مجلة وفاء wafaamagazine
احيت حركة امل الذكرى الخمسين لقسم الامام الصدر عام ١٩٧٤ في بعلبك باحتفال حاشد في قاعة الامام الصدر في الجامعة الإسلامية فرع بعلبك وتقدم الحضور رئيس الهيئة التنفيذية الدكتور مصطفى الفوعاني ممثلا دولة رئيس مجلس النواب ورئيس حركة امل الاستاذ نبيه بري ، نائب رئيس الحركة الدكتور هيثم جمعة ، رئيس المكتب السياسي جميل حايك، مقرر هيئة الرئاسة العميد عباس نصرالله ،الوزير عباس الحاج حسن، النواب غازي زعيتر وملحم الحجيري ، هيئات روحية من مختلف الطوائف، رئيس الجامعة الإسلامية في لبنان الدكتور حسن اللقيس، نائب رئيس المكتب السياسي الشيخ حسن المصري ، اعضاء الهيئة التنفيذية بسام طليس ، دكتور علي مشيك ، مفيد الخليل ويوسف جابر مفوض كشافة الرسالة الإسلامية قاسم عبيد، مسؤول اقليم البقاع اسعد جعفر ، اعضاء المكتب السياسي طلال حاطوم ومحمد الجباوي وعلي عبدالله ، الوزراء السابقون عباس مرتضى وحمد حسن ، النائب السابق كامل الرفاعي مقرر المجلس الاستشاري علي سليمان وأعضاء من المجلس الاستشاري وقيادة الاقليم ، مدراء عامون ، ممثل محافظ بعلبك الهرمل ، وفد من حزب الله ، تيار المردة ، الحزب القومي ، حزب البعث ، فصائل فلسطينية ، رئيس اتحاد بلديات بعلبك ، رئيس بلدية بعلبك ، رئيس الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب الدكتور رامي اللقيس ، رؤساء بلديات وروابط مخاتير ومخاتير ، ضباط امنيون وعسكريون ، اعلاميون ورؤساء دوائر ومصالح في المؤسسات الرسمية
بعد النشيدين الوطني اللبناني ونشيد حركة امل عزفتهم موسيقى كشافة الرسالة الإسلامية في مفوضية البقاع
القى كلمة رئيس المجلس النيابي رئيس حركة أمل رئيس الهيئة التنفيذية مصطفى الفوعاني جاء فيها :
كلفني الاخ الرئيس نبيه بري فشرفني أن امثله في الذكرى الخمسين لقسم الامام القائد السيد موسى الصدر وانطلاقة حركة امل ومن كلماته ابتدئ:
” لبعلبك تستنفر أفراس الضوء
وحدائق النور/على مدى السهل الممتنـع/للبقاعيين الذين كانوا الأشد وضوحا /اصطفوا مع الإمام الصدر
ورددوا خلفه القسم/ بأن يحفظوا لبنان وفي قلبه الجنوب
وبأن يحرروا إنسان لبنان…..
“لحضورك الذي سكن صمتنا وأدرك عطشنا ، وانتزعنا من النسيان، للبقاع الذي بحت حناجره في بعلبك وهو يردد القسم، رعدا لا ينام، وللجنوب في صور الذي يشرب الماء عطشا، ويضربه هواء الخوف قبل أن تأتي سيدي الإمام إلى لبنان، حاملاً ربيع اليوم وربيع الغد وربيعا لكل الفصول، كان الحرمان صفة عامة، وكان الطغاة يتبادلون الأدوار، يتقاسمون أوجاعنا على طاولتهم باسم الدولة، وجئت يا سيدي الإمام وأطلقت صوتك أملا، تحولنا إلى حركة مطلبية سهلة ممتنعة تسعى كي لا يبقى محروم واحد أو منطقة محرومة، اجتمع إليك الأحرار في بعلبك وصور وفي كل الوطن،وتحول الحرمان من حالة إلى حركة، فكانت أمل أفواج المقاومة اللبنانية، وكان قسم بعلبك انطلاق هذه الحركة المباركة”.
وتابع الفوعاني: خمسون عامًا والقَسَم ملء لبنان والمقاومة والحرمان.
خمسون عامًا وصفحات التاريخ تكتب “ـ أمل”
خمسون عامًا وما بُحت حناجرنا في جبال حملت صوتَ الصدر أمانة الأجيال.
خمسون عامًا: الذهب المعتق في خوابي بلداتنا: بعلبك وساحة قسمها إلى غربها والقرى المعلقة حبًا بموسى، إلى شرقها حيث الشمس تسطع بالأمل لأمل إلى جنوبها حيث اليطاني يحمل وجعنا إلى شمالها وكأنها البارحة إلى الهرمل ونهرها والصباحات المضيئة شهادة إلى بلدات القاع وعرسال ودير الأحمر والجبة والعمامة والمحراب.
خمسون عامًا ونحن ما بدلنا، عقيدةً وثباتًا، ورأس حربة من عين البنية إلى علي داود وأحد عشر كوكبًا وشمس وقمر والدر وأيقونة جبل عامل ومدينة الامام الحسين في النبطية.
وَذَكِّرۡهُم بِأَيَّاٰمِ ٱللَّهِۚ
واردف :للمقاومين ولقرى الجنوب والبقاع وكل لبنان وهي تحمل وجه الله عزة ، وفي ترابها سماء وعقول واقلام ، لكم انتم تصلّون على حصير موسى وفيكم فجرنا والآيات والسبع المثاني ، تعبرون سحابا لغياب أشدّ حضورا ، ميثاقهم آذان فجر وفزتم وربّ الكعبة ، فتخضلّ ربى الوطن أفواج امل، ، وما بدّلنا.. منذ الطلقة الأولى من عين البنية وقامات الطهر عند مليك مقتدر.
من فلسطين وطوفان أقصاها وشرف قدسها إلى الشهداء على مساحة الوطن ، فلسطين ولبنان الف الف شهادة وكرامة وعزة وانتصار
لفلسطين أولا،
للقدس..للقدس المقدسة بين المدن،
أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وكنيسة المهد وبوابة العدل ومربد الفجر للأقصى صرخة في برية الله وبدء الكلام وحقيقة الإنسان
للأقصى منطلق الثورة وكلمة سر الانتفاضة
لغزة التي ميتها لا يموت ونهارها لن يموت وليلها والتي ينبت الغار على رفاة شهدائها والتي تتوالد الأقمار من بيوتها والتي يزهر رماد الحرائق بالنخيل على شفاهها
والتي ستزدهر حتما بالنصر الآتي ان شاء الله.
واكد الفوعاني:من دون مقدمات ..المقدمة هي غزة هي الجغرافيا الممتدة على مساحة 350 كيلو متر مربع … تستبيح فيها آلة القتل الصهيونية أرواح ودماء الفلسطينيين أطفالاً ونساءً وشيوخاً على نحو لم تشهده البشرية من قبل .
… مشهد صرخة تلك المرأة الفلسطينية الثكلى التي أطلقتها مدوية يديها الى السماء وهي تبحث عن أطفالها الذين قضوا على حين غفلة فقدتهم جميعاً قبل ان يتناولوا طعام الافطار… فالدفاع عن غزة وعن فلسطين ليس مسؤولية فصيل فلسطيني بعينه وليست مسؤولية الفلسطينيين وحدهم هي مسؤولية الامة جمعاء … إن المشروع الإسرائيلي الذي ينفذ الآن فوق جغرافيا قطاع غزة بالدم والنار والتدمير والذي يتبارى المستويان السياسي والعسكري في الكيان الاسرائيلي التباهي بإعلانه وكشف نواياه من خلال العودة الى التلويح بمخطط “الترانسفير” للشعب الفلسطيني من قطاع غزة بإتجاه شبه جزيره سيناء إذا ما قدر لهذا المخطط أن يمر هو ليس سقوطاً وقضاء على القضية الفلسطينية، إنما هو سقوط للأمن القومي العربي والاسلامي ومشروع تجزئة وتقسيم للمنطقة بأسرها الى دويلات طائفية وعرقية متناحرة تكون إسرائيل فيها هي الكيان الأقوى….
واكد على حق الشعب الفلسطيني في نضاله ومقاومته المشروعة بكل الوسائل المتاحة من أجل تحقيق حلمه بالعودة واقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف …
والتحية أبداً ودائماً للمقاومين القابضين على جمر القضية وعلى زناد البندقية في فلسطين في الضفة والقطاع والقدس على سواعدهم سوف ينبلج فجر فلسطين تحريراً وعودة .
ورأى الفوعاني : لأنها فلسطين ، لأنها ميثاق الحركة وعقلها وقلبها ، لأنها كلمة الإمام القائد السيد موسى الصدر ولأن الأمة دون فلسطين والقدس وهمٌّ وخيال وتشتت وضياع
ها هي اسرائيل الكيان الغاصب تصفع الإنسانية على وجهها بجرائم إبادة ومجازر لا تستهدف الشعب الفلسطيني فحسب ، إنما تستهدف البشرية والإنسانية على حد سواء فمتى يصحو ضمير العالم الاف الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ ، والعالم يصمّ قلبه وعقله ، والدفاع عن غزة والضفة وفلسطين مسؤولية الأمة ، وها هو صوت ميثاقنا صدى لا يعرف التهاون والمهادنة :فلسطين في قلب الحركة وعقلها وشرفها يأبى ان يتحرر إلا على ايدي المؤمنين الشرفاء ونؤكد أن طوفان الأقصى أعاد وهج القضية وأسقط خيارات التطبيع .لقد أثبت الطوفان للعالم أن فلسطين والقدس قضية مركزية للأمة لا يمكن التنازل عنها مهما غلّت التضحيات ، ويتنقل هذا الإرهاب الذي تمارسه آلة الحقد الصهيوني إلى وجه آخر من وجوه االحقد يستهدف لبنان في بعلبك مدينة القَسَم ويستهدف صور وقبلها النبطية وبنت جبيل وصولا الى قرى الجنوب المعلقة على حب الشهادة ، والطلقة الاولى من عين البنية. ..ما يؤكد أن العدو واحد وإن الأهداف التي ينوي تحقيقها بالميدان بات يلجأ إلى مثل هذه الأفعال المدانة والتي تعبر عن ضعف وتهافت ، علّه يرمم صورته المنهارة عسكريا وأمنيا وإجتماعيا واقتصاديا وداخليا ، وهذه نبوءة الامام الصدر ، أن هذا الكيان الغاصب إلى تفكك واضمحلال ، والعدو لم يحقق هدفًا واحدًا من أهدافه البعيدة المنال وبات الشارع العربي والعالمي يلتف حول هذه القضية المحقة ولو اتسم الموقف الرسمي حيادا سلبيا ، وامّا محاولات العدو الصهيوني تجاه لبنان فما زالت منذ اندحاره عنه عام ٢٠٠٠ و٢٠٠٦ تتحين الفرص ونحن ندرك تماما أن قوة لبنان بمقاومته وبوحدته الداخلية وبعيشه الواحد وبالتسمك بقيم ارسارها الأمام الصدر..
وتابع إن حركة أمل تؤكد على أن كل محاولة للإعتداء على الاراضي اللبنانية ستواجه من قبل جميع المقاومين بذات العزم والإصرار الذي ووجه به الاحتلال للجنوب في السنين الماضية، وان أرواح المقاومين ستبقى حاضرة في كل آن وفي كل ساح…وعليه، لن تُجدي سياسات الإملاءات والضغوط بالنار في فرض وقائع سياسية فيما يخص وطننا لبنان لا على الحدود ولا في الداخل، فالموقف اللبناني واضح ويتجلّى بكبح جماح العدوانية الصهيونية، وإجبار العدو على الانسحاب من كل اراضينا المحتلة دون قيد أو شرط، وإلزامه بالتنفيذ الفعلي والجدي للقرار 1701، وإبقاء عناوين الملف اللبناني الداخلي شأناً لبنانياً يعالج عبر الحوار فيما بين اللبنانيين، وإن على من يبذلون الجهد من أجل الحلول السياسية، العمل على إيقاف ما يجري من حرب إبادة جماعية وجرائم حرب وتجويع لأهالي غزة لكسر إرادة صمودهم ومقاومتهم الاسطورية التي فضحت عجز آلة الحرب الاسرائيلية المستندة في إجرامها إلى التواطئ الدولي والاقليمي، والصمت المشين الذي لن تجمّله مشاهد الإنزال الإستعراضي لفُتات المؤن للجائعين.
وفي المشهد السياسي رأى الفوعاني انه في لبنان هناك جزء من هذا الضياع المعمم في منطقتنا… وما زلنا ندعو إلى ضرورة التشاور والتفاهم للخروج من قمقم تعنت البعض وحسابات البعض الضيقة التي لا تبني وطنًا وما زالت الدعوة إلى ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية ونجترح كل ممكن من أجل هذا الانتخاب وحتى الخماسية الدولية اعتبرت ان لا حل في لبنان الا من خلال التشاور والتفاهم…سنبقى دعاة حوار نمد اليد لشركائنا في الوطن وسط الحرائق التي اشعلها العدو الصهيوني نمد اليد إلى كل النيات الحسنة ودون سقوف التحديات العالية والخطاب المنشنج والشعبويات الفارغة التي لا تبني وطنًا…تعالوا إلى كلمة سواء نتحاور تحت سقف وجع اهلنا الذين آمنوا بوطن نهائي لجميع أبنائه، تعالوا إلى حوار بناء دعمته قوى تؤمن بضرورة التوجه إلى إنجاز الاستحقاقات الدستورية وعلى رأسها رئاسة الجمهورية وبعدها انتظام عمل المؤسسات وادوارها والتفكير الجدي بالخروج من الازمات المتتالية وتوحيد المواقف والرؤية وتغليب المصلحة الوطنية والعيش المشترك..والبعض الذي ما فتئ يصدر بيانات هدفها إطالة الازمة،وخلق مناخات ضاغطة على المواطنين الذين يعانون ويتألمون ولكنهم صبروا كرمى وطن يقدمون التضحيات لأجله
خمسون عاماً ويبقى الجنوب هم حركة أمل وغاية إنطلاقتها، تحميه كما هو عهدها بالدماء والعطاء لأنه يجب أن يُحفظ بأمر من الله والوطن، ولا سلام للبنان دون سلام جنوبه، ونؤكد أن خلاص لبنان وقيامته رهن إرادة بنيه ووحدتهم وإلتقائهم على القواسم الوطنية المشتركة، وأهمها عدم ترك منطق الشغور في المؤسسات يمتد والإنهيار الاقتصادي يستمر، والتفلت الأمني يتمادى، وعبثاً الرهان على إرادة الخارج.
خمسون عاماً مجددين التزامنا الحركي والوطني بالتصدي للمشروع الصهيوني الذي يعبّر اليوم في حربه على غزة وجنوبنا عن شراسة ومخاطر تحدياته التي يُجسدها وجوده ضد حق شعوبنا ومستقبلها مع دعمنا الكامل لنضال وجهاد الشعب الفلسطيني في كفاحه من أجل حقوقه المشروعة، مستلهمين الرؤى المبكرة التي اطلقها الامام القائد عندما حذّر من مخاطر انهيار الحاجز النفسي مع العدو، وهو الذي اعتبر إن الأخطر من قيام إسرائيل هو أن تصبح جزءًا طبيعياً من نسيج المنطقة.وكما أكد الإمام في مدونته الفكرية النضالية والإستراتيجية، أن إسرائيل خطر لن يبقى منحصرًا بفلسطين والمنطقة العربية، بل هي خطر يهدد الأمن والسلام العالميين.
واعتبر الفوعاني انه في أيام الصوم والجهاد ،المقاوم في لبنان وفلسطين يجمعُ اليوم بين آيتين عظيمتين:
(كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِتَالُ وَهُوَ كُرۡهٞ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡـٔٗا وَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ)
و
(أَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ)
تجمع بين جهاد النفس وجهاد العدو
تجمع بين محراب رمضان وبندقية الجهاد لأبناء المقاومة في لبنان وفلسطين تقبل الله صيامكم، وكتب الله أجر جهادكم..
وتابع ” إن حركة أمل تدعو ونحن في شهر رمضان المبارك إلى وقفة رمضانية تُعيد روح الإلفة والتضامن والعزة والمجد التي سُطرت في هذا الشهر الشريف عبر التاريخ كي يتبدّد شعور اهل غزة بالإستفراد والتخلي عنهم من قبل امتهم. وندعو كل الاخوة الفلسطينين وكل المقاومين ان يكونوا يدا واحدة فلا تتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريح اقصاكم وقدسكم كونوا اليد الواحدة فوحدتكم الداخلية أمضى سلاح في مواجهة العدوانية الصهيونية
واردف لقد تنبّهت حركة امل ومنذ اللحظة الاولى إلى ما يخطط من مشاريع فتنة داخلية وخارجية فكانت القرأن الناطق،والدم الهادر المجاهد والمقاوم والمرابض حتى نيل الحسنيين .حركة أمل انطلقت من رحم القسم في بعلبك وصور وكانت الطلقة الأولى في وجه اسرائيل وفي وجه الحرمان على تخوم المجتمع
هزمت حركة امل مشروع الفتنة الكبرى وأسقطت شعاراتها
ونبّهت الجميع لما يحاك
وتمسك رئيسها بالوحدة الوطنية حفظا لوطن الشهداء :
” جريمتي انني مع وحدة لبنان والحفاظ عليه ومن يقود الحملات ماكينات ممولة من الداخل والخارج تقوم بهذا الفعل لكنني مستمر في حماية لبنان الى آخر يوم في حياتي”
وتابع الفوعاني:ومع حلول شهر الخير والبركة شهر الله ، مدعوون هذا العام الى رؤيا هلال هذا الشهر المبارك على الأرض قبل رؤيته في السماء ، من خلال عيون أهلنا في القرى الحدودية اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة صموداً وبذلاً وتضحية حتى الشهادة ، ومن خلال عيون الأطفال والنساء والشيوخ فوق رمال قطاع غزة.، مدعوون وكذلك المسلمون في مشارق ومغاربها قبل التذكر في هذا الشهر الفضيل جوع وعطش يوم القيامة ، الى التذكر ومن منظور إنساني وإيماني وأخلاقي جوع وعطش وقهر وتهجير وإبادة الشعب الفلسطيني في القطاع والضفة الغربية وأكناف بيت المقدس.
ليكن رمضان هذا العام الذي يتزامن مع زمن الصوم لدى الطوائف المسيحية الكريمة صوماً للتقرب الى الله قولاً وعملاً ، من خلال التقرّب الى وجع اهلنا في الجنوب ومعاناة أشقائنا في فلسطين وأهلها ومقدساتها ، فمن هناك يجب ان يُلتمس هلال شهر صومنا ، وهناك أيضاً تُمتحن الأمة في إيمانها وإنسانيتها وإنتمائها وهويتها ، فهل هي فاعلة فتُقبل الأعمال؟
…
وفي ذكرى القسم قال الفوعاني :أما عن القسم وهذا اليوم العظيم: “غدوت يا سيدي الأقوى حضورا على مساحة هذا الوطن، لا بل على مساحة ندائك في كل هذا العالم، وتكتب جريدة النهار، عن هذا اليوم في 18 آذار 1974 في عنوانها الرئيس: “مهرجان بعلبك بداية ضخمة لمسيرة قد تنتهي بالعصيان. 75 الفـًا يرددون وراء الصدر قسمًا وميثاق شرف، سنستمر في نضالنا إلى أن تتحقق الأهداف” “فما هي الأهداف يا سيدي، وما زلنا نحي كل عام هذا القسم، وما زال هذا القسم يصلح لكل زمان ومكان، وما زال في لبنان مناطق أكثر حرمانًا مما تركت، وما زال في لبنان مواطنون أكثر حرمانًا من العام 1974؟”.
“أقسم الإمام السيد موسى الصدر أن يكون لبنان موحدا: مسلمه ومسيحه واحدا، في جسد واحد، وعقل واحد، وقلب واحد، قسم الإمام يجمعنا، ومن هنا أقسم الإمام موسى الصدر فوحدت بعلبك لبنان.
وتابع :”القسم الذي ارتقى بلغة الإمام الصدر ليصبح صورة مميزة في عالم العرب، ومشروعا وقضية تشكل نقيضا للمشروع الصهيوني العنصري والإحتلالي الغاصب لفلسطين، وللمشروع الطائفي الذي يميز بين اللبنانيين بمكوناتهم ومناطقهم والذي كرس الحرمان مسارا في التعامل مع أكثرية اللبنانيين في مسيرةٍ بدأها الإمام مستوحيا من معاني الشهادة والبذل والفداء في أربعينية الإمام الحسين، لتغدو اليوم بقعة الضوء في واقع لبنان والمنطقة باعتبارها مشروع الإصلاح الأكثر حضورا، ومقدرة على أن يكون مشروع الخلاص للإنسان في لبنان ومشروع المواجهة الدائم مع العدو الصهيوني”.
“في بعلبك وفي آذار عندما اجتمعت القلوب حول الإمام القائد السيد موسى الصدر، كان في ذلك الوقت ذكرى أربعين الإمام الحسين، ولذلك استشهد الإمام موسى الصدر، بقول الإمام الحسين: “ألا ترون أن الحق لا يعمل به وأن الباطل لا يتناهى عنه”، ولذلك لا بد من هذه الصرخة، وذكر أهل بعلبك يوم كانت قافلة السبايا تمر، كيف وقف البعلبكيون في ذلك الوقت سدا منيعا في وجه الحاكم، وكيف ثاروا عليه وكيف أخرجوه من هذه الأرض الطيبة والمقدسة.
ما زالت هذه الآثار الحسينية تشهد أن أبناء بعلبك هم الذين وقفوا في وجه الظالم عبر التاريخ. كان صوت الإمام الصدر حاضرا في هذه المناسبة، لأنه كان يؤمن بأن الإمام الحسين ليس مجرد ضحية، بل كان إماما أراد الحق، وهذا الظالم في عهده رفض أن يكون هناك عدل، ولذلك كان هذا الخروج المبارك، ولذلك عندما يربط الإمام الصدر هذه المناسبة بذكرى الإمام الحسين، وكأنه أراد أن يقول لنا، أيها الشعب يجب أن تقف دائما عند حقوقك، وأن لا ترضى بالحرمان حتى لا يقع عليك ظلم التاريخ، وهو القائل إذا تكلمتم تكلم معكم التاريخ، وإذا سكتم عندئذ سوف يسكت عن حقكم، وعندئذ سوف يسود الباطل وسوف تتحولون من أمة كانت خير أمة أخرجت للناس، إلى أمة لا قيمة لها في هذا المجتمع، وفي هذا العالم”.
” في آب 2018، في ساحة القسم في بعلبك، نذكر الجميع بما تم قوله : في البقاع لا ينبغي أن يبقى هذا الحرمان والبقاع له على الدولة وله على لبنان، أن يكون المنطقة الأساس، وأن يكون واسطة العقد، ولذلك لو أردنا أن نجمع ما قاله الإمام القائد السيد موسى الصدر، ليس في آذار عام 1974 فحسب، فقد سبق ذلك أن قدمت ورقة في شباط تهتم بمصالح المحرومين، ليس فقط الشيعة، وليس فقط في البقاع والجنوب، بل على امتداد هذا الوطن من عكار إلى جرود عرسال، وصولا إلى الجبل والشمال وفي الجنوب، الذي اعتبره الإمام موسى الصدر، أنه مفتاح في مواجهه العدو الصهيوني إسرائيل، وأن السعي لتحرير الجنوب، هو من أولى واجباتنا، لأننا عندما ننادي في هذا الوطن بوحدتنا الداخلية، عندئذ نفوت كل مشاريع الفتنة على العدو الصهيوني”.
واردف “نعم هذه هي مقدمات وإرهاصات أرادها الإمام القائد السيد موسى الصدر، والقسم الذي حصل في بعلبك، هو صنوه في مدينة صور في الخامس من أيار من نفس العام، ولذلك لا نفصل بين القسمين، ولذلك نقول إن هذا القسم لا يزال يصلح كوثيقة سياسية واجتماعية، حتى يبقى هذا الحاكم في لبنان مطلعا وقادرا على متابعة الأمور، لا أن يغرق مواطننا في حرمانه، حتى لا يتحول الحرمان إلى ثورة وإلى غضب”.
“تحدثنا عن الكثير من المشاريع التي كان الإمام الصدر تحدث عنها عام 74، تحدث عن سد اليمونة، وتحدث عن مدينه بعلبك وإنماء بعلبك اليوم، كما تحدث الإمام . سابقا، لا يكفي أهل بعلبك، تحدث الإمام الصدر وتحدثنا، عن سد العاصي، عن الإفادة من مشروع الليطاني، فأين هذه الدولة من هذه المطالب، التي مضى عليها خمسون عامًا؟ وما زالت الدولة تصم آذانها، ولا تريد أن تسمع صوت المحرومين في مناطق عكار وفي مناطق البقاع والجنوب وفي كل منطقة ودسكرة؟”.
واكد الفوعاني أن حركة أمل تسعى إلى عفوٍ عامٍ مدروس، حتى يكون المواطن في البقاع قادرا أن يمارس حياته الطبيعية، ونؤكد على إنشاء مجلس للبقاع وبعلبك الهرمل ومجلس لعكار والضنية على غرار مجلس الجنوب، ونشدد على زيادة أدوار المؤسسات الرقابية وما يتعلق بإنشاء هيئة لمكافحة الفساد، كما عن سلسلة من المشاريع الإنمائية الصحية والتربوية واجتماعية تساهم في إنماء المنطقة، وهي ذاتها المطالب التي نادى بها الإمام الصدر، ولذلك عندما أطلقنا شعار “بقاعا در” أردنا لهذا الشعار، أن يكون في كل منطقة تعاني الحرمان، فنحن لا نتحدث عن منطقة جغرافية، ولا عن مذهب وطائفة، بل يتحدث عن كل لبنان، هذا هو إيمان الإمام الصدر، وهذا هو ديدن الرئيس نبيه بري حامل الامانة”.
“عندما أقسم الإمام موسى الصدر أقسم بالله العظيم، وأقسم بالرسل أننا لن نهدأ حتى لا يبقى محروم واحد، أقسم بقلق الطلاب والمثقفين، وأقسم بالفلاحين، أقسم بطبيعة لبنان، بشمسه وأصيله، بشرقه وغربه وشماله وجنوبه، أقسم بكل هذه الجغرافيا، لأن الإمام موسى الصدر، كان ينطلق من أن لبنان البوتقة الحضارية، هو الذي يستطيع أن يقدم النموذج للعالم.
وختم الفوعاني بالقول:
“إليك يا سيدي الإمام، إننا على الدوام سنبقى أملا في مواجهة العدو الصهيوني، أملا في مواجهة الحرمان، وحركة أمل دائما تتبنى القضية الأساس قضية العرب، فقد قلنا مرارا عن القدس أنها عاصمة أبدية لفلسطين، وأن لا مجال لن يتنازل المسلم والمسيحي عن هذه القضية، عندئذ يفقد قضيته ويفقد مبرر وجوده. خمسون عامًا ،على انطلاقة حركة أمل وما زلنا الأكثر حضورا والأكثر تحسسًا بوجع الناس، خمسون عامًا مسيرة بدأت ولما تنته حشودا وقسما واستمرت أفواج مقاومة، ودحر احتلال، وانتصارا وتحريرا، خمسون عامًا وكأنها اليوم، ونقسم اننا لن نبدل تبديلا”.
خمسون عاماً وسيبقى يوم القسم مشعلاً هادياً لمسيرة حركة أمل التي عُمدّت بدماء شهدائها، وبقيادة الأخ الرئيس نبيه بري الأمينة على المشروع والاهداف.
خمسون عامًا خمسون أملاً وأمل في ريعان مقاومتها وعنفوانها وحضورها.