الرئيسية / فنون / "اكسير الحب" .. ألف ليلة وليلة لبنانية

"اكسير الحب" .. ألف ليلة وليلة لبنانية

مجلة وفاء wafaamagazine 

بعلبك، حفر القمر على أدراجها وعلى عواميدها أضواء عروض لألف ليلة وليلة لبنانية، إن عادت يعود وجه لبنان الحضاري.

الليلة 1

 

• اوبرا لبنان – (حلقة أولى)

• الزمان 8 شباط 2012

• المكان قصر الاونيسكو في بيروت

 

وسط حشد كبير تدافَع لحضور عرض اوبرا اكسير الحب L›elesire d»amore على مسرح قصر الاونيسكو في بيروت، لم يكن حضوره تلك الليلة لِشَغفه واستمتاعه بالعرض الاوبرالي وحسب، إنما أتى ليشهد بأم العين اكتمال فريق اوبرا من الكفاآت اللبنانية الشّابة يكون قادراً لأن يغني أوبرا عالمية بكامل عناصرها المسرحيّة.

 

أسئلة كثيرة عصفت في اذهان كل الحاضرين تلك الليلة الشتوية حول إمكانية اللبنانيين بمفردهم إنجاز اي مشروع نوعي من غير مشاركة خبرات أجنبية تضمن نجاحه. «كل شي فرنجي برنجي»، مقولة أضحت فعل إيمان فينا، فكيف لا وقد تأكدت من خلال فشل مشاريع مختلفة على مر عقود وأزمنة.

 

دقّت الساعة الثامنة مساء على وَقع عزف الافتتاحية السيمفونية Ouverture لأوبرا «اكسير الحب» تعزفها الاوركسترا الوطنية اللبنانية، وفُتحت ستارة مسرح قصر الاونيسكو لعل قامات شابّات وشبّان لبنانيين بلباس الاوبرا الايطالية وبأصواتهم أعلنوا احترافهم الغناء الاوبرالي العالمي وبشغفهم رسموا جمالية أدائهم المسرحي. وبعد، إنّ الادمان على البكاء على أطلال «زمن جميل» مضى لا يلغي زمناً جميلاً آتياً.

 

الليلة 2

• الأوركسترا الوطنية اللبنانية

 

نجمة ساطعة هي الاوركسترا السيمفونية اللبنانية، وهي بالتالي مقياس حضور لبنان في نطاق الثقافة «غير الماديّة». في ذكرى تأسيسها العشرين تحضر جردة من النجاحات وأخرى من المقترحات، تؤكد على مصلحتنا الوطنية في استحضار دور لبنان الفني والريادي في بلاد الشرق العربي. لقد عزفت الاوركسترا الوطنية اللبنانية خلال العقدين السّابقين أعمالاً سيمفونية عالمية ومقامية عربية على حدّ سواء، فاكتسبت بذلك تقنيات عزفية مبتكرة لم تختبرها مثيلاتها من الاوركسترات في العالم على قدر ما اختبرته وأتقنته الاوركسترا اللبنانية. إنّ هذا القالب العزفي الفريد الدامج بين الموسيقى الغربية والشرقية شقّ الآفاق واسعة لمؤلفين لبنانيين وعرب لوضع اعمال سيمفونية تعكس هوية موسيقانا الشرق-عربية، تمكّنهم من إحداث توازن ثقافي وإبداعي والمؤلفين الغربيين.

 

وبعد، لا بدّ للأوركسترا السيمفونية اللبنانية، هذا المشروع الثقافي الوطني، أن يساهم في الدّفع الى الانطلاق نحو صناعة ثقافية واعدة في عصر بات الابداع فيه أهم مادة «خام» صناعيّة وأغلاها ثمناً.

 

الليلة 3

• الأوبرا باللغة العربية

(الحلقة الأولى)

منذ مارون نقاش في لبنان قبل 160 عاماً والفنانون العرب يحلمون ويعملون لأن يكون لهم يوماً أوبرا بلغتهم الأم – أوبرا باللغة العربية. هذا الفنّ الاوروبي وقد أضحى عالمياً كمثل موسيقى موزار وبيتهوفن وغيرهم… كانت دائماً الاوبرا باللغة العربية حلماً فنيّاً عربياً فلا يُحرم القالب المسرحي الغنائي هذا من أن تغنيه اللغة العربية لغة الأدب الرفيع والشعر الجميل، لغة ألفاظ حروفها والمخارج طُبعت بنبض كلماتها الغنّاء.

 

إختلفت آراء المثقفين العرب حول صناعة الاوبرا باللغة العربية، وهذا مثيل لِما شهدته لغات أخرى من قبل، فالابتكارات الفنيّة كانت دائماً بطيئة كسلحفاة في وصولها الى مبتغاها التغييري.

 

وبعد، سيكون للعرب أوبرا باللغة العربية فموسم الحصاد هَلّ: المتخصصون في الغناء الاوبرالي من العرب كثر، والاوركسترات العربية حاضرة، ومخزون الادباء والشعراء العرب يفيض بأروع القصص والاعمال المسرحية والشعرية، وإنّ المسرحيين والمصممين والراقصين العرب قادرون على رسم لوحات ورقصات بأشكال عربية ساحرة.

 

… وهنا سكتت «شهرزاد» عن الكلام المباح للقادم من الليالي.

 

الجمهورية