الرئيسية / محليات / نداء من مجموعة درب عكار: الأذى في وادي جهنم لا يمكن السكوت عنه

نداء من مجموعة درب عكار: الأذى في وادي جهنم لا يمكن السكوت عنه

مجلة وفاء wafaamagazine

إعتبرت مجموعة درب عكار في بيان أن “الأذى المتمادي لطبيعة وادي جهنم الفاصل بين محافظة عكار وقضاء المنية-الضنية، بلغ مرحلة لم يعد من الجائز السكوت عنها، ومن الجائر ألا تتحرك الوزارات المعنية والجهات الرسمية المسؤولة لوضع حد لهذا التغول الذي يقوم به أصحاب المقالع والكسارات والمحافر العشوائية، والتشوهات الواضحة التي أحدثها القضم المنظم لطبيعة المنطقة بصخورها وترابها وأشجارها، حيث لا حسيب ولا رقيب، وخصوصا أن إحدى المحافر تتوسع عند أقدام أحد المواقع الأثرية التاريخية، قلعة السلاسل في خراج بلدة مشمش العكارية”.

وأطلقت المجموعة وأهالي المنطقة صرخة في وجه “الإغتيال المشهود لبيئة هذا الوادي”، جاء فيها: “إن هذا النداء، الصرخة موجهة لكل صاحب ضمير، ونعول كثيرا على وعي أبناء المنطقة وبلدياتها في إنقاذ الوضع قبل حلول الكارثة، وإيقاف هذا التدمير الحاصل والمستمر لأغنى أودية لبنان الطبيعية الذي كان من المفترض أن يكون محمية طبيعية منذ أعوام”.

أضاف: “لسنا من هواة وضع العصي بالدواليب وبخاصة أننا نعلم أن كثيرا من العائلات تعتاش من وراء هذا القطاع، ولكنها لا تدري أنها بذلك إنما تحقق مكسبا آنيا على حساب أجيال طالعة ستلعنها لما أعاثته يدها من خراب، ومع الأزمة الحاصلة أصبح السباق محموما لملء الستوكات، وفي وقت أوقفت فيه معظم المقالع ريثما يتم العمل على المخطط التوجيهي لا زالت الجرافات والشاحنات تمر ليل نهار على طرقات الوادي دون أي رادع”.

ولفت النداء الى أن وادي جهنم “هو أحد أهم الأودية اللبنانية يمتد بين محافظة عكار وقضاء المنية- الضنية ويفصل جغرافيا بينهما على طول أكثر من 25 كلم، وتغذي ينابيع الوادي الكثيرة روافد نهر البادر وكثيرا من البلدات المجاورة، وغناه الطبيعي يجعلها من أبرز المواقع للتنوع الطبيعي والبيولوجي في لبنان، وقد اكتشفت فيه خلال العامين السابقين عدة انواع من النباتات تكتشف للمرة الأولى في لبنان”.

أضاف: “منذ أعوام، أخذت المقالع والمرامل في الوادي بالتوسع بشكل فوضوي كبير، علما ان ما يباع ويستخرج على أساس أنه رمل (سيليكا) ليس سوى صخر جيري متآكل (كالكير) مما يشكل خطرا كبيرا على السلامة العامة في حال تم استبدال أحد المكونات الأساسية للإسمنت، وهذا الكلام يعلمه المهندسون جيدا، وإن نجح الإسمنت المعد منها من اختبارات الضغط التي تجرى، فإنه يتآكل مع الزمن ويتفاعل مع المياه بشكل كبير. الضرر الأكبر للوادي وقع ضمن الحدود العقارية للضنية، مع تجاوز أحجام قياسية، دون أن ننسى أن تعرية الغطاء النباتي والجرف المتصاعد، زاد من خطر حدوث انهيارات صخرية في الوادي، وسببت الشاحنات المتنقلة صباحا ومساء أضرارا فادحة للطريق الرئيسة التي يتنقل عليها العشرات يوميا خاصة من بلدة القمامين”.

وتابع: “منذ مدة أخذ أحد المقالع في الحدود العقارية لبلدة مشمش بالتوسع أيضا بعد أن كان خامدا لفترة من الزمن، في تعد واضح على حدود البلدة وغاباتها من سكان أحد البلدات المجاورة، معتبرا ان له التصرف بأرضه التي يملكها دون حسيب أو رقيب.
وطرحت المجموعة في ندائها “الصرخة” بعض الحلول الممكنة: لسنا ممن يشتكي وينعي دون اجتراح للحلول، والحل أقرب إلينا مما نتخيل، فما سببته جائحة كورونا والأزمة الإقتصادية الخانقة قد يكون سبيل الخلاص لنا، خاصة مع اتساع دور السياحة البيئية، والعين هنا على الضنية وعكار بشكل كبير، ومنطقة وادي جهنم هي منطقة يعول عليها كثيرا لأنها لا زالت مجهولة لكثير من اللبنانين، وهنا نقترح التالي:
– تفعيل مشروع المنتزه الوطني لجبال عكار او اعلان الوادي كمحمية طبيعية.
– مخطط توجيهي شامل للمنطقة
– بالنسبة لاصحاب الارض والمقالع والشاحنات، ندعوهم للاسثمار في السياحة البيئية، وثمن جرافة واحدة كفيل ببناء قرية بيئية وفق افضل المعايير.
– ان العائدات التي ستقدمها السياحة البيئية اكبر بكثير من تلك التي تقدمها المقالع، خاصة اذا ما تم احتساب اكلاف الصيانة والفاتورة البيئية التي تدفعها المنطقة”.

وشددت المجموعة في صرختها على أن “الكلمة والمستقبل هو للسياحة البيئية”، قائلة: “لدينا من المقومات ما نستطيع به ان نكون في المرتبة الأولى محليا وإقليميا. إننا نحتاج للوعي والتكاتف، والتفكير بالربح على المدى الطويل، لا الربح الآني وفق مصالح وحسابات شخصية ضيقة على حساب عشرات الآلاف من السكان وحساب الأجيال القادمة”.

وختمت: “إننا اليوم ندعوكم لإضاءة شمعة بدل لعن الظلام، ونقول للخائفين على أرزاقهم، ان القطاع العقاري وقطاع المقاولات سيشهد ركودا حادا سيجعلكم تعانون أكثر، ولا حل إلا في الانتقال نحو قطاعات أكثر فعالية، وما نملكه في منطقنا يجعل من خيار العودة الى الطبيعة والكف عن أذيتها أمرا واجبا لا مفر منه”.

عن H.A