الرئيسية / آخر الأخبار / حقائق عن الحمية منخفضة الكولسترول

حقائق عن الحمية منخفضة الكولسترول

مجلة وفاء wafaamagazine

يبدو أنّ العالم مرتبك قليلاً بشأن مفهوم الكولسترول، خصوصاً بالنظر إلى العلم القديم الذي ربط الكولسترول الغذائي بكولسترول الدم. فما أبرز المعلومات التي يجب معرفتها عن هذا الموضوع؟

إذا كنتم تعانون من ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، فربما قد طُلب منكم مراقبة كمية الأطعمة الغنيّة بالكولسترول المستهلكة لخفض الكولسترول السيّئ. لكنّ الرابط بين الكولسترول الغذائي وكولسترول الدم قد لا يكون كما تعتقدون. أظهرت الأبحاث أنّ تناول مأكولات تحتوي على الكولسترول، كالبيض أو القريدس، لا يرتبط بارتفاع مستويات كولسترول الدم أو خطر أمراض القلب بالنسبة لمعظم الأشخاص.

أكّدت اختصاصية التغذية كالسي لورنسز، من الولايات المتحدة، أنّ «الإنسان يحتاج إلى كل من الكولسترول الغذائي وكولسترول الدم للبقاء على قيد الحياة. إنّه غير ضار تماماً بالجسم لأنّه ضروري لمساعدة الأعضاء في العمل بشكلٍ صحيح، بالإضافة إلى إنتاج الهورمونات، والفيتامين D، والسوائل الهضمية».
وأضافت: «عندما يوصيكم الطبيب باتباع حمية منخفضة الكولسترول، فذلك قد يكون بدافع حمايتكم من أمراض القلب، أو السكتات الدماغية، أو المشكلات الصحّية الأخرى. إذا كان هذا هو الحال، فمن السهل عموماً اتباع نظام غذائي قليل الكولسترول، ولا يتعيّن عليكم التخلّي عن كل المأكولات المفضّلة لديكم. ستحتاجون فقط إلى التحلّي بوعي أكبر عند اختيار الطعام الذي تريدون تناوله، والتأكّد من حصولكم على جرعة كافية من العناصر الغذائية. ومع ذلك، إنّ الكثير من أي شيء هو أمر سيّئ جداً. إذا كان الجسم يحتوي على كمية كبيرة من الكولسترول السيّئ (LDL)، فإنّ الترسبات تتراكم في الشرايين، ما يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب ومشكلات صحّية أخرى جدّية».
وشرحت لورنسز، أنّ «الكولسترول الغذائي عبارة عن مادة موجودة في أنسجة المنتجات الحيوانية كاللحوم، والدواجن، والألبان، والبيض، وثمار البحر. رغم أنّ الصلة بين الكولسترول الغذائي وخطر الإصابة بأمراض القلب غير واضحة، قد يكون بعض الأشخاص أكثر استجابة لكولسترول الطعام ويستفيدون من وضع حدّ له».

وشدّدت على أنّ «الكولسترول الغذائي وكولسترول الدم ليسا متماثلين. يصنع الكبد معظم الكولسترول في الجسم، وفقط جرعة ضئيلة منه تأتي من الطعام. عند استهلاك كمية أقل من الكولسترول، ينتج الكبد مزيداً من الكولسترول لتعويض الفرق. وبالعكس، عند تناول المزيد منه، يقلّ إنتاج الكبد له. لذا، فإنّ الكولسترول الذي يتمّ الحصول عليه من الطعام لا يصبح بالضرورة كولسترول الدم. إنّ هذا الأخير هو النوع الذي ينتشر في الجسم ويستطيع التراكم على شكل لويحات في مجرى الدم».
وأشارت إلى أنّ «النظام الغذائي منخفض الكولسترول يركّز على البروتينات الخالية من الدهون، والفاكهة، والخضار، والحبوب الكاملة. إنه يحدّ من المنتجات الحيوانية، خصوصاً تلك الغنيّة بالكولسترول كالبيض، والكبد. وفي حين أنّ بعضها يمكن أن يتناسب مع الحمية قليلة الكولسترول، إلّا أنّ الكمية يجب أن تكون محدودة. وفق ذلك، ترتبط الأنظمة الغذائية النباتية بانخفاض مستويات كل من الكولسترول السيّئ (LDL) ومجموع الكولسترول. قد يتضمّن «Menu» الحمية منخفضة الكولسترول ليوم واحد دقيق الشوفان على الفطور، والتفاح مع زبدة الفول السوداني كسناك، وسَلطة السلمون على الغداء، والحمّص والخضار مع رقائق البيتا كسناك آخر، وصدر الدجاج منزوع الجلد مع الأرزّ والخضار المطبوخة على العشاء».
وكشفت لورنسز أنّ «تجنّب المنتجات الحيوانية عالية الدهون، كاللحوم الحمراء ومنتجات الألبان كاملة الدسم كالكريما والزبدة، يُعدّ من القواعد الأساسية الجيّدة عند الأكل للتحكّم في الكولسترول. بشكلٍ عام، يجب خفض الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة إلى الحدّ الأدنى. إنّها تشمل المقالي كالبطاطا وأصابع الدجاج المقلية، وكذلك المخبوزات».

وأكّدت أخيراً على «ضرورة استشارة الطبيب أو اختصاصي التغذية دائماً قبل إجراء أي تغييرات كبيرة على النظام الغذائي. إذا كنتم قد جرّبتم أنظمة غذائية أخرى وتعديلات على نمط الحياة لخفض الكولسترول في الدم ومعه خطر الإصابة بأمراض القلب، فقد يكون الالتزام بحمية منخفضة الكولسترول مفيداً. يُذكر أنّ الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً نباتياً لا يحصلون على أي كولسترول من الطعام المستهلك. إنّ الجسم قادر على إنتاج الكولسترول، لذا فإنّ الحدّ من النوع الغذائي لن يعرّض الصحّة للخطر».