مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة النهار
حسناً ذكرت وسائل اعلام عبرية ان الموساد الاسرائيلي قتل الصراف محمد سرور في بيت مري وهو المتهم على لائحة العقوبات الاميركية بتهريب الاموال، خصوصا الى “حماس” كي لا تلصق الجريمة ايضا بحزب “القوات اللبنانية” الذي بدا في الايام الاخيرة محط انظار فريق الممانعة الذي يريد ان يعوض خسائره في الحرب، بانتصارات داخلية وهمية، ما يزيد اقتناع القواتيين بان جريمة قتل منسق منطقة جبيل في القوات باسكال سليمان “سياسية حتى يثبت العكس”.
واذا كانت بكركي تلقفت خطورة الوضع فعملت على التهدئة، فان الفريق الاخر واصل تصعيده امس، حتى ان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، هاجم البطريركية المارونية مباشرة قائلا: دعونا من قصة مجد لبنان ومقولة التأسيس التاريخية، لأن تأسيس لبنان وكيانات المنطقة تمّ وفقاً لخرائط المصالح الفرنسية والبريطانية الاستعمارية، ومع ذلك لسنا ممن ينكر جهود البطريرك حويّك من جهة، سوى أن تأسيس لبنان والدولة صبَّ لصالح فئة أخذت ولم تُعطِ، وشاركت بالغُنم ولم تشارك بالغُرم إلا قليل، وحتى اليوم يعاني لبنان وأهلُه من الظلم السياسي والأساس الفئوي والإرث الطائفي، الذي حوّل الدولة والبلد الى “علبة سردين”.
الى ذلك اتهم الحزب السوري القومي الاجتماعي حزب “القوات اللبنانية” مباشرة بالاعتداء على مركزه في بلدة جديتا البقاعية، وجاء في بيانه: “يبدو أن هناك البعض في لبنان، ممن يحترفون لعبة الدماء والفتن، قد استغلوا حادثة سرقة وقتل مدانة من قبلنا، وقرّروا طعن المقاومة في ظهرها، واستغلال الحرب الدائرة جنوبًا لمحاولة إحداث بلبلة في الداخل خدمة لأسيادهم”.
وأضاف البيان، “يهم الحزب السوري القومي الإجتماعي أن يؤكّد بوضوح، أن أي محاولة اعتداء على أي مركز من مراكزه لن تمر أبدًا وبشكل مطلق، وأنّه لن يكون لقمةً سائغةً لأي أحد تسوّل له نفسه اللعب بالإستقرار الأمني”.
وختم، “اكد الحزب أن تجهيل الفاعلين هو من شيم الضعفاء، أمّا الأقوياء فيسمّون الأمور بأسمائها، وبالنسبة للحزب السوري القومي الإجتماعي فإن الطابور الخامس في لبنان اسمه “القوّات اللبنانية” التي تنفذ أجندات خطيرة تمس بأمن البلاد وتخدم إسرائيل بشكل واضح”.
ورد “القوات” عبر منسقية منطقة زحلة في بيان اشار الى ان “حزب القوات اللبنانية يستنكر ما تعرّض له مقرّ الحزب السوري القومي الاجتماعي في بلدة جديتا من هجوم مسلح، ومحاولة إلصاق هذا العمل بحزب القوات اللبنانية من خلال تعليق علم حزب القوات على باب المركز.
إنّ مواجهة الفتنة المتنقلة بين المناطق اللبنانية أصبح واجباً علينا جميعًا.
ليس من أسلوبنا في العمل السياسي اعتماد لغة السلاح، لا بل نحن اليوم من أشدّ المعارضين لهذه اللغة، ومن ضحاياها، وآخر ضحية هو الشهيد باسكال سليمان. ونجدّد حرصنا على العيش المشترك في جديتا كما كل قرى قضاء زحلة، ونطالب القوى الامنية بمعالجة الموضوع وتوقيف الفاعلين وتسليمهم الى القضاء المختص وإنزال أشد العقوبات بهم.
حاجز قواتي
وليلا انتشرت شائعة عن اقامة “القوات” حاجزا شرق مدينة صيدا حيث تم الاعتداء على شباب سوريين وحجز 3 دراجات نارية في وادي بعنقودين.
ميقاتي
أدان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الاعتداء الذي إستهدف مكتب منفذيّة زحلة في الحزب السوري القومي الإجتماعي في بلدة جديتا في البقاع ورفع علم”القوات اللبنانية”عليه. وأجرى لهذه الغاية اتصالات بقادة الاجهزة الامنية للاسراع في كشف ملابسات الحادث وتوقيف الفاعلين.
كما اجرى اتصالا برئيس حزب”القوات اللبنانية” سمير جعجع ، تمنى خلاله ضبط الانفعالات في هذه اللحظة الدقيقة من تاريخ الوطن. وقد شجب جعجع الحادث نافيا اي علاقة لـ”القوات”به.
كما شدد ميقاتي على ضرورة أن تعي القيادات اللبنانية كافة خطورة المرحلة التي يمر بها لبنان ، وضرورة الابتعاد عن كل ما من شأنه تأجيج الخلافات والانقسامات، وأن يتم التعاطي بحكمة مع الواقع القائم.
وإعتبر أن الوضع القائم لا يحتمل إحياء خلافات سياسية وانقسامات حزبية ليس اوانها، ولا تؤدي الا الى مزيد من التوترات، ما يتطلب عدم السماح للمتربصين شرا بالبلد ومفتعلي الفتن بتحقيق مآربهم.
محمد سرور
وبالعودة الى قتل محمد سرور، قالت القناة الرابعة عشرة الإسرائيلية إن التقديرات تشير إلى أن مقتل الصراف اللبناني سرور عملية للموساد، لأنه كان مطلوبا بسبب عمله لصالح إيران وحلفائها، وأنشطته ضد إسرائيل.
وقال مسؤولان قضائيان للأسوشييتد برس إن سرور استدرج لمنزل امرأة شرق بيروت، حيث قتل بست رصاصات ولكن يعتقد أن العديد من الأشخاص وراء العملية.
وفي السياق، اشار مصدر أمني لرويترز الى ان “الأمن اللبناني يعتقد أن محمد سرور الذي وُجد مقتولاً في بيت مري تعرّض لاستجواب عنيف وليس محاولة سرقة”.
وكان مصدر أمني لبناني اكد لوكالة الصحافة الفرنسية “AFP” أنّ “المواطن محمد سرور الذي عثر عليه مقتولاً الثلثاء، جراء اصابته بما لا يقلّ عن 5 رصاصات داخل أحد المنازل في بلدة بيت مري المتنية، خاضع لعقوبات من واشنطن، التي تتهمه بتسهيل نقل أموال من إيران إلى الجناح العسكري لحركة حماس، قرب بيروت”.
وأشار المصدر إلى أن “سرور كان يحمل مبلغاً مالياً لم يسرقه منفّذو الجريمة”.
وكانت الوكالة الوطنية للإعلام اعلنت ، العثور على جثة “المواطن (م. إ. س.)” البالغ 57 عاماً قرب بيت مري.
وأكّد المصدر الأمني لوكالة فرانس برس أن “ذلك الرجل هو نفسه سرور المستهدف بعقوبات أميركية. وكان يعمل في مؤسسات مالية تابعة لحزب الله”.