الأخبار
الرئيسية / آخر الأخبار / انطلاقة السفراء الخمسة: لا أسماء لا “فيتوات”… “الدستوري” يحسم اليوم مصير القيادة العسكرية

انطلاقة السفراء الخمسة: لا أسماء لا “فيتوات”… “الدستوري” يحسم اليوم مصير القيادة العسكرية

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت صحيفة “النهار”:

يمكن اعتبار لقاء سفراء دول المجموعة الخماسية المعنية بالازمة الرئاسية في لبنان مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة امس، الانطلاقة الرسمية لهؤلاء السفراء في الداخل السياسي اللبناني ايذاناً، او تهيئة بالأصح، لاجتماع ممثلي المجموعة الخماسية في وقت قريب في احدى عواصم الدول الخمس بعد الاتفاق على الزمان والمكان لاصدار موقف “محدث” من الازمة الرئاسية. لذا اكتسبت انطلاقة التحرك الداخلي للسفراء دلالات في اتجاهات عدة ابرزها ان هذا التحرك جاء ليؤكد التوافق العريض في ما بينهم على عناوين التحرك ومضمونه الامر الذي تثبته المعطيات المتوافرة عن لقاء عين التينة. ثم ان هذا التحرك يثبت امرا بارز الأهمية هو تكريس الفصل بين الجهود الديبلوماسية للمجموعة الخماسية على صعيد الدفع لانهاء الفراغ الرئاسي والمؤسساتي في لبنان وتداعيات حرب غزة والمواجهات الجارية في الجنوب. وحتى لو ان موقف الفريق اللبناني النافذ المتمثل بـ”حزب الله” يمعن في ربط كل الاستحقاقات الداخلية بنهاية الحرب في غزة، فان رمزية المسعى الخماسي تشكل ردا واضحا مبدئيا على هذا الربط بما يؤثر حتما على مجريات الازمة الرئاسية متى سجل فيها لاحقا أي اختراق. وثمة دلالة ضمنية ثالثة يتداولها بعض الأوساط ولو انها تثير جدلا حيال دقتها وثباتها وهي ان هذه الأوساط ترى في تحرك سفراء المجموعة الخماسية نوعا من الضغط الضمني الكبير لمنع انزلاق لبنان الى متاهة حرب مدمرة، اذ من شأن هذا التحرك ان يشكل رسالة ضمنية الى جميع الافرقاء حول رفض الدول الخمس وعبرها معظم المجتمع الدولي لانزلاق لبنان الى الحرب.

ولعله من زاوية عامل الاستقرار نفسه الذي لعب دورا أساسيا في قرار التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون ستنشد الأنظار والاهتمامات اليوم الى مقر المجلس الدستوري الذي يفترض ان يصدر قراره في مراجعة الطعن بقرار التمديد المقدم أمامه من “تكتل لبنان القوي” حيث سيكون لقرار المجلس الدستوري سلبا او إيجابا ترددات واسعة نظرا الى تاثيره الحاسم على مصير القيادة العسكرية في اتجاهي قبول الطعن او رفضه.

لقاء عين التينة

وكان وفد سفراء اللجنة الخماسية ضم سفراء المملكة العربية السعودية وليد بخاري وقطر الشيخ سعود بن عبدالرحمن بن فيصل آل ثاني، وفرنسا هيرفي ماغرو، ومصر علاء موسى، والولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون واستمر اللقاء مع بري في حضور مستشاريه محمود بري وعلي حمدان زهاء الساعة جرى خلاله عرض للمستجدات لاسيما الاستحقاق الرئاسي. وكان لافتا تعميم تصريح مقتضب لرئيس المجلس بعد اللقاء اعلن فيه “ان الموقف كان موحداً والإجتماع مفيد وواعد”. كما حرص السفراء على تأكيد وحدة مواقفهم فقال السفير المصري “سنجتمع ونتفق على كلّ شيء وموقف اللجنة الخماسيّة موحّد”. واكد السفير الفرنسي ان “موقف السفراء موحّد وسنلتقي المسؤولين السياسيين في لبنان قريباً”. وأكدت السفيرة جونسون ان “اللقاء كان جيدا وموقفنا موحد”.

ووفق معلومات “النهار” خلصت الزيارة الى النقاط الاتية :

– يعبر رئيس المجلس عن ارتياحه لما سمعه من السفراء الذين اظهروا انهم يعملون وفق رؤية واحدة في مساعدة اللبنانيين في عملية انتخابهم رئيس الجمهورية. ولمس بري اهتماما ومتابعة مدروسة منهم تشير الى ان بلدانهم تعمل بجدية في تقديم الدعم لاتمام الملف الرئاسي.

– لم يحمل السفراء معهم اي اسماء يعملون على تسويقها مع اشارتهم بانهم لا يضعون فيتو على اي مرشح ولن يقدموا على تزكية اسم على حساب اخر.

– بعد الانتهاء من جولاتهم على المعنيين في البرلمان سيحملون ما سينتهون اليه الى الموفد الفرنسي جان – ايف لودريان قبل محطته المقبلة في بيروت الذي سيتحدث ويعمل تحت مظلة “الخماسية”.

– شدد بري امامهم ان لا توجه لاي ربط بين انتخابات الرئاسة والحرب الدائرة في غزة والتهديدات الامنية في جنوب لبنان بل على العكس هذا الامر يشكل دافعا لانتخاب الرئيس.

وفي سياق ديبلوماسي متصل اعلنت وزارة الخارجيّة الروسيّة إنّ الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا، نائب وزير الخارجيّة ميخائيل بوغدانوف، استقبل امس المبعوث الخاصّ لرئيس وزراء لبنان السابق رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، جورج شعبان. وعرض شعبان، خلال اللقاء، رؤية الحريري وتصوّره إزاء تطوّر الأحداث في لبنان ولا سيما مسألة انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وأضافت الوزارة : “كما جرى استعراض النزاع الاسرائيليّ – الفلسطينيّ، مع التشديد على ضرورة عدم اتساعه إلى بلدان المنطقة. وأكّد الجانب الروسيّ دعم موسكو الثابت لسيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه، مشدداً على ضرورة حل المشاكل العالقة من خلال الحوار الوطني بمشاركة القوى السياسية كافة ومن دون اي تدخل خارجي”.

وفي سياق المواقف السياسية المعارضة اعتبر المكتب السياسي الكتائبي بعد اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميّل أن “حزب الله يتمادى في تثبيت قبضته على الجنوب وأهله وعلى قرار البلد ليستعملهم دروعًا بشرية وأوراق مقايضة لتنفيذ المخطط الإيراني الساعي إلى كسب دور المقرر في المنطقة من لبنان إلى سوريا والعراق فاليمن، وهو لذلك أشعل جبهة الجنوب على الرغم من التحذيرات العربية والغربية من الاستمرار في هذا المسار القاتل”. ودعا “اللجنة الخماسية التي تسعى إلى حماية لبنان من الحرب إلى أن تبذل ما بوسعها لفصل المسار الرئاسي عن مسار مفاوضات المنطقة بحيث يأتي المجهود مثمرًا في دولة مكتملة المواصفات بوجود رئيس للبلاد المخول الوحيد إجراء المفاوضات وتوقيع الاتفاقات والتحدث باسم اللبنانيين”. وحمّل “المسؤولية كاملة إلى من يصر على مصادرة الاستحقاق الرئاسي ورفض ملاقاة المعارضة إلى منتصف الطريق واختيار اسم للرئيس يكون مقبولًا من الجميع وقادرًا على قيادة المرحلة”. ودعا الحزب “القوى السيادية من أحزاب وشخصيات وهيئات إلى التجمع والتعاضد لمواجهة وضع اليد واستعادة الدولة والمؤسسات مهما غلت التضحيات”.

ميدانيات الجنوب

على الصعيد الميداني في الجنوب وعلى رغم تراجع نسبي في حجم العمليات المتبادلة بين الجيش الإسرائيلي و”حزب الله” تعرضت اطراف اللبونة الناقورة لقصف مدفعي إسرائيلي وأطلق الجيش الاسرائيلي من مواقعه في بركة ريشة نيران رشاشاته الثقيلة باتجاه اطراف بلدة عيتا الشعب.كما حلق الطيران الاستطلاعي الاسرائيلي فوق قرى القطاعين الغربي والاوسط وصولا الى مشارف مدينة صور، بالتزامن مع اطلاق القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الازرق.واعلن الجيش الإسرائيلي مساء ان طائراته اغارت على مقر قيادة وموقع استطلاع ل”حزب الله” في منطقة الخيام .

في المقابل، استهدف “حزب الله” تجمعاً ‏للجنود الإسرائيليين في محيط موقع حدب يارين بالأسلحة الصاروخية كما اعلن ان “قوة ‏القناصة في المقاومة الإسلامية استهدفت بعد الظهر تجهيزات تجسسية مقابل قرية الوزاني وأصابتها إصابةً مباشرة “. كما اعلن استهداف تجمع للجنود الإسرائيليين في حدب عيتا .

وفي سياق التهديدات الإسرائيلية قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أن جيش بلاده “سيتحرّك قريباً في الشمال عند الحدود مع لبنان”. وأضاف: “إذا اندلعت الحرب مع لبنان فإن الوضع في حيفا لن يكون جيدا أما في بيروت فسيكون مدمراً”. وأضاف غالانت: “ستأتي مرحلة سيتوجب فيها فرض السلام على الحدود الشمالية بالقوة”.وختم: “أبلغت الجنود المتمركزين قرب الحدود مع غزة أنهم سيغادرون المنطقة للانتقال إلى الشمال استعداداً لهذه العمليات المستقبلية”.