الجمعة 28 حزيران 2019
” اللقاء الوطني ضد التطبيع ” ندعو الشعوب العربية إلى استنهاض قواها لتوحيد المواجهة المشتركة” إصرارًا منها على إرساء صفقة القرن وفرضها كأمر واقع، دعت الولايات المتّحدة الأميركية إلى عقد مؤتمر البحرين في 25 و26 من الشهر الجاري، وبترحيب وتمويل الأنظمة العربية المتآمرة، تحت شعار مغالطات تم الترويج لها فيما سمّي ازدهار الاقتصاد في أراضي السّلطة الفلسطينية وقطاع غزّة.
الهدف من هذا المؤتمر تتويج مسار التطبيع بين معظم الحكّام العرب ودولة الكيان الغاصب، بحيث تُكسر مع هذه الخطوة كل محرّمات التطبيع، فيصبح تمريره أمرًا سهلًا ومقبولًا ومُمهّدًا له، على كافة المستويات؛ الأكاديمية والثقافية، والفنية والرّياضية والإجتماعية والأمنية والإقتصادية.
ويطغى الطابع الاقتصادي على مؤتمر المنامة الذي يغيّب الثوابت الأساسية فيما يختصّ بالقضية الفلسطينية تمهيدًا لإلغائها ولتصفيتها، وذلك عبر الإغراء بالأموال بعدما أنهكت غزّة الأبية فقرًا وحرمانًا، كما يمنح مؤتمر العار دولًا عربية مرتبكة إقتصاديًا، ومنها لبنان أموالًا هي بمثابة رشاوى للقبول بالمؤامرة التي تحوّل فلسطين إلى صفقة رابحة للصهيوني.
يُعقد هذا المؤتمر في ظلّ معارضة شعبية عربية واسعة، تتجاهلها الأنظمة، متنكّرةً لوجدان شعوبها وذلك لتطويعها وإجبارها على تقبّل المشروع التطبيعي مع الكيان الصّهيوني، بل وتذهب هذه الأنظمة الخائنة لتصوّر هذا الإثم الذي ترتكبه في سياق تاريخي، تشيد بمحطّاته، من كامب ديفيد إلى وادي عربة، وأوسلو ومدريد، باعتبارها محطات “مضيئة” و”مشرّفة”، في التاريخ العربي وصراعه الوجودي مع الصّهاينة.
وهذه المحاولات الصفيقة والرّخيصة والوقحة تطمس تاريخًا كاملًا من المقاومات الخالدة خطّتها دماء الشّهداء والمقاومين على امتداد السّاحة العربية وبخاصة أهلنا في فلسطين. إنّنا في اللقاء الوطني ضدّ التطبيع، نؤازر ونتضامن مع كل الأصوات الغاضبة والشرّيفة على امتداد الوطن العربي، الرّافضة لكلّ محاولات التطبيع بكل أشكاله، والتي تصبّ عند تحويل هذا الكيان المعتدي إلى حالة طبيعية ومقبولة.
ولنا ملء الثقة بالشّعب البحريني الشقيق وبموقفه المواجه والحاسم ضدّ مؤتمر العار، وندعو الشعوب العربية إلى استنهاض قواها لتوحيد المواجهة المشتركة وتحويلها نحو القضية الأساس والمركزية وهي فلسطين. كما أنّ اللقاء الوطني ضدّ التطبيع يطالب النّظام الرّسمي العربي بأن يحترم مقرّرات جامعة الدّول العربية ويدعوه إلى القيام بدوره في التصدّي لصفقة القرن، واعتبار كل من شارك في مؤتمر العار مرتكبًا للخيانة القومية.
ويبقى التعويل على حملات المقاطعة العربية والعالمية، وعلى المقاومة المسلّحة المشروعة والشّرعية ضدّ العدوّ التاريخي والوجودي، والذي لن تنجح كل المؤتمرات في غرسه في أرض فلسطين الحبيبة.
“اللقاء الوطني ضدّ التطبيع” بيروت: في 27-6-2019