الرئيسية / آخر الأخبار / معركة إسقاط سوريا تُهدّد المنطقة… والجيش اللبناني يُعزز حضوره لحماية الحدود إقرار خطة الإنتشار جنوب الليطاني… والخروقات «الاسرائيليّة» التحدّي الأول لـ«الخماسيّة» الثلثاء جنبلاط لمسعى رئاسي جديد بعد زيارة باريس… وزيارة «قواتيّة» لعين التينة الأسبوع المقبل ؟

معركة إسقاط سوريا تُهدّد المنطقة… والجيش اللبناني يُعزز حضوره لحماية الحدود إقرار خطة الإنتشار جنوب الليطاني… والخروقات «الاسرائيليّة» التحدّي الأول لـ«الخماسيّة» الثلثاء جنبلاط لمسعى رئاسي جديد بعد زيارة باريس… وزيارة «قواتيّة» لعين التينة الأسبوع المقبل ؟

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت صحيفة الديار تقول: تتسارع التطورات الخطيرة المتصاعدة للهجوم المنظم والمدروس، الذي نفذته وتنفذه «هيئة تحرير الشام» الارهابية والفصائل الملحقة بها، باوامر ودعم تركي مباشر، ورعاية اميركية وبصمات «اسرائيلية» مباشرة وواضحة.

وتؤكد الوقائع منذ بدء المعركة، ان ما يجري يهدف الى اسقاط الدولة السورية بكل مقوماتها، وتقسيمها وضرب دورها الحاضن والداعم للمقاومة ونهج المقاومة، في مواجهة العدو «الاسرائيلي» ومخطط «الشرق الاوسط الجديد»، الذي بشر به رئيس حكومة العدو نتنياهو من على منبر الامم المتحدة.

وبات واضحا ان هذه المعركة الكبيرة، قد خطط لها بعناية منذ فترة غير قصيرة، ونفذت في توقيت مدروس، لتحقيق اهداف عديدة ترتبط بما يريده المثلث التركي – الاميركي – «الاسرائيلي». وتهدد هذه المعركة على سوريا بادوات متطرفة وارهابية المنطقة باسرها، لان استمرار اشتعالها لا بد ان يتمدد الى بلدان اخرى.

وقد كشف الرئيس التركي اردوغان اول من امس بكل وضوح عن اهدافه في تجنيد هذا الهجوم على سوريا، بادوات وفصائل تحت عنوان المعارضة السورية، داعيا الى الهجوم على دمشق بعد حلب وحماه.

ولم تخف الادارة الاميركية على لسان مسؤوليها اهدافها ضد الرئيس الاسد ودور سوريا، مركزة على اضعاف محور المقاومة ونفوذ ايران في المنطقة، وقطع الطريق على تسليح حزب الله عبر سوريا.

واعرب الرئيس الاميركي المنتخب ترامب عن ارتياحه لما يجري في سوريا، وقال « يبدو ان الاسد ربما يكون مجبرا على الخروج، وقد يكون هذا افضل شيء يمكن ان يحدث».

وتتشارك «اسرائيل» اميركا في هذا الهدف، ويعلن قياداتها دعواتهم للتخلص من الرئيس الاسد والنظام السوري. ويأتي هجوم «هيئة تحرير الشام» بعد وقف النار في لبنان، وتهديد نتنياهو العلني للاسد وعدم اللعب بالنار.

وقد واصل مسلحو «هيئة تحرير الشام» والمجموعات الملحقة بها هجومهم على مناطق سورية مختلفة، وسيطروا على درعا والسويداء والقنيطرة وبلدات في ريف دمشق، فيما اعاد الجيش السوري انتشاره في المناطق المؤدية الى العاصمة، وعزز دفاعاته في حمص.

مرجع بارز : لتحصين لبنان
وانتخاب رئيس جامع

وفي ظل ما يجري في سوريا، نقلت مصادر مطلعة لـ«الديار»عن مرجع بارز امس، ان المطلوب اليوم اكثر من اي وقت مضى تحصين لبنان من المخاطر المحدقة بالمنطقة، وان ما يرسم من خطط وغيرها، يفترض من الجميع التمسك بتنفيذ اتفاق وقف النار ودعم الجيش اللبناني، والتعاون لانتخاب رئيس يجمع اللبنانيين ويحظى باجماعهم.

الجيش جاهز لحماية
الحدود الشرقية والشمالية

وفي ظل هذه التطورات ومخاطرها على لبنان ارسل الجيش اللبناني تعزيزات الى الحدود الشمالية والشرقية، وأبلغ قائد الجيش العماد جوزف عون مجلس الوزراء في جلسته التي عقدها في ثكنة بنوا بركات في صور امس، ان هذه التعزيزات بالعديد والعتاد هي لحماية الحدود.

خطة انتشار الجيش جنوبي الليطاني

واطلع مجلس الوزراء على الخطة المفصلة لانتشار الجيش جنوبي الليطاني، في اطار تنفيذ اتفاق وقف النار والقرار 1701، ووافق على الخطة التي احيطت بالسرية.

وتتضمن هذ الخطة انتشار الجيش على مراحل، وتعتمد على جدول زمني مرتبط بآلية تنفيذ الاتفاق، بالتعاوان مع قوات اليونيفيل، ووفق جدول انسحاب القوات «الاسرائيلية» خلال الفترة الباقية من الستين يوما.

واكد المجلس على الثقة التامة بالمؤسسة العسكرية، وتبلغ من العماد عون ان مساعدات ستأتي قريبا للجيش، اعتبارا من الاسبوع المقبل.

حزب الله و«امل» :
ثقة وتعاون مع الجيش

ووفقا للمعلومات المتوافرة لـ «الديار» فان مسؤول التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا والمسؤول الامني في حركة «امل» احمد بعلبكي اكدا خلال زيارتهما للعماد عون في اليرزة، التعاون والدعم الكاملين للجيش في مهامه وعمله على كل المستويات.وقالت مصادر مطلعة ان اجواء اللقاء كانت ايجابية للغاية، وان صفا وبعلبكي اكدا ايضا ان الجيش يحظى بالثقة الكاملة، ويلقى كل الدعم على مستوى الحزب والحركة وعلى المستوى الشعبي في الجنوب.

«اللجنة الخماسية» تجتمع
الثلثاء في الناقورة

ومن المنتظر ان تعقد «اللجنة الخماسية» يوم الثلثاء في الناقورة اول اجتماع لها للبدء بمهامها لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف النار. وقال مصدر وزاري لـ «الديار» ان لبنان يأمل من اللجنة اولا وقف الخروقات والاعتداءات «الاسرائيلية» المستمرة، وان الرئيس ميقاتي اكد لعضوي اللجنة الاميركي والفرنسي ان هذه الانتهاكات غير مقبولة تماما، وانه يجب وقفها فورا، املا في ان تضع اللجنة هذا الموضوع على رأس جدولها.

واضاف المصدر ان هذه الخروقات تشمل تحليق الطيران الحربي والمسير، ووقف استهداف المواطنين اللبنانيين وتفجير المنازل وتجريف الاراضي والمزروعات وغيرها.

وكان ميقاتي اكد في مستهل جلسة مجلس الوزراء «ان القرار 1701 الذي سيطبقه الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني، بالتعاون والتنسيق مع قوات اليونيفيل، هو الاساس لوقف اطلاق النار، وانسحاب العدو من ارضنا المحتلة، ونحن على بعد كيلومترات من منطقة العمليات المتواصلة لجيش العدو وخروقاته المتتالية للاتفاق. كما اننا على مقربة من موقع اجتماعات اللجنة الامنية المكلفة مراقبة تنفيذ الترتيبات، التي تم التوافق عليها بضمانة اميركية وفرنسية».

حركة ناشطة لانجاح
جلسة 9 كانون الثاني

على صعيد آخر، يشهد الاسبوع المقبل مزيدا من اللقاءات والاتصالات، في اطار محاولة الوصول الى قواسم مشتركة تنتج توافقا واسعا على مواصفات وشخص رئيس الجمهورية، قبل جلسة 9 كانون الثاني، لا سيما في ظل تأكيدات الرئيس بري المتتالية على عقدها في موعدها من اجل انتخاب رئيس الجمهورية.

مصادر عين التينة:
الفرصة كافية للتوافق

وقالت مصادر عين التينة لـ«الديار» امس، ان الفترة التي اعطاها الرئيس بري قبل الجلسة، هي فترة كافية لتحقيق التوافق وانتخاب رئيس الجمهورية، وانه سعى وسيسعى لتحقيق هذا الهدف، وان الجميع امام مسؤولياتهم لانجاح هذه الجلسة.

واضافت المصادر «ان التطورات في سوريا وتداعياتها الخطيرة على المنطقة ومنها لبنان، تفترض تحصين لبنان ووجود رئيس للجمهورية وحكومة جديدة، لاقفال كل منفذ الخطر على لبنان، وهذا يستدعي منا جميعا التعاون والتوافق لتعزيز مناعة لبنان».

لقاء بري وموفد «قواتي»
الاسبوع المقبل؟

وعلمت «الديار» من مصدر نيابي بارز ان اللقاءات والاتصالات حول الاستحقاق الرئاسي، اخذت مسارا جديا باتجاه مقاربة مواصفات وشخص رئيس الجمهورية، لافتا الى ان هناك تركيزا ملحوظا على فتح وتنشيط التواصل بين الثنائي الشيعي وحلفائه والمعارضة، التي تقودها «القوات اللبنانية»، سعيا الى انتخاب الرئيس باغلبية كبيرة تتجاوز الـ86 صوتا، لتأمين العناصر والمقومات من اجل قيادة المرحلة المقبلة.

وكشف المصدر عن اجواء لترتيب لقاء بين الرئيس بري ووفد او ممثل عن تكتل «القوات اللبنانية» النيابي خلال الاسبوع المقبل، وانه سيصار الى تحديد موعده قريبا.

مسعى لجنبلاط ومشاورات نيابية

وبموازاة ذلك، تنشط الاتصالات واللقاءات على اكثر من محور، حيث ينتظر ان يبدأ وليد جنبلاط بعد عودته من باريس حراكا ناشطا، في اطار السعي الى انضاج تفاهم على رئيس توافقي يحظى بتأييد جامع او شبه جامع.

كما يجري «اللقاء التشاوري» الذي يضم النواب: الياس بوصعب، ابراهيم كنعان، آلان عون، سيمون ابي رميا ونواب آخرين، مزيدا من اللقاءات الاسبوع المقبل تشمل تكتل «القوات»، كتلة «الكتائب» وكتلة «تجدد» استكمالا للقاءات التي اجراها مع «اللقاء الديموقراطي» وكتلة «الاعتدال»، ومع نواب من كتلتي «التنمية والتحرير» و«الوفاء للمقاومة».

وينشط رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل في جولة سياسية مماثلة، محاولا التوصل الى تسمية رئيس توافقي. وعلم انه يطرح ثلاثة اسماء توافقية خارج خياري العماد جوزف عون وسليمان فرنجية، الا ان هناك فيتو «قواتي» على هذه الاسماء. وتقول مصادر مطلعة ان هناك محاولات لتحسين فرص التحاور والتشاور بين «التيار» و«القوات»، الا ان الاجواء لا تؤشر الى تقارب جدي بين الطرفين، لاعتبارات عديدة منها انخفاض منسوب الثقة بينهما، وشعور «القوات» بفائض القوة في التعامل مع باسيل.

مصدر قواتي لـ«الديار»: لا شيء جديد

وحول اجواء ومستجدات الاستحقاق الرئاسي، قال مصدر نيابي في «القوات» لـ«الديار» امس : ان موقفنا معروف ومعلن، وهو الذهاب الى جلسة 9 كانون الثاني، وان تكون مفتوحة حتى انتخاب رئيس الجمهورية، وانه لم يحصل شيء حتى الآن، والوضع ما زال على حاله. هناك مرشح لنا هو الوزير السابق جهاد ازعور ومرشح الثنائي الشيعي هو سليمان فرنجية. ونحن مع الاتصالات والمشاورات، مع التأكيد في الوقت نفسه على اعتماد الاصول الدستورية التي تحكم انتخاب رئيس الجمهورية».

علامات استفهام على الموقف الاميركي

ورغم الجهود والحركة الناشطة، فان علامات استفهام مطروحة اليوم حول حقيقة الموقف الاميركي من الاستحقاق الرئاسي وجلسة 9 كانون الثاني، لا سيما بعد تصريحات مستشار الرئيس ترامب للشؤون العربية مسعد بولس، ودعوته للتريث لشهرين او ثلاثة.

وقال مصدر مطلع لـ «الديار» ان هناك معلومات واجواء متضاربة حول الموقف الاميركي، فالسفيرة الاميركية ليزا جونسون كررت في لقاءاتها مؤخرا، ان الادارة الاميركية تؤيد وتدعم انتخاب الرئيس، وان موقفها لم يتبدل او يتأخر، لكنها تجنبت التعليق مباشرة على كلام بولس وتفسيره.

وامس، اكتفى الموفد الاميركي هوكشتاين بالقول « امام لبنان فرصة لاستعادة البلاد من خلال العمل السياسي واختيار رئيس الدولة».

وفي المقابل، ينقل مصدر نيابي عن مصادر ديبلوماسية، ان كلام بولس لا يأتي من فراغ، ولا يجب وضعه في اطار الموقف الشخصي، لذلك فان الانطباع حتى الآن هو ان لا شيء محسوما حول مصير جلسة 9 كانون الثاني. واضاف المصدر ان كلام بولس يعكس بطريقة او باخرى توجه ورغبة ادارة الرئيس ترامب بتأجيل حسم الرئاسة، بانتظار بلورة وجلاء ما يجري في المنطقة ومنها لبنان، وانها لا تريد انتخاب الرئيس قبل ذلك، وتفضل ان يكون لها بصمة قوية واساسية في عملية انتخاب الرئيس.

هوكشتاين : حزب الله ضعُف ولم يهزم

وامس، قال الموفد الاميركي اموس هوكشتاين انه « كان لا بد من وجود اتفاق في لبنان يرتكز على القرار 1701 ويكون قابلا للتنفيذ». واضاف «ان واشنطن بحاجة الى تعزيز دعمها للجيش اللبناني وعلى الجميع فعل ذلك».

واعتبر ان حزب الله خسر ما بين 50 و70% من اسلحته، وقال « لا اعتقد اننا قضينا على حزب الله او هزمناه، لكنه ربما لا يكون قويا بما يكفي لمهاجمة «اسرائيل» او دعم الرئيس الاسد».

ورأى «ان ما يحدث في سوريا يشكل نقطة ضعف جديدة لحزب الله، لانه يزيد صعوبة الامور على ايران، التي يبدو انها ستنسحب من سوريا، ومن الصعب ادخال الاسلحة الى سوريا».وقال «ان امام لبنان فرصة لاستعادة البلاد من خلال العمل السياسي واختيار رئيس الدولة».

من جهة اخرى، علمت «الديار» من مصادر مطلعة، ان وزيري الدفاع والخارجية الفرنسيين كانا سيصلان الى بيروت اليوم في اطار زيارة يلتقيان فيها الرئيسين بري وميقاتي وقائد الجيش، لكن اقالة الحكومة الفرنسية ادى مبدئيًا الى الغاء الزيارة.

واضافت المعلومات ان باريس تركز على امرين في آن معا: تنفيذ اتفاق وقف النار، وتوفير المناخ المناسب لانتخاب رئيس الجمهورية في جلسة 9 كانون الثاني، وانها لا تتردد في العمل لتقريب وجهات النظر بين الاطراف لنجاح جلسة الانتخاب.