
مجلة وفاء wafaamagazine
كتب ميشال نصر في” الاخبار”:
تكشف مصادر مواكبة، وجود عدة مؤشرات امنية واستراتيجية تبعث على القلق، وتضع لبنان على “خط الزلازل”، في ظل اوضاعه الهشة على كافة الصعد، ومن ابرز هذه المؤشرات:
-وجود خلايا النائمة: حيث ان الاجهزة الامنية قد كشفت مرارا خلال الفترة الاخيرة خلايا نائمة ومخططات لتنفيذ اعمال ارهابية تطال مواقع عسكرية ومدنية، عناصرها لبنانيون وسوريون، اذ بينت التحقيقات مع عدد من الموقوفين ومن بينهم الامير السابق للتنظيم، (م.خ) الملقب أبو سعيد الشامي، وعدد من قادة مجموعته، الذين تم توقيفهم في اطار عملية مركبة، عشية راس السنة، في اكثر من منطقة، مشكلة ضربة كبيرة للتنظيم، ان الاخير بدأ يخطّط لتنفيذ عمليات عسكرية وليس فقط أمنيّة في لبنان، في اطار اعادة ترتيبَ أوراقه في التعاطي مع الساحة اللبنانية، بدعم من القيادة المتمركزة في شمال سوريا، تحت ولاية عبد الرحيم المهاجر.
توقيفات ادت متابعة خيوطها عبر المراقبة الدقيقة الى توقيف الامير الجديد، (ر. ف) الملقب بـ “قسورة” من مواليد 1997، حائز على ماجستير في الكيمياء وخبرة كبيرة في مجال الاتصالات والتطبيقات الإلكترونية، فضلا عن تلقيه تدريبات عالية على صعيد مقاومة التحقيقات، التي اعترف خلالها انه كان يعد لتنفيذ عمليات أمنية في لبنان هدفها زعزعة الاستقرار، وقد باشر توزيع الأموال على عدد من جهاديي التنظيم.
غير ان الابرز كان في ما اعترف به عن استخدام وسائل وتقنيات جديدة في الهجمات، من بينها الطائرات المسيرة، حيث عثر بحوزته على مكونات لتلك المسيرات، فضلا عن معرفته بكيفية تصنيعها وتجميعها.
-الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب، من انهيار للعملة الوطنية، وانتشار للبطالة والتهميش، ما شكل بيئة مناسبة لتجنيد الاشخاص، وبث الافكار المتطرفة.
-محاولة استغلال انشغال الاجهزة الامنية وتركيزها على ملف تطبيق القرار 1701 وتركيز عملها في منطقة جنوب الليطاني.
وفي مواجهة ذلك اشارت المصادر الى ان الاسبوع القادم سيشهد اجتماعا امنيا لتعزيز التنسيق والتعاون بين الاجهزة الامنية المختلفة، لتعزيز الاجراءات الامنية والاحترازية، ومن بينها تعزيز الامن على الحدود وضبطها، تزامنا مع مباشرة عدد من البلديات في اتخاذ الاجراءات الضرورية بالتعاون مع الرعايا في اطار نطاقها البلدي لتامين دور العبادة.
من جهتها اشارت اوساط طرابلسية الى ان كل الكلام المتداول عن دخول مجموعات وافراد متطرفين من سوريا واستقرارها في المدينة ومحيطها، لا يمت الى الواقع بصلة، حتى ان التواصل مقطوع بالكامل بين شباب الفيحاء الذين تم التغرير بهم من قبل المجموعات الارهابية في الفترات السابقة واهاليهم، وان ايا من هؤلاء لم يظهر على الاراضي اللبنانية من ان تم ابلاغ الاجهزة المعنية عن اختفائهم، مبدية تخوفها من ان تكون بعض الجهات المستفيدة من مخالفة قرار رئيس الحكومة نواف سلام بوقف العمل بوثائق “الاتصال والاخضاع” والتي تطال الالاف من ابناء المدينة ومحيطها، من تقف خلف هذه التسريبات، كمبرر للاستمرار في مخالفاتها للقانون.
عليه واضح ان داعش لا يملك اليوم كما عام 2014 القدرة على شن حرب واسعة، لكنه قد يتحرك تكتيكيا من خلال تنفيذ عمليات محدودة او استهدافات امنية، في ظروف معينة، الا ان الامور حتى اللحظة تبقى ضمن دائرة الضبط، والقدرة على السيطرة، في ظل نجاح استراتيجية الامن الوقائي المعتمدة.