مجلة وفاء wafaamagazine
في “موعد جديد” لإعادة نبض الحراك الشعبيّ، يستعد اللبنانيون لانتفاضهتم الثورية القررة غداً في السادس من حزيران، وذلك احتجاجاً على الوضع المعيشيّ والاقتصاديّ المتدهور، مطالبين عبر لافتاتهم المرفوعة بـ”انتخابات نيابية مبكرة ولا ثقة واسترجاع الأموال المنهوبة ومحاربة الفاسدين والفساد، استفحال الغلاء والدولار…”.
وانطلاقاً من ذلك، بدأت التحضيرات اللوجستية في ساحة الشهداء، تحضيراً للتظاهر والاعتصام يوم غد السبت، فقد توافد عدد من المحتجين الى الساحة، رافعين اللافتات والاعلام اللبنانية وسط حضور للقوى الأمنية.
وفي ساحة النور في طرابلس، إنطلقت مسيرة دراجات نارية وسيارات إستعدادا للأنشطة والتحركات المقرر القيام بها يوم غد في مختلف المناطق اللبنانية، إحتجاجا على الأوضاع الإقتصادية وارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وجابت المسيرة شوارع الوسط التجاري بطرابلس ولاسيما شارع عزمي والمئتين وصولا إلى الميناء. وردد المشاركون في المسيرة بواسطة مكبرات الصوت الهتافات وشعارات الحراك الشعبي، منددين بتجاهل القضايا المطلبية، ودعوا إلى أكبر مشاركة شعبية في تظاهرات الغد، وسط تدابير أمنية مشددة من قبل القوى العسكرية والأمنية.
هذا ووقع خلاف بين المعتصمين في ساحة عبد الحميد كرامي، على خلفية الدعوة الى الاعتصام والتظاهر، وتدخل الجيش مما أفضى إلى تراجع الفريقين. وعقدت لقاءات جانبية في عدد من المقاهي القريبة من الساحة، في ظل إجراءات ميدانية يتخذها الجيش في الساحة وعند الطرقات المؤدية اليها.
من جهة أخرى، أفدات غرفة التحكم المروري عبر تويتر” عن “قطع الطريق عند ساحة النور طرابلس وتحويل السير الى الطرقات المجاورة”.
وفي صيدا، تجمّع المحتجون في حراك “صيدا تنتفض” أمام فرع مصرف لبنان للانطلاق بمسيرة تجوب شوارع المدينة وصولا الى ساحة تقاطع ايليا، وذلك تأكيدا على استمرار التحركات للمطالبة بـ”قضاء مستقل يستعيد الاموال المنهوبة وحكومة انتقالية تضع قانونا انتخابيا عادلا يضمن صحة التمثيل”، وذلك وسط انتشار للقوى الامنية والجيش في محيط المكان.
وإثر وصول مسيرة “حراك صيدا ” الى الساحة، قطع السير عند تقاطع اشارة ايليا بعدما كانت جابت شوارع المدينة.
يشار الى أن حراك “صيدا تنتفض” كان قد أصدر بيانا اشار فيه عدم مشاركته في التحرك الذي تمت الدعوة اليه يوم غد السبت، واعلن عن انطلاق تحركاته بدءا من اليوم من خلال مسيرة شعبية تطالب بالعناوين التي تم ذكرها.
إلى ذلك، نظم حراك النبطية، عصر اليوم، تظاهرة مطلبية تحت عنوان “الاعتراض على الأوضاع المعيشية والغلاء الفاحش واسقاط منظومة الفساد والمطالبة بقضاء عادل واسترداد الاموال المنهوبة”.
واستهل التحرك باعتصام امام خيمة الحراك قرب سرايا النبطية الحكومي، ثم انطلق المعتصمون في تظاهرة جابت شوارع النبطية حمل خلالها المشاركون الاعلام اللبنانية ولافتات “تطالب بمحاسبة الفاسدين واستعادة المال العام”.
ووزع بيان اثر التظاهرة اشار إلى “مرحلة جديدة للحراك يفرضها الوضع القائم والذي يتبدى في عجز الحكومة عن أخذ القرار الحر وبالتالي الفشل وعدم القدرة على التصدي لأحوال الفساد وتسلط مافيا الحكم إن كان في القضاء أو الإقتصاد أو التعيينات أو ملف مجلس الخدمة أو الأملاك البحرية أو صناديق الهدر. كل ذلك يجعلنا نعود إلى مطالب 17 تشرين وعلى رأسها المطالبة بحكومة إنقاذ وطنية مستقلة بصلاحيات تشريعية”.
ولفت الى أنه “آن الأوان للتحرك من جديد بعد جملة من المعوقات الخارجة عن إرادة الناس لعل أهمها موجة كورونا، لكننا لن نسكت بعد اليوم، ولا حل امام الشعب اللبناني إلا باستعادة زخم الإنتفاضة للوصول إلى أهدافنا وتحقيق المطالب التي تحفظ المواطن وتحافظ على الكيان”.
كما جابت مسيرة سيارة في شوارع المتن، وردد المشاركون فيها هتافات داعمة للثورة والانتفاضة من أجل إنقاذ لبنان وإخراجه من النفق المظلم. ودعا المشاركون المواطنين إلى المشاركة يوم غد السبت بالتظاهرة في ساحة الشهداء – وسط بيروت.