مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت الإعلامية وفاء بيضون
ثمة علامة استفهام تدور حول مجريات الساعتين التي فصلت بين الجلسة الاولى والثانية لانتخاب رئيس جديد للبنان ،مصحوبة بجملة اسئلة حول ما دار من تفاهمات اقرب الى التعهد بين العماد جوزاف عون و “الثنائي الوطني” قبل ان يعلن عن فوز الجنرال بـ 99 صوتا ما شكل له ممرا سالكا نحو قصر بعبدا.
مصادر سياسية مقربة من اللقاء الذي جمع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد ، والمعاون السياسي للرئيس نبيه بري علي حسن خليل بالعماد عون في احد المكاتب القريبة من ساحة النجمة بعيدا عن الأضواء ، تحدثت عن ورقة اشبه بالتفاهم وضعت الخطوط العريضة للعلاقة المرجوة بين الطرفين لاسيما فيما يتعلق بضمان سلاح المقاومة شمال الليطاني بالاضافة الى تعهد واضح وصريح نقله الرئيس المنتخب للثنائي بان المملكة العربية السعودية وقطر ماضيتان في دعم لبنان وخاصة ملف اعادة البناء و الاعمار مضافا اليه تفاصيل واهداف خطاب القسم الذي جاء منسجما مع تطلعات “الثنائي الوطني” للمرحلة المقبلة اذا ما استجاب الثنائي لانتخاب عون بعد ان بينت الاوراق البيضاء السبعة والثلاثين حجم الاصوات التي لم تؤهل العماد لدخول قصر بعبدا ، فكانت استراحة الساعتين المقصودة والملعوبة بحنكة الرئيس نبيه بري ومعرفته بتدوير زوايا الازمات وحسمها في اللحظات المناسبة ،لتفتح الدورة الثانية الباب واسعا امام حصد جوزاف عون غالبية الثلثين ويصبح الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية.
من هنا تقاطعت المواقف بين الداخل اللبناني والخارج الملح على انتخاب رئيس وملئ الشغور الرئاسي لمواكبة التطورات التي عصفت بالمنطقة على الصعيدين السياسي والميداني ، وان تباينت بالشكل الا ان المصادر تجزم ان كل ما انجز كان متفقا عليه وما المشهدية التي شاهدها العالم اثناء جلسة الاقتراع سوى عراضة توحي شكلا باللعبة الديمقراطية فيما الحقيقة انها تنطوي على خريطة طريق مرهونة بالاداء والنتائج للعهد الجديد ، مع تبدل الجهات اللاعبة والنافذة في القرار اللبناني لتتحول الصورة من محور الى محاور مستند في مضمونه على تسويات دولية لبنان احد فصولها ،كان عرابوها “خماسية دولية” للتحول في المراحل الى ثلاثية “امريكية، فرنسية ،عربية” .
تتابع المصادر ان ما شهدته العاصمة بيروت موفدين بالمفرّق، واللقاءات بالجملة مع القوى السياسية، والكتل النيابية، اكدت انهم يحملون كلمة سر موحدة، لجهة اسم المرشح الرئاسي المدعوم من المجتمع الدوليّ، ولو أنهم ابتعدوا في البداية عن تسميته وهذا ما اسر به نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله محمود قماطي بقوله ؛”ان ماحصل كان رسالة واضحة للثنائي الوطني الشيعي وحرصه على الوفاق اللبناني وان ما حسمَ وصول قائد الجيش السابق لرئاسة الجمهورية هو “الثنائي الوطني الشيعي” لتأكيد الوفاق وبالتالي هذا الاستحقاق جاء ليرسل رسالة مفادها بعدم الغاء اي جهة او طرف . “حزب الله وحركة امل” مررا رسالة بعدم فرض اي شخصية دون الاتفاق معهما بعد ما لاحت مراهنات بعض الفئات الصغيرة حسب تعبير قماطي على العدو ووقفنا بوجهها بكل حزم وشدة لمنع اي تحركات غير صحيحة”.
وتضيف المصادر السياسية ان “الخماسية الدولية” ولاول مرة تخرج عن الضوابط التي رسمتها لنفسها، قبل الأيام الأخيرة، حين لوّحت بفرض عقوبات على من اسمتهم معطلي الاستحقاق الرئاسي، وقد اوحت وقتها التسريبات ان بعض الأسماء التي قد تكون عرضة للعقوبات هي رئيس مجلس النواب إذا لم يدع إلى جلسات انتخابية، إلا أن التلويح بقي تلويحا، ولم يترجم على أرض الواقع قابله الرئيس بري بقوله؛” ما حدا بوطي راسي ” لا بل ذهبت عواصم الخماسية الى تمتين العلاقة وجعل ممر الرئاسة يعبر عن طريق الرئيس نبيه بري .
في الخلاصة : “لبنان انتخب رئيسا له وباشر جوزاف عون ورشة انتظام المؤسسات بدعوته للاستشارت النيابية الملزمة والتي شكلت انقلابا على تفاهمات كانت قد ابرمت قبل انتخاب الرئيس بان صفقة الرئاسة شملت معها الحكومة العتيدة على ان يكلف نواب الامة مرة جديدة نجيب ميقاتي لتشكيل حكومة عهد العماد ، فالذي حصل ليل الاستشارات غير من خارطة التموضعات النيابية لينبت من خارج السياق المتفق عليه القاضي “نواف سلام” والذي كان بعيدا عن التداول في خطوة وصفها نواب “الثنائي الوطني ” بالاقصائية وغير الميثاقية التوافقية ما يجعل المشهد الحكومي اكثر تعقيدا لجهة التأليف لا سيما التمثيل الطائفي المستند الى القوى الاساسية وخاصة “حزب الله – حركة امل” ،وهذا يستدعي نقلة سياسية من قبل الرئيس المكلف وكيفية مقاربته لهذا الخطوة الخلافية ما يدعوه لان يقدم في تشكيلته ومضمون بيانه الوزاري ما يطمئن الافرقاء المعترضين على تسميته .