الأخبار
الرئيسية / آخر الأخبار / لبنان اختار الحياد وعدم تضييع الفرص المتاحة أمامه…ملف حصرية السلاح في استراحة قسرية وليس مجمَّداً

لبنان اختار الحياد وعدم تضييع الفرص المتاحة أمامه…ملف حصرية السلاح في استراحة قسرية وليس مجمَّداً

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت كارول سلوم في “اللواء” :

أتت المواقف الصادرة عن رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس مجلس الوزراء القاضي نواف سلام في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء حول أهمية إبعاد لبنان عن صراعات لا دخل له فيها منسجمة مع بعضها البعض ومعبِّرة في الوقت نفسه عن الموقف الرسمي إزاء الصراع الإسرائيلي- الإيراني.

جاء هذا الموقف في شكل رسالة بإبقاء لبنان بمنأى عن هذه التطورات، والمؤكد انه لاقى صدى ايجابيا امام المجتمعين المحلي والخارجي خصوصا انه موقف موحد ويقي لبنان.

ووسط الانشغال بالتطورات المتصلة بالصراع الإيراني- الإسرائيلي، يدخل ملف حصرية السلاح في إجازة انما ليس لفترة طويلة بانتظار جلاء مشهد هذه التطورات.

وأبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزف عون المسؤول الأميركي توماس باراك ان الاتصالات بشأن تحقيق مبدأ حصرية السلاح على الصعيدين اللبناني والفلسطيني قائمة وستتكثف بعد استقرار الوضع الذي اضطرب في المنطقة نتيجة الصراع الراهن.

وقد يعتبر البعض انه لا يجوز ربط تنفيذ القرار بهذه التطورات، انما الوقائع على الأرض تشير الى ان الاتصالات لن تكون بالزخم الذي كانت عليه قبل قيام التطورات الأخيرة.

لا تعليق ولا تأجيل مطوَّل في بحث هذا الملف .. هكذا تبادر مصادر سياسية مطلعة الى القول لـ«اللواء»، لافتة الى انه لا بد من مقاربة موضوعية فالحديث اليوم في مكان آخر وبالتالي عندما يحين الوقت ستعود الأمور الى ما كانت عليه مع العلم ان الاتصالات لن تجمد، بل إن الامور ستأخذ مداها من اجل ضمان العملية وهو ما أُبلغ الى المبعوث الأميركي الخاص الذي استفسر عن التعاطي والافق المرسوم لملف تسليم السلاح دون استخدام عبارات تحذيرية او حتى التلويح بمهلة زمنية يفترض الالتزام بها او السير بها.

وتعتبر هذه المصادر ان الرئيس عون لم يذكر موعداً في موضوع السلاح،وكان حريصا على انتقاء عبارات عن دور الجيش اللبناني ومهماته في الجنوب والتعاون بينه وبين قوات اليونيفيل، كما في قيامه بتفكيك منشآت الأسلحة بنسبة ٨٥ في المئة،وأن ما يعيق تحرك الجيش هو استمرار اسرائيل في احتلال النقاط الخمس حيث لا تمثل مواقع استراتيجية، مشيرة الى ان باراك الذي تسلم مؤقتا مهمة المبعوث الأميركي في لبنان مكان مورغان اورتاغوس نقل موقفا واضحا بأهمية مساعدة لبنان وجيشه ودعم استقراره من دون اللجوء الى السقف المرتفع في الحديث حتى انه اكد عودته بعد اسابيع الى بيروت وزيارة منطقة زحلة التي ينحدر منها.

الى ذلك، ترى المصادر نفسها ان المسؤول الأميركي لم يُخفِ هاجس إمكانية مشاركة حزب الله في الصراع الدائر بين اسرائيل وإيران، انما لم يتوقف عنده كثيرا خصوصا ان هناك معلومات تؤكد بشكل قاطع ان لا مشاركة للحزب في الحرب.لكن هل من تعهد ما من الحزب؟ المسألة وفق المصادر تتصل بأن الحزب يدرك جيدا التكلفة الباهظة لذلك عليه وعلى لبنان فضلا عن ان فكرة الإسناد ستنقلب عليه، وبالتالي قد يتم الاكتفاء بإصدار بيانات الاستنكار ولو اضطر لذلك اكثر من مرة، لكن المصادر نفسها تتخوف من لجوء طهران الى استخدام الحزب للقيام بعمليات ضد مصالح أميركية وعندها يتبدل المشهد بأكمله.
فالاتفاق الرئاسي على تحييد لبنان متين وحسناً فعل لبنان عندما قال رئيسه يجب ألا يؤثر الوضع الإقليمي على الفرص المتاحة امام لبنان على ان الأهمية تكمن في حسن التطبيق.