مجلة وفاء wafaamagazine
شيّعت الجالية اللبنانية في ساحل العاج، أمس، جهاد يونس (21 عاماً) الذي توفي الإثنين الماضي نتيجة إصابته بعوارض شخّصت بدايةً على أنها ملاريا، قبل أن يتبيّن بأنه كان مصاباً بالملاريا والكورونا معاً. قبل يونس، دفن في أبيدجان مؤقتاً، يوسف الزوقي (31 عاماً) الذي توفي في ظروف مماثلة قبل أسبوعين. وفق مصادر في الجالية، رفضت السلطات العاجية «إخراج الجثمانين من البلاد ونقلهما إلى لبنان بسبب إصابتهما بكورونا».
عائلة بشارة الراهب تخشى أن يلقى فقيدها مصير الشابين ولا تتمكن من دفنه في بلدته رحبة العكارية. الستيني توفي قبل أيام متأثراً بالفيروس أيضاً وتسعى عائلته، بالتعاون مع السلطات العاجية والفرنسية، لإيجاد سبيل لنقل جثمانه إلى لبنان. المصادر أكدت أن وفاة الشابين تحديداً نجمت عن تشخيص طبي خاطئ وتأخّر في تلقّي العلاج، ما أدى إلى تدهور حالتهما رغم صغر سنهما. الوفيات المتتالية، وبينها أيضاً سيدة ستينية دفنت هناك بعد تعذر نقلها إلى لبنان، زادت من هلع لبنانيي أفريقيا ومن مناشداتهم للدولة اللبنانية لتسهيل عودتهم عبر زيادة رحلات الـ«ميدل إيست» والسماح لشركات أخرى بإجلائهم. ليس تردّي الوضع الصحي في دول أفريقيا الدافع الأول للهلع، بل إن تشابه العوارض بين الملاريا والكورونا يجعل منهما شبحاً يؤرق الجميع.
في النسخة الأولى (وزعت في 19 الجاري)، خصصت ثلاث رحلات لنيجيريا (أبوجا وبورت هاركورت ولاغوس) بسبب «تدهور الأوضاع الأمنية والطبية هناك» كما قالت مصادر وزارة الخارجية. وبعد اعتراضات من القنصل اللبناني في كانو خليل مسلماني على خط بسترس والرئيس نبيه بري، أضيفت كانو إلى النسخة المعدلة النهائية التي أقرت أمس، لكن على حساب أبوجا، بدلاً من رفع عدد الرحلات. الاعتراضات التي وردت من دول أفريقية أخرى لم تؤدّ إلى إضافة تلك الدول على اللائحة، بل استبدالها بالدول التي كانت واردة.
حركة تبديل وشطب ولصق دارت في القارة السمراء، لكنها لم تتخطّ كوتا الرحلات التسع!. فيصبح بنظر الحكومة تخصيص أربع رحلات من باريس (تضاف إلى رحلتين في المرحلة الاولى) وثلاث من لندن (تضاف إلى رحلتين في المرحلة الاولى) أولى من تخصيص اكثر من رحلة لساحل العاج التي سجل فيها ٧٥٠٠ لبناني أسماءهم لدى السفارة، منهم ٦٠٠ حالة طارئة و١٢٠٠ حالة صعبة. رحلة أبيدحان أضيفت استدراكاً بعد الاعتراضات على حساب إلغاء رحلتين إلى موزمبيق وبوركينا فاسو. ولم يتم تدارك الخطأ الذي وقع بعدم تخصيص رحلة إلى بنين (كوتونو) وشمولها برحلة لومي (توغو) المجاورة بسبب «صغر حجم مدرج المطار في كوتونو الذي لا يستوعب طائرات ميدل إيست»، علماً بأنه لا يزال يستقبل الطائرات الفرنسية. في حين أن حجم الجالية في كوتونو أكبر بكثير من حجمها في توغو.
في النسخة الثانية أيضاً، حسم الخيار لصالح الكاميرون على حساب. كما حظيت برازافيل (جمهورية الكونغو) وسيراليون والسنغال برحلة لكل منها. إنما أفريقياً، لم تتكرر سوى ابيدجان بين المرحلتين. في حين تم تخصيص ثلاث رحلات لكل من جدة والدمام والرياض (السعودية) ورحلتين لكل من دبي وأبو ظبي على غرار المرحلة الأولى. ورغم أن مناشدات الجاليات، لا سيما الطلاب في جورجيا وأوكرانيا وروسيا وبولونيا وجدت صداها في رحلات المرحلة الثانية، إلا أنه كان لافتاً تخصيص رحلات لبغداد وعمّان بدلاً من استبدالها برحلات الى دول أبعد، ورحلة لكازاخستان رغم ان عدد الركاب سيكون 30 بحسب الجدول الرسمي!.
تؤمّن المرحلة الثانية من عملية الإجلاء عودة 4209 لبنانياً
وفق الجدول أيضاً، تؤمن الرحلات عودة 4209 لبنانياً. ويتراوح عدد الركاب بين 121 في الرحلة كحد أقصى و30 كحد أدنى. وقد وجّه عدد من فاعليات الجاليات في أفريقيا نداءات لـ«زيادة عدد الركاب في الرحلة الواحدة إلى الحد الأقصى، مع فرض ارتداء القفازات والكمامات، على غرار ما فعلت دول كفرنسا والولايات المتحدة وبلجيكا».
في غضون ذلك، لا تزال «أجنحة الأرز» تحلق فوق الإنتقادات التي تطالها بسبب إصرارها على التمسك بأسعار التذاكر العالية وتقسيم الطائرة بين درجة سياحية ودرجة اقتصادية في رحلة الإجلاء!. علماً بأن دولاً أخرى لم تتوان عن إجلاء رعاياها بطائرات عسكرية بقدرة استيعابية كاملة كما فعلت بلجيكا مع مواطنيها في ساحل العاج.
وكان رئيس مجلس الوزراء حسان دياب قد ترأس مساء أمس في السرايا الحكومية اجتماع اللجنة الوزارية «لاستكمال دراسة التدابير اللازمة لعودة اللبنانيين من الخارج»، بحضور وزراء: الدفاع والخارجية والمغتربين والإعلام والأشغال العامة والداخلية والبلديات والعمل ورئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت. ومن المنتظر أن يبتّ مجلس الوزراء خلال جلسته اليوم الصيغة النهائية للمرحلة الثانية.
الأخبار