري الشهري برئاسة باسيل وفي حضور عون «تأييده الكامل للقرار الذي اتخذه رئيسه النائب جبران باسيل والهيئة السياسية في التيار، بالموافقة على جهاد أزعور كمرشح تمّ التقاطع عليه مع مجموعة من الكتل النيابية تمثل الغالبية الساحقة بين المسيحيين وتحظى كذلك بحيثية وطنية كبيرة، ويؤكّد على وجوب ان يصوّت نواب التيار له في الجلسة الانتخابية المدعو اليها في المجلس النيابي».

 

 

وأضاف: «انّ خيار التصويت لجهاد ازعور هو حتمي وبديهي لتأكيد رفض وصول المرشّح المفروض الذي لا يؤمل منه اصلاح او تغيير المنظومة المتحكّمة بالبلاد، وفي ظل قرار التيار منذ فترة بعدم اللجوء الى الورقة البيضاء، كونها اصبحت تعبيراً عن عجز باتخاذ القرار المناسب، لا بل يتمّ تصويرها كعملٍ تعطيلي يؤدّي الى إطالة أمد الفراغ مع كل مساوئه»

 

 

 

الجمهورية