مجلة وفاء wafaamagazine
تعّد الحياة مليئة بالتحدّيات والمشاكل، سواءً كانت على الصعيد العائلي أو المهني. وهذه التحدّيات، وخصوصاً تلك الناتجة من مشاكل الأسرة والأزمات التجارية، يمكن أن تسبب ضغوطاً نفسية كبيرة تؤثر على الفرد وتدفعه للانهيار تحت الضغط. ولكن بدل الاستسلام، يمكن اتخاذ خطوات عملية تساعد في تجاوز هذه الصعوبات والمحافظة على التماسك والتعافي.
الخطوات التي ينبغي اتباعها عند مواجهة التحدّيات والضغوط:
-التعرّف على المشكلة: الخطوة الأولى لمواجهة أي تحدٍ هي تحديد ماهيته وفهم أسبابه. في حال المشاكل العائلية، من الضروري تحديد مصدر المشكلة ومحاولة فهم الخيارات المتاحة لمعالجتها. أما في حالة الأزمات التجارية، فمن المهمّ تحليل كافة العوامل المؤثرة في الأزمة وتقييم الوضع المالي بشكل واقعي.
-التنفس والتفكير بوضوح: عند مواجهة ضغوط كبيرة، من الطبيعي الشعور بالتوتر والارتباك. ولكن من المهمّ السيطرة على النفس والتحلّي بالهدوء. خذ بعض الوقت للتنفس ببطء وعمق، فهذا يساعد في تهدئة الأعصاب وتصفية الذهن. بعد ذلك، يمكنك التفكير في المشكلة بمنطق وعقلانية، بعيدًا من العواطف الجياشة.
-طلب الدعم: لا تتردّد في طلب المساعدة من الآخرين. تحدث إلى شخص تثق به، وشاركه بما يدور في ذهنك. يمكنك أيضًا اللجوء إلى استشارات نفسية مهنية، حيث يمكن للمختص تقديم الإرشاد والدعم النفسي اللازمين لتجاوز الأزمة.
-تحديد الإيجابيات: من السهل أن نغرق في التفكير السلبي عند مواجهة الضغوط، ولكن من المهم تذكّر الإيجابيات والموارد المتاحة لدينا. فكّر في نقاط قوتك، والخبرات التي اكتسبتها في الماضي، والمهارات التي تملكها. تذكّر نفسك بأنّ لديك القدرة على تجاوز هذه التحدّيات.
-وضع خطة عمل: لا تكتف بالتفكير، بل تحرّك. قم بوضع خطة عمل مدروسة لتجاوز التحدّيات التي تواجهها. ضع خطة لإدارة الأزمة وتقليل الخسائر، مع التفكير في الاستراتيجيات التي تساعد في إعادة النهوض بالعمل.
-العناية بالنفس: الاهتمام بصحتك البدنية والنفسية له دور كبير في قدرتك على مواجهة التحدّيات. احرص على الحصول على قسط كافٍ من النوم، وتناول الطعام الصحي، وممارسة الرياضة بانتظام. كما من المهمّ إيجاد طرق صحية للتخلّص من التوتر، مثل التأمل، والاسترخاء، أو ممارسة هواية تحبها.
الآثار السلبية للانهيار تحت الضغط:
إن الاستسلام للضغوط والانهيار تحتها يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة، منها:
-مشاكل صحية: يمكن للضغط النفسي المزمن أن يؤدي إلى مشاكل صحية جسدية، مثل أمراض القلب، والضغط الدموي المرتفع، ومشاكل الجهاز الهضمي، واضطرابات النوم.
-ضعف العلاقات: يمكن للضغط النفسي أن يؤثر على علاقاتك الشخصية والمهنية. فقد يجد الفرد صعوبة في التواصل مع الآخرين، وقد تتعرّض علاقاته لللتوتر والمشاكل.
-انخفاض الإنتاجية: يؤدي الضغط إلى انخفاض التركيز والقدرة على الإنتاج في العمل أو الدراسة.
-فقدان الأمل: قد يؤدي الشعور بالعجز والضغط إلى فقدان الأمل والشعور باليأس، ما قد يدفع الفرد إلى اتخاذ قرارات متهورة.
خطوات لا بدّ منها:
-لا تتجنّب المشاكل: تجاهُل المشاكل لن يحلّها، بل سيزيدها تعقيدًا. بادر إلى مواجهة التحدّيات والبحث عن حلول.
-لا تقارن نفسك بالآخرين: لكل فرد ظروفه الخاصة وقدراته المختلفة. لا تقارن نفسك بالآخرين، بل ركّز على نقاط قوتك وقدراتك الشخصية.
-لا تتحمّل المسؤولية المطلقة: من المهم تقسيم المسؤولية ومشاركة الأعباء مع الآخرين. سواءً في العمل أو في العائلة، لا تتردّد في طلب المساعدة وتجنّب حمل كل شيء على كتفيك وحدك.
-تجنّب العادات السيئة: للتعامل مع الضغوط بطريقة صحية، تجنّب اللجوء إلى العادات السيئة مثل التدخين، تعاطي المخدرات، أو الإفراط في تناول الطعام.
-احتفظ بنظرة إيجابية: التفاؤل والأمل مهمّان للغاية حتى في أحلك الظروف. ركّز على الإيجابيات في حياتك، وكن على ثقة بأنك قادر على تجاوز هذه التحدّيات.