مجلة وفاء wafaamagazine
كلام جعجع جاء خلال لقاء أحيته “العائلة اللبنانية” في المملكة العربية السعودية عبر غداء ميلادي سنوي في العاصمة الرياض من تنظيم رجل الاعمال اللبناني أنطوان الراعي، بمشاركة سفير لبنان لدى المملكة فوزي كبارة، السفير السعودي السابق لدى لبنان علي عوض العسيري، القنصل اللبناني فؤاد خزاقه، رئيس مجلس التنفيذيين ربيع الأمين، مدير طيران الشرق الاوسط في المنطقة محمد الشرقاوي، الملحق الاقتصادي في السفارة اللبنانية شادي ابو ضاهر وحشد من الجالية اللبنانية. استهل اللقاء بكلمة افتتاحية القاها جوزيف يزبك، تلاها كلمة المنظم أنطوان الراعي، وبعدها قدمت “العائلة اللبنانية” دروع تقدير لكل من العسيري والشرقاوي وبطل المملكة في رياضة الكاراتيه اللبناني أنجيلو بدر وبطل المملكة في رياضة رالي السيارات اللبناني عماد الاعور. واختتم الحفل بتوزيع هدايا ميلادية على الاطفال.
وكان جعجع استهل كلمته بالقول: “يسرني اليوم أن أتوجه إليكم بهذا اللقاء الجميل، لقاء العائلة اللبنانية، سواءً بجانبها القواتي أو عبر الأحزاب الصديقة والشخصيات الحاضرة والدبلوماسيين. بدايةً، أود أن أرحب بشكل خاص بأصدقائنا السعوديين الحاضرين معنا اليوم”. وشدد جعجع على أن “هذا اليوم يحمل معنيين للعيد: الأول هو العيد بذاته، والثاني هو التحولات التي يشهدها لبنان، خصوصاً بعد اتفاق وقف إطلاق النار”، وقال: “لا شك أن الحرب التي مررنا بها كانت حدثاً جللاً ومؤثراً علينا كلبنانيين، لكنها انتهت بوقف إطلاق النار، ولم يكن مجرد وقف لإطلاق النار، بل تبعته مجموعة ترتيبات أقرتها الحكومة اللبنانية. هذه الترتيبات من شأنها أن تخلصنا من الوضعية الشاذة التي كنا نعيشها، وتمهد لنا الطريق للوصول إلى واقع جديد إن شاء الله”.
وتابع: “من جهة أخرى، يتزامن هذا العيد مع سقوط نظام استبدادي جاور لبنان لمدة خمسين عاماً، وهو نظام الأسد. وقد تحقق ذلك على أيدي السوريين الأحرار قبل ستة أيام فقط، ما أوجد وضعاً جديداً في سوريا، نأمل أن يكون حضارياً وديمقراطياً، يراعي حقوق الإنسان التي لم يكن النظام السابق يأبه بها مطلقاً”. وأوضح جعجع أنه “مع هذين الحدثين، يمكننا أن نتطلع إلى إعادة بناء لبنان الذي لطالما كان مضرب المثل. لبنان الذي كانت دبي وأبو ظبي تستلهمان منه وتسعيان لأن تصبحا مثله، وكيف كانتا تقولان إنهما ترغبان في أن تكونا كـبيروت. واليوم، ننظر إلى مكانة دبي وأبو ظبي، ونرى للأسف أين أصبح لبنان. لبنان الذي كانت سنغافورة تستلهم منه وتطمح إلى أن تكون بيروت الشرق الأدنى، نفتقده جميعاً. فلا حياة لنا أو وجود من دون هذا الوطن. واليوم، بات لدينا فرصة حقيقية للبدء في إعادة بنائه. لكن ذلك يتطلب تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار كما يجب. وعلى الحكومة الحالية، على رغم كونها حكومة تصريف أعمال، تقع مسؤولية كبيرة في هذا الصدد. أما نحن، كالتكتل الأكبر في مجلس النواب، فلن نتوانى عن متابعة تنفيذ هذا الاتفاق”.
أما بشأن الوضع الجديد في سوريا، فرأى جعجع أن “وجود نظام آخر يتيح لنا الاطمئنان إلى أن حدودنا الشمالية والشرقية ستصبح أكثر انضباطاً مع مرور الوقت. وبالتالي، سنرتاح من عبء التدخلات التي كانت تأتي من نظام الأسد في لبنان”. وختم جعجع: “أتمنى أن تأخذوا ندائي بعين الاعتبار، وأن تعتبروا العيد الحقيقي هو يوم نعود جميعاً إلى لبنان ونعكف على بناء هذه البنية الجديدة التي طالما حلمنا بها. أعاد الله هذه المناسبة عليكم وأنتم بألف خير وسلامة، ونأمل أن نلتقي قريباً في لبنان. عيد ميلاد مجيد، وكل عام وأنتم بخير”.