الرئيسية / فنون / أيوب “أصبحت إدارةَ الأبحاث عاملاً أساسياً في تعزيز المكانة البحثية للمؤسسات الأكاديمية”

أيوب “أصبحت إدارةَ الأبحاث عاملاً أساسياً في تعزيز المكانة البحثية للمؤسسات الأكاديمية”

الخميس 18 نيسان 2019

مجلة وفاء wafaamagazine

د. ليلى شمس الدين

برعاية وحضور رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب، نظّم مركز الدراسات والأبحاث التربوية في كلية التربية والمعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية ندوة بعنوان “مراكز الدراسات والأبحاث في كليات العلوم الإنسانية والإجتماعية في الجامعة اللبنانية دورها الراهن وسبل تطويره”، وذلك في المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية والإجتماعية في سن الفيل.


حضر الندوة عمداء ومديرون ورؤوساء مراكز الدراسات والأبحاث في كليات ومعاهد الجامعة اللبنانية، إضافة إلى أساتذة وموظفي وطلاب الجامعة. بعد النشيد الوطني ونشيد الجامعة اللبنانية، كانت كلمة ترحيبية للدكتورة ايمان أبو علي، تلاها كلمة لمنسق أعمال الندوة د. علي خليفة.


الدكتور علي خليفة
أشار خليفة إلى أن ندوة اليوم تدرس وتبحث في أدوار مراكز الدراسات والأبحاث وعلاقاتها فيما بينها، كما علاقاتها بمختلف الهيئات والبنى البحثية القائمة داخل الكليات أو تلك العابرة للكليات. ولفت في كلمته إلى أن فكرة هذه الندوة جاءت للبحث في أدوار مراكز البحث كي لا تبقى معزولة فيما بينها أو معزولة عن باقي البنى البحثية في الجامعة وكي لا تبقى مراكز الأبحاث موجودة فقط في النصوص. وأشار منسّق أعمال الندوة إلى “أن ندوة اليوم تشكّل بمخرجاتها المعلنة مسعى لرسم مشهد متكامل لإدارة البحث العلمي، تتوضح فيه ادوار مراكز الدراسات والأبحاث وتتعزز وتنمو علاقات تكاملية ما بين هذه المراكز ومع مختلف الهيئات والبني البحثية القائمة”، وشكر في ختام كلمته رئيس الجامعة على رعايته لهذه الندوة وعلى اهتمامه الخاص الذي اولاه إياها.


الدكتورة إيمان أبو خليل
لفتت رئيسة مركز الدراسات والأبحاث في كلية التربية الدكتورة ايمان خليل أنّ “هدف الندوة هو إطلاق حوار داخلي بين المعنيين في الجامعة اللبنانية من أجل تفعيل دور مراكز الأبحاث في الكليات”، وأكّدت على مواظبتها، وبالتعاون مع زملائها في الهيئة العلمية للمركز، على تفعيل دور المركز من خلال “رسم السياسية البحثية لكلية التربية ووضع محاور بحثية مبتكرة ومجددة، وعلى توجيه البحث نحو العمل الفريقي مع إشراك الطلاب والعمل على نشر الأبحاث ذات الجودة العالية وذلك بغية تحقيق مجتمع المعرفة والتنمية البشرية المستدامة”، مؤكّدة ان لعب هذا الدور دونه مُعَوقات آملةً أن تساعد هذه الندوة على تخطيها.


العميد الدكتور محمد محسن
بدوره اعتبر عميد المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية الدكتور محمد محسن أن تجارب مراكز الدراسات والأبحاث في العلوم الإنسانية والاجتماعية في الجامعة اللبنانية، تتقاطع مع سعي المعهد العالي للدكتوراه على تنظيم عملية البحث في الدكتوراه، تسانده الفرق البحثية في التطبيق الدقيق والشفاف لهذا التنظيم وفي تحديد محاور الأبحاث، مشيراً إلى أن هذا اللقاء جاء ليستكمل رسم المشهد العام للنشاط البحثي في الجامعة. وأشار العميد محسن إلى أنّ العمل في مراكز الأبحاث يمكن أن يشكل القاعدة لرسم خريطة الأبحاث في اختصاصات الماستر وتحديداً في الكليات، وهذا ما سيساعد في بلورة السياسة البحثية في المعهد مستقبلاً. وأراد محسن “التطلّع إلى إنجاح أعمال هذه الندوة والتعويل عليها في أي سياسة بحثية تستلزم من شتى المقررين والباحثين الاطلاع على التجارب القائمة في تنظيم العمل البحثي، واقتراح ما يمكن أن يؤمن تضافر الجهود وتكاملها خدمةً لهذا العمل الجاد والرصين” معتبراً أنه المدماك الأساس الذي يقع عليه تطوّر الجامعة ورفعتها.


البروفسور فؤاد أيوب
أكّد رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب إلى أن الأبحاثُ اليوم تشكّل مركزَ ثقلِ العملِ الأكاديمي في الجامعات، لأنها تساهم في توصيفِها في التصنيفات الإقليمية والعالمية، لافتاً إلى إدارةَ الأبحاث التي أصبحت عاملاً أساسياً في تعزيز المكانة البحثية للمؤسسات الأكاديمية، وأكّد أيوب على ضرورة إعادة التفكير بشكل دائم، في الأدوار الموصوفة لمراكز الدراسات والأبحاث في نُظُمِها التأسيسية وفي السياسات البحثية للكليات كما في رسم أطرٍ للأبحاث على مستوى الماستر والدكتوراه.

وأشاد بدور الندوة التي تبرزُ اليوم، فرصةُ الإطلاع على تجارب مراكز الدراسات والأبحاث في العلوم الإنسانية والاجتماعية في الجامعة اللبنانية، “وهي بلا شك تجارب متنوّعة تعزّز دور هذه المراكز أو تطمح إلى إعادة تشكيله في ضوء التعاون المنشود بين مختلف البُنَى البحثية، سواء كانت تلك البُنَى القائمة داخل الكليات (على سبيل المثال، علاقة مراكز الدراسات والأبحاث بهيئات الإشراف العلمي أو هيئات التحرير) أو البُنَى العابرة للكليات (علاقة مراكز الدراسات والأبحاث بالفرق البحثية في معاهد الدكتوراه وبالهيئة المركزية لإدارة البحث العلمي”.

كما أشار رئيس الجامعة اللبنانية إلى “أنّ ندوة اليوم تشكّل نواةَ حوارٍ داخليٍ بين المعنيين في الجامعة اللبنانية من أجل تفعيلِ دورِ مراكز الدراسات والأبحاث في الكليات بحيث لا تبقى محصورةً فيما بينها ومعزولةً عن باقي البُنى البحثية في الجامعة، وبالتالي يصبح عملُها في صُلْب الاستراتيجية البحثية للجامعة وفي رسم إطارٍ للأبحاث على مختلف المستويات ويُعوَّلُ على إنتاجها البحثي وجودته”. وأمل أيوب “أن يوفّقَ المشاركون في هذه الندوة وإلى توضيحِ الدور الراهن لعمل مراكز الدراسات والأبحاث واقتراحِ سبل تعزيز هذا الدور خدمةً للبحث العلمي بشكل عام وللجامعة اللبنانية على وجه التحديد، بما يحقق مزيداً من نهضتِها ومكانتِها ودورِها الريادي وطنياً وإقليمياً ودولياً”.


محاور الندوة
تضمنت الندوة محورين، تناول الأول بإدارة د. ماغي شتوي “واقع حال عمل المراكز البحثية، وحدود دورها الراهن”، مستعرضاً الدور المنوط بمراكز الأبحاث بحسب نظمها التأسيسية، ومتطرقاً إلى إنجازاتها المتحققة حتى اليوم، طارحاً مدى توافق هذه الإنجازات مع الدور المتوقع لها، متسائلاً عن موقع مراكز الأبحاث في استقطاب برامج دعم الأبحاث والتمويل، ومتوقفاً عند دور هذه المراكز في تصويب اختصاصات الماستر وتوجيه مواضيع أبحاثها، إضافة إلى دورها حيال إنتاج المعرفة ونشرها محلياً وإقليمياً وحيال جودة البحث العلمي.

قدّمت تجارب مراكز الأبحاث في هذا الإطار، فكانت مداخلات لرئيسة مركز الأبحاث في معهد العلوم الاجتماعية د. مها كيال، ورئيسة مركز الأبحاث في كلية الآداب والعلوم الإنسانية د. وفاء بري، ورئيس مركز الأبحاث في كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية د. أحمد ملي، وممثلة مركز الأبحاث في كلية الإعلام د. وفاء أبو شقرا، ورئيسة مركز الدراسات والأبحاث التربوية في كلية التربية د. إيمان خليل.

فيما تطرّق المحور الثاني إلى الأولويات المعتمدة في برنامج دعم الأبحاث في الجامعة اللبنانية للمحاور البحثية المنبثقة عن مراكز الأبحاث، شارحاً علاقة الهيئة المركزية لإدارة البحث العلمي في الجامعة اللبنانية بمراكز الأبحاث، موضحاً موقع مراكز الأبحاث من استراتيجية الجامعة اللبنانية البحثية، طارحاً مدى معرفة هذه الاستراتيجية من قِبل مراكز الأبحاث، مبيناً دور الهيئة المركزية لإدارة البحث العلمي في الجامعة اللبنانية إزاء مهمتي البحث العلمي ونشره، وموضّحاً دور مراكز الأبحاث في تصويب اختصاصات الماستر وتوجيه مواضيع أبحاثها، طارحاً المستوى التكاملي لهذه المراكز مع برامج الدكتوراه.

داخل في هذا المحور كل من عميد المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية د. محمد محسن، ومنسّق اللجنة المركزية لإدارة البحث العلمي د. غسان شبو، ومقرّر لجنة إدارة البحث العلمي في المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية د. هيثم قطب، ورأس المحور د. محمد بسام سكرية.
التوصيات والمتابعة


في ختام اعمال الندوة، تقرّر جمع المداخلات التي جرى عرضها من رؤساء المراكز والهيئات البحثية، وتضمينها في نشرة يصدرها مركز الدراسات والابحاث في كلية التربية. وأشار منسق اعمال الندوة د. علي خليفة في هذا الصدد الى ان مجرد عرض التجارب البحثية المختلفة في إطار جامع من شأنه ان يضيء على مبادرات رائدة وناجحة ونقاط إيجابية يجب العمل على ديمومتها وتعميمها.


ولفت خليفة إلى توصية اعتبرها من الأهمية بمكان، طرحت تأمين الحد الأدنى من المتطلبات المادية المتمثلة بوجود مكان مخصّص لمراكز الأبحاث وبعض التجهيزات والموارد البشرية الضرورية لانتظام العمل. كما أوصى المؤتمرون بالعمل على إرساء قواعد الثقافة البحثية، والعمل على التشبيك بين المراكز والهيئات البحثية، لا سيما مع معهد الدكتوراه الذي يخطو نحو البحث المتعدّد المناهج، مطالبين تضمين أنشطة مراكز الأبحاث في الاستراتيجية المركزية للسياسة البحثية على مستوى الجامعة اللبنانية بفروعها وأقسامها كافة.