الرئيسية / آخر الأخبار / الاستحقاق العسكري يفتح أزمة “اغتياب” صلاحيات الرئاسة 13 هجوماً لـ”الحزب” جنوباً وفرنسا لا ترى بعد انزلاقاً إيرانياً

الاستحقاق العسكري يفتح أزمة “اغتياب” صلاحيات الرئاسة 13 هجوماً لـ”الحزب” جنوباً وفرنسا لا ترى بعد انزلاقاً إيرانياً

مجلة وفاء wafaamagazine

 كتبت “النهار”

وسط “احتدامين” سياسي داخلي وميداني حدودي، سجل “اختراق” قضائي نادر امس كان من شأنه إعادة احياء الذاكرة اللبنانية بملف انفجار #مرفأ بيروت المجمد قسرا والموضوع على رف النسيان منذ زمن بعيد. هذا التطور سجل عبر ابطال مجلس شورى الدولة قرار وزير الداخلية بسام مولوي بالامتناع عن تبليغ السياسيين بجلسات الاستجواب في ملف انفجار المرفأ واصبحت بنتيجته الضابطة العدلية ملزمة بتبليغ الاستنابات الصادرة عن المحقق العدلي في القضية القاضي طارق البيطار.

 

وعلى امل ان يساهم هذا التطور في إعادة تحريك الملف واستئناف عمل المحقق العدلي، ظل المشهد الداخلي موزعا بين الوضع المتدهور جنوبا والتوتر السياسي داخلا. وفيما سجل يوم ميداني ساخن جنوبا نقلت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين عن مسوؤل فرنسي رفيع ردا على سؤاله اذا كان باعتقاده ان ايران تشجع التصعيد في الوضع في لبنان عبر حليفها “#حزب الله” ان “الانطباع السائد بين مختلف قيادات الغرب هو ان ايران تمارس ضغطا ولم تقرر بعد اذا كانت تريد المشاركة في التصعيد والكل يقول للقيادة الايرانية انها اذا قررت القيام بالخطأ الفادح في المساهمة في التصعيد على الجبهة اللبنانية فالنتائج ستكون عليها ثقيلة”.

 

اما في السياق السياسي الداخلي، فبرزت معالم تطور ينذر بمعركة سياسية حادة حول ملف الشغور المحتمل في قيادة الجيش، اذ تطورت معالم هذا الملف في الساعات الأخيرة على نحو ينذر باصطفافات سياسية تتجاوز بخلفياتها ملف الاستحقاق العسكري الى الازمة الرئاسية والسياسية الكبيرة. ذلك ان اندفاع “التيار الوطني الحر” نحو تعيين قائد للجيش واسقاط كل الخيارات الأخرى ولا سيما منها تأخير تسريح او التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون بابتزاز حليفه القديم – الجديد “حزب الله” لجعله يماشيه في هذا الخيار، ومحاولة استقطاب تأييد رئيس مجلس النواب نبيه بري للتعيين، وضع سائر القوى لا سيما منها المسيحية ومرجعية #بكركي امام أيام قليلة حاسمة لاتخاذ وإعلان مواقف حاسمة من هذا الاتجاه. وشكلت الحملة اللاذعة امس لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير #جعجع على رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران #باسيل مؤشرا متقدما الى معركة أوسع سيكون عنوانها “اغتياب صلاحيات رئيس الجمهورية المغيب أصلا” منذ سنة وشهر من خلال اندفاع “التيار” الى فرض تعيين قائد للجيش يرشح له مدير المخابرات الحالي العميد طوني قهوجي وسط حملة ترويج إعلامية تتحدث عن سير الثنائي الشيعي بهذا الخيار تمهيدا لجلسة سيدعى اليها مجلس الوزراء الاثنين لتمرير صفقة التعيينات العسكرية. ومع ان الثنائي الشيعي لم يؤكد ولم ينف هذا الترويج ولا صدر أيضا أي تأكيد حكومي للدعوة الى جلسة الاثنين، اثارت المعطيات المتصلة بالضغط لتعيين قائد للجيش تفاعلات واسعة خصوصا لجهة اقدام جهة مسيحية تقوم مزاعمها الشعبوية على حماية المواقع المسيحية وفي مقدمها رئاسة الجمهورية على القبول بضرب صلاحيات رئيس الجمهورية قبل انتخابه واقتناص حقه في القرار المتصل بتعيين قائد الجيش الجديد لجعل هذا التعيين الاستباقي في حكومة تصريف اعمال مكسبا سياسيا للتيار الوطني الحر وفرضه على الرئيس المقبل. وتقول المعطيات المتوافرة ان الساعات المقبلة ستكون كفيلة ببلورة المزيد من مواقف مختلف الافرقاء من هذا “الجنوح” الى مس صلاحيات رئاسة الجمهورية علما ان الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي والزعيم الدرزي وليد #جنبلاط لا يبدون في وارد مماشاة اتجاه احادي كهذا يمكن ان يتسبب بأزمة اكبر بكثير من ملف الشغور بذاته.

 

جعجع: باسيل عار

والواقع ان موقف رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع عكس الكثير مما يمكن ان تتطور اليه هذه القضية اذ حمل بحدة على باسيل الذي ” يفعل المستحيل، متخطيًا كل الخطوط الحمراء، مطيحًا بكل المسلمات ومتجاوزًا كل الحدود الدستورية والعرفية، بغية التخلص من العماد جوزف عون في قيادة الجيش لاعتبارات شخصية إنتهازية بحتة”. وأشار إلى أنه “تبعًا للمعلومات المتوافرة، فهو يجهد ليل نهار من أجل تعيين قائد جديد للجيش، مع إحترامنا لكل الأسماء المطروحة لهذا المنصب، ضاربًا بعرض الحائط كل ما كان سبق وصرح به، لجهة عدم قبوله بالمراسيم الوزارية التي كانت تصدر منذ سنة حتى الآن كونها تشكل إنتقاصًا من صلاحيات رئيس الجمهورية، إلى اعتباره أن أي تعيينات بغياب الرئيس تنتقص أيضًا من صلاحيات الرئاسة الأولى، إلى إصراره على ضرورة توقيع 24 وزيرًا على كل مرسوم في ظل الشغور الرئاسي، إلى جانب أن يكون للأكثرية المسيحية الرأي الوازن في أي تعيينات مسيحية”.

 

ووصف ما يقوم به باسيل بانه “عار بحق البلد والشعب ورئاسة الجمهورية وقيادة الجيش والمسيحيين ويضاف الى سلوكه الذي يجعل منه عار السياسة اللبنانية بامتياز”.

وفي المواقف البارزة أيضا دعت كتلة “اللقاء الديموقراطي” اثر اجتماعها برئاسة النائب تيمور جنبلاط إلى “حسم الملف بأسرع وقت ممكن من خلال التمديد لقائد الجيش وتعيين مجلس عسكري ورئيس للأركان، والتعالي على كل الحسابات تحصيناً لهذه المؤسسة ودورها في حماية البلد ومواجهة الحرب القائمة المرشحة للتوسّع في أي لحظة. كما دعت الكتلة إلى التمديد لقيادة قوى الأمن الداخلي منعاً للشغور المرتقب بعد أشهر، مؤكدة أن موقف الكتلة هو ضد أي فراغ بأي مؤسسة كانت، بأي وسيلة سواء بمجلس الوزراء أو مجلس النواب”.

 

يوم هجمات

بعيدا من الاحتدام السياسي الداخلي ، تجاوز يوم امس ميدانيا الأطر التقليدية للمواجهات جنوبا واتسم بهجمات كثيفة متلاحقة شنها “حزب الله” على امتداد خط المواجهة مع الإسرائيليين وبلغ عدد هجماته على المواقع الإسرائيلية المواجهة حتى مساء امس 13 عملية . وربطت أوساط قريبة من الحزب هذه الهجمات الكثيفة للحزب امس بالذات بتزامنها مع زيارة قائد القوات الأميركية في منطقة البحر المتوسط لإسرائيل. واعلن الحزب في بياناته المتلاحقة انه استهدف : تجمعاً لجنود ‏الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من مثلث الطيحات ، تجمعًا للجنود بالقرب من موقع المرج ، تجمعًا للجنود بالقرب من ثكنة راميم (قرية هونين اللبنانية المحتلة) ، موقع المالكية ، تجمعًا للجيش الإسرائيلي في مستعمرة يرؤون (قرية صلحا اللبنانية المحتلة) ، موقع بركة ريشا ، تجمعا للجنود الإسرائيليين في موقع الضهيرة، موقع العاصي ، تجمعا للجنود في محيط موقع الراهب ، تجمع للجنود في محيط موقع المطلة بواسطة محلقتين انقضاضيتين هجوميتين ، مجموعة مؤللة من القوات الخاصة في الجيش الإسرائيلي المتموضعة في حرج المنارة ، دبابة في محيط مقر قيادة الفرقة 91 في برانيت.

 

وأفادت وسائل اعلام إسرائيلية ان أربعة إصابات احداها خطرة سجلت جراء اطلاق صاروخ مضاد للدروع على موقع المنارة في الجليل الأعلى . وقصف الجيش الاسرائيلي الاحراج المقابلة لأحراج اللبونة ووادي ياسين والناقورة كما استهدف القصف اطراف بلدتي طيرحرفا والجبين والجزء الشمالي من بلدة كفركلا. وافيد بأنه بعد قصف “حزب الله” لمستوطنة مسكاف عام رد الجيش الإسرائيلي بقصف محيط العديسة. وسجل قصف على ميس الجبل ورب ثلاثين وبني حيان وحولا وجبل قطمون التابع لرميش. واشار إعلام اسرائيلي الى انه “وعقب دوي صفارات الإنذار في الجليل الغربي تم رصد إطلاق عدد من الصواريخ من لبنان”.ونفذت الطائرات الاسرائيلية غارة على أطراف بلدتي شيحين والضهيرة كما سجل قصف متقطع على اطراف اللبونة وعلما الشعب. وبعد الظهر، شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة جوية ما بين بلدتي زبقين وطير حرفا واغارت مسيرة على أطراف بلدة #عيتا الشعب. كما استهدفت اطراف العباد والمنطقة الممتدة الى بئر المصلبيات في بلدة حولا وعديسة وكفركلا بقذائف عدة.