الرئيسية / آخر الأخبار / ورقة اميركية ــ فرنسية موحدة لمشروع اطار تنفيذ القرار 1701 بعد حرب غزة

ورقة اميركية ــ فرنسية موحدة لمشروع اطار تنفيذ القرار 1701 بعد حرب غزة

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت صحيفة الديار

كل السيناريوهات المتعلقة بلبنان، اكان على صعيد الملف الرئاسي ام على صعيد الوضع في الجنوب، تبقى معلقة على التطورات المتسارعة والبالغة الخطور والاهمية بشأن حرب غزة والحدث الاني الابرز المتمثل بتداعيات الهجوم الاسرائيلي على القنصلية الايرانية في دمشق وتاكيد طهران على معاقبة العدو عقابا سيندم عليه.

وفي هذا الاطار، قال رئيس الاركان الايراني الجنرال محمد باقري «ان قيادة الحرس الثوري ستنفذ المطلب الشعبي بمعاقبة العدو عقابا يجعله يندم واعوانه»، معتبرا ان واشنطن شريكة في هذه الجريمة.

وقالت وكالة مهر الايرانية امس ان العد التنازلي للرد الايراني قد بدأ، فيما نقلت محطة الـcnn الاميركية ان اميركا في حالة تاهب قصوى. وقال مسؤول اميركي رفيع ان كبار المسؤولين الاميركيين يعتقدون ان لا مفر من الهجوم الايراني.

من جهة ثانية، شهدت الساعات الـ٤٨ الماضية اتصالات ومحاولات لاجراء جولة جديدة من المفاوضات في القاهرة غدا بمشاركة رئيس المخابرات الاميركية الذي سيسعى الى التوصل الى وقف نار لمدة ٦ اسابيع يجري خلاله صفقة جديدة من تبادل الاسرى بين حماس والعدو الاسرائيلي.

وافادت وكالات الانباء ان الاجواء لا تؤشر الى تبدل ملموس في موقف رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو، بعد المكالمة المطولة مع الرئيس الاميركي بايدن التي قيل انها تميزت بالتوتر.

واعلنت حماس امس ان وفدا منها سيتوجه في الساعات المقبلة الى القاهرة، واكدت على تمسكها بوقف النار الدائم وانسحاب القوات الاسرائيلية من غزة وعودة النازحين الفلسطينيين الى مناطقهم.

وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان توجه الوفد الاسرائيلي برئاسة رئيس الموساد الى العاصمة المصرية مرتبط بتلقي جواب حماس، مع العلم ان وسائل الاعلام الاسرائيلية تحدثت عن ان صلاحيات اضافية اعطيت للوفد المفاوض.

وفي ظل هذا المشهد المتوتر والمتأزم والمفتوح على كل الاحتمالات لا سيما ما سينتج من الرد الايراني المتوقع، بقيت جبهة الجنوب امس تشهد تصعيدا في المواجهات بين حزب الله والعدو الاسرائيلي. ونفذ الحزب سلسلة هجمات بالصواريخ والمدافع على مواقع واهداف عسكرية اسرائيلية، محققا اصابات فيها، منها تدمير احدى الاليات العسكرية.

واغار طيران العدو على مناطق عديدة ودمر احد المنازل في ارنون من دون وقوع خسائر بشرية، كما قصف بالقنابل الفوسفورية مناطق وبلدات حدودية.

ورقة اميركية فرنسية موحدة حول الوضع جنوبا
وامس كشفت مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع لـ «الديار» ان واشنطن وباريس اتفقتا مؤخرا، بعد زيارة وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن لفرنسا، على رؤية مشتركة للتعامل مع الوضع المتفجر في الجنوب اللبناني بين حزب الله والجيش الاسرائيلي.

وقالت ان الجانبين اتفقا على توحيد الموقف بشان تفاصيل الاطار الذي سيسعيان اليه لمعالجة الموقف على جبهة الجنوب.

واضافت المصادر انه في ضوء الاجتماعين اللذين عقدهما بلينكن مع نظيره الفرنسي والرئيس ماكرون وتناول هذا الموضوع الى جانب الوضعين في غزة واوكرانيا، جرى الاتفاق على اعداد ورقة اميركية فرنسية كاملة موحدة تكون جاهزة لبحثها مع الجانبين اللبناني والاسرائيلي بعد توقف النار في غزة.

وحسب المصادر الدبلوماسية، فان الورقة تنطلق من تنفيذ القرار ١٧٠١ وفق اجندة زمنية محددة وعلى مراحل، وتشمل معالجة تثبيت النقاط ال١٣ الحدودية المختلف عليها، ومنها النقطة (ب ١)، وانشاء منطقة امنة من دون الحاجة الى معاهدة او اتفاقية جديدة بين لبنان و «إسرائيل».

كما يشمل مشروع الاطار الذي ستتضمنه الورقة الموحدة زيادة عدد الجيش اللبناني على الحدود بين ٥ و٧ الاف ضابط وجندي.

واشارت المصادر ان الورقة ستتجاهل التحدث مباشرة عن انسحاب مقاتلي حزب الله الى ما وراء الليطاني او ٧ او١٠ كيلومترات عن الحدود، كما تردد في محاولات سابقا.

علامة لـ «الديار»: هذا ما سمعته من السفير الفرنسي وبوحبيب
وفي اتصال معه امس، اكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية النيابية النائب فادي علامة لـ «الديار» المعلومات المتعلقة بالاتجاه الى ورقة فرنسية اميركية مشتركة موحدة. وقال انه سمع من السفير الفرنسي منذ يومين مثل هذه الاجواء، وقوله انه لا يوجد خلاف او تباين بين فرنسا والولايات المتحدة الاميركية حول هذا الموضوع.

واضاف علامة ان كلام السفير الفرنسي يؤشر الى رغبة في اعداد باريس وواشنطن ورقة خطية موحدة لما يمكن وصفه مشروع اطار مفصل يكون جاهزا لمناقشته بعد توقف حرب غزة.

واوضح علامة ان ما سمعه من السفير الفرنسي يتطابق مع المعلومات التي عرضها وزير الخارجية عبدالله بوحبيب امام لجنة الشؤون الخارجية في اجتماعها الاخير.

واضاف ان بوحبيب تحدث عن انه لم يعد هناك اختلاف بين فرنسا واميركا حول مقاربة هذا الموضوع، واشار الى ان الجانبين بصدد اعداد ورقة خطية موحدة وان لبنان ينتظر هذه الرقة ليبنى على الشيء مقتضاه في حينه.

وردا على سؤال قال علامة هناك كلام عن النية لتقديم الدعم للجيش اللبناني لتنفيذ القرار ١٧٠١ لكن لا شيء حتى الان في هذا الخصوص.

الملف الرئاسي: لا تقدم في المدى المنظور
وعلى صعيد الملف الرئاسي، لم يطرأ اي جديد، باستثناء تكرار الحديث عن استئناف تحرك اللجنة الخماسية في هذا الصدد بعد منتصف الشهر الجاري.

وحول ما صرح به وزير الاعلام زياد مكاري عن رغبة في رفع وتيرة تحرك اللجنة ربما الى مستوى وزراء الخارجية، قال مصدر مطلع لـ «الديار» امس ان معلومات وردت مؤخرا تفيد بان هناك توجها لاعادة تنشيط حراك اللجنة على مستوى الوزراء او المستشارين المكلفين هذا الملف، لكن من دون الاستغناء عن الحراك الذي بدأه السفراء الخمسة في لبنان.

واضاف ان الثابت حتى الان هو ان السفراء سيكملون جولتهم للقاء الكتل والاطراف التي لم يجتمعوا معها بعد، ومنها كتلة حزب الله والمردة.

واوضح المصدر انه رغم الحديث عن محاولة تفعيل تحرك اللجنة، فان المعطيات المتوافرة حتى الان تفيد بان الملف الرئاسي مرشح لان يبقى في دائرة الانتظار بالمدى المنظور، بسبب التطورات التي تعصف في المنطقة من جهة والتصعيد السياسي المستمر في الداخل.

واشار المصدر الى ان اللجنة ما زالت تعمل على فكرة فصل مسار الملف الرئاسي عن مسار تطورات حرب غزة والجنوب اللبناني، لكن هناك تعقيدات تواجه مثل هذا التوجه.

ماذا تقول السفيرة الأميركية؟
وفي هذا السياق، نقل مصدر نيابي عن السفيرة الاميركية تأكيدها على وجوب الاسراع في انتخاب رئيس الجمهورية وعدم انتظار حرب غزة.

وقالت انه لا يجب ان يستمر لبنان على هذا الوضع، وانه من باب اولى استكمال مؤسساته الدستورية ليكون حاضرا للاستحقاقات المقبلة في المنطقة.

وفي اطار التصعيد السياسي، أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجعج في ذكرى معركة زحلة مع القوات السورية «اننا لن نسمح لهم بان يفرضوا علينا مرشحهم لرئاسة الجمهورية، ونقول لهم من جديد مثل ما أنّو عزحلة ما بتفوتوا هيك كمان عبعبدا ما بتفوتوا».

الانتخابات البلدية الى التأجيل؟
من جهة اخرى، لم يتضح مصير الانتخابات البلدية والاختيارية رغم توقيع وزير الداخلية بسام مولوي اول من امس قرار دعوة الهيئات الانتخابية في جبل لبنان في ١٢ ايار المقبل.

وتتفاوت الاراء حول هذا الموضوع، لكن الوضع الناشىء عن استمرار الحرب في الجنوب وتوسع نطاق الاعتداءات الاسرائيلية وتداعياتها في مناطق اخرى مثل البقاع يعزز الاعتقاد بان هذا الاستحقاق سيؤجل الى موعد آخر.

وقالت مصادر مطلعة لـ «الديار» ان فكرة اقرار المجلس النيابي لقانون تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية هي المرجحة. وتوقعت ان يتقدم عدد من النواب باقتراح قانون معجل مكرر يرمي الى تاجيل هذه الانتخابات.

واضافت ان هناك تشاورا حول فترة التأجيل بين ٦ اشهر وسنة، مشيرة الى ان بعض المواقف المعلنة هي مواقف شعبوية وان اقرار مثل هذا الاقتراح هو المرجح، لا سيما ان فكرة تاجيل الانتخابات في محافظتي صيدا والجنوب واجراءها في المحافظات الاخرى، غير محسومة.

وردا على سؤال، قالت المصادر ان توقيع وزير الداخلية على قرار دعوة الهيئة الناخبة في جبل لبنان، يندرج في اطار تاكيده على القيام بواجباته ومسؤولياته تجاه هذا الاستحقاق، لكن الوضع لا يؤشر الى التوجه لاجراء الانتخابات البلدية في الوقت الراهن.

وتوقعت مصادر نيابية ان يعقد مجلس النواب جلسة تشريعية قبل نهاية الشهر الجاري لمناقشة واقرار عدد من مشاريع واقتراحات القوانين، ومنها اقتراح قانون تاجيل الانتخابات البلدية والاختيارية.

زيارة الرئيس القبرصي وازمة النازحين
على صعيد اخر، يصل الى بيروت غدًا الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليسدس على رأس وفد وزاري في زيارة قصيرة يجري خلالها محادثات رسمية مع كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، تتمحور حول ملف النازحين السوريين وموضوع الحدود البحرية وملفات اخرى مشتركة.

ويسعى الرئيس القبرصي لبحث سبل الحد او وقف تدفق النازحين السوريين الى قبرص عن طريق البحر، والدور الذي يمكن ان يقوم به لبنان في هذا الاطار.

وقالت مصادر مطلعة لـ «الديار» ان هذا الموضوع كان قد اثير سابقا في زيارتين قام بهما للبنان وزير الخارجية ومدير المخابرات مع وفد امني قبرصي، لكن تزايد موجات النازحين الى الشواطىء القبرصية جعلت السلطات القبرصية ترفع الصوت مؤخرا باكثر من اتجاه، وفرضت قيام الرئيس القبرصي بهذه الزيارة.

واضافت المصادر ان قبرص تعتبر ان هذا الموضوع هو تحد مشترك لها وللبنان، وانه يحتاج الى معالجة مشتركة.

واشارت الى ان جهات قبرصية بدأت تدعو الى توسيع اثارة هذا الموضوع مع الاتحاد الاوروبي، وانهم للمرة الاولى اخذوا يتحدثون عن امكانية استيعاب هؤلاء النازحين السوريين في المناطق السورية الامنة، غير ان هذا الامر لم يطرح رسميا من السلطات القبرصية.

واوضحت المصادر ان الافكار التي يحملها الرئيس القبرصي غير واضحة، لكنه سيتطرق الى سبل التعاون الامني بين البلدين لوقف هجرة النازحين من لبنان عبر البحر الى قبرص.

لبنان ليس حرس حدود لاوروبا
وفي هذا المجال، قال مصدر لبناني مطلع لـ «الديار» ان لبنان يقوم بواجبه من خلال ما فعله الجيش اللبناني وما يفعله تجاه هذا الموضوع، لكنه لا يستطيع ان يؤدي دور حرس حدود لاوروبا في قضية النازحين السوريين، وانه من الطبيعي ان تتغير طريقة مقاربة الاتحاد الاوروربي والعالم لهذه القضية التي احدثت وتحدث تداعيات خطرة على لبنان بالدرجة الاولى.

ويشار في هذا المجال الى ان وزير الخارجية عبدالله بوحبيب اكد خلال لقائه سفيرة الاتحاد الاوروبي ساندرا دو وال اول من امس على ضرورة تغيير مقاربة ازمة النزوح السوري ومعالجتها بطريقة مختلفة قبل فوات الاوان، ودعا الشركاء الاوروبيين والدول المانحة الى مراجعة شاملة قبل مؤتمر بروكسيل الوزاري للنازحين السوريين الذي سيعقد في نهاية ايار المقبل. وكان وفد نيابي لبناني التقى مسؤولين اوروبيين في بروكسيل مؤخرا، واثار التداعيات الخطرة لازمة النازحين في لبنان.

ابي رميا لـ «الديار»: التحدي القبرصي بداية خرق يبنى عليه
واشار النائب سيمون ابي رميا، الذي كان في عداد الوفد لـ«الديار»، الى ان السلطات القبرصية بدأت تلمس حجم هذه المشكلة مؤخرا، وان شخصيات قبرصية بدأت تحث الاتحاد الاوروبي على ضرورة التعامل مع هذه القضية بشكل مختلف، وبينهم رئيس الجمعية العامة للاتحاد من اجل المتوسط النائب القبرصي كوستاس فافريتيس.

ورأى ابي رميا ان التطور القبرصي يمكن ان يشكل بداية خرق نوعي يبنى عليه في التعامل مع قضية النازحين السوريين.