مجلة وفاء wafaamagazine
اكد نائب رئيس مجلس الوزراء السابق غسان حاصباني، في لقاء اليوم، ان “الفرصة التي أعطيت لحكومة حسان دياب انتهت، فهي من جهة لم تنجز، ومن جهة اخرى لم تثبت لأحد بأنها مستقلة أو تكنوقراط، لا بل دخلت في نفس المسار السابق واعتمدت الذهنية التي كانت تعترض عليها “القوات اللبنانية” في الحكومات السابقة اكان من ناحية المحاصصات او من ناحية التأثير السياسي واتخاذ الحكومة قرارات تعرض لبنان لتحديات اكبر مثلما يجري في التفاوض مع صندوق النقد الدولي او طريقة التعاطي مع السفيرة الاميركية وغيرها او من ناحية التخبط داخل الحكومة في المواقف التي يأخذها وزراؤها ويتراجعون عنها او يتعارضون في ما بينهم”.
واشار الى ان “جميع الوزراء فيها بطبيعة الحال متعلمون وعليهم القدر والقيمة ولكنهم يفتقدون للخبرات المطلوبة في هذه المرحلة لمعالجة ازمة غير مسبوقة بتاريخ لبنان”، وقال: “كان يجب ان تضم الحكومة مجموعة كبيرة من الوزراء الذين لا يعتمدون على مستشاريهم في كل شيء بل ان يوجهوا مستشاريهم”.
واعتبر حاصباني ان “هناك تأثيرا للصراعات الدولية على لبنان بالطبع، ولكن المشكلة الاساسية هي محلية بامتياز”، مضيفا: “ليست الدول الكبرى من كدس النفايات في طرقات لبنان ولزمت مطامر بأرقام قياسية من دون حسيب او رقيب. ليست الدول الكبرى من أخر تطبيق خطة للكهرباء واوقف هدر ملياري دولار في السنة. ليست الدول الكبرى من وظف 36 الف موظف خارج الاصول في السنوات الماضية. ليست الدول الكبرى من فكك ودمر القيمة في قطاع الاتصالات منذ العام 2008 الى اليوم بشكل تدريجي، او من تستخدم المعابر غير الشرعية او تهرب عبر المرفأ او تعمد الى التهرب الجمركي. هذه مسؤولية محلية واي حكومة بامكانها اخذ قرارات فورية لمعالجة هذه المسائل والبدء بتطبيقها خلال شهر”.
ورأى أن “ما نراه اليوم هو جه من وجوه الإفلاس السياسي وليس فقط المالي، والحديث عن المؤامرات الكونية امر مضحك وكذلك محاولات شد العصب والعودة إلى الماضي من اجل خلق نوع من التركيز على عدو وهمي وحرف الأنظار عن الجوع الذي بدأ يضرب مجتمعنا عبر الدعوة للاتجاه شرقا، إضافة إلى الهاء اللبنانيين بنبش قبور الماضي او بحوادث كقرار منع السفيرة الأميركية من الكلام وكأن السفراء الاخرين لم يتدخلوا بالشأن اللبناني. لذا لا حل اليوم الا باعادة تكوين السلطة وان يختار الشعب اللبناني ممثليهم عبر انتخابات نيابية مبكرة”.
وردا على سؤال، قال: “لا حصار عالميا على لبنان لتجويع اللبنانيين بل من جوع اللبنانيين هم لبنانيون اخذوا قرارات خاطئة ودخلوا بالمحاصصات والفساد والهدر. هل ينتظرون الفشل والانهيار الكامل للبدء بالإصلاحات؟ يبدو الامر كذلك”.
اضاف: “الحكومة مسيرة واي فشل هو للسلطة الحاكمة ككل. لا قرارات حقيقية للحكومة والناس فقدت ثقتها وهي تخشى كل يوم على أموالها ومن فقدان السلع. الخطر الأكبر هو عدم دفع الدولة لدينها المحلي أي ديونها للمصارف وهذا يعني ان ودائع الناس تبخرت”.
واشار حاصباني الى ان “الدولة غير قادرة على دفع مستحقات المستشفيات وهناك ادوية فقدت وفقدنا القدرة لشراء الادوية”، لافتا الى ان “الادوية الإيرانية غير مطابقة للمواصفات العالمية وادخالها إلى السوق اللبناني امر خطير”.
من جهة اخرى، تحدى حاصباني “الصين ان تتبرع بأموال للبنان في ظل عدم وجود إصلاحات”. وسأل: “لماذا لم تستثمر الصين عندنا من قبل؟ من منعها؟ لا أحد وبالتالي الباب الشرقي مفتوح منذ زمن ونحن نستورد اكثر من ملياري دولار من الصين وهي تحل في المرتبة الاولى على هذا الصعيد. لكن الدول شرقا او غربا فقدت الثقة بلبنان”.
واعتبر ان “هناك مؤامرات محلية وليس دولية للاستئثار بالسلطة وهناك سلطة سياسية داخل الدولة لا ترغب في تطبيق القوانين”.
وقال: “بغض النظر عن صندوق النقد الدولي، علينا البدء بالإصلاحات فلا خلاص إلا بتنفيذها. الخلاف على الحصص ينتج العراقيل بين فريق السلطة الواحد”.
وذكر ان “قرار مجلس الوزراء واضح باقفال المعابر غير الشرعية فورا وقد وافق عليه كافة الوزراء منذ الحكومة السابقة ولكن لم ينفذ”، موضحا: “لا علاقة للتهريب عبر الحدود بترسيم الحدود. المعابر غير الشرعية لا تزال مفتوحة ووضع بعض السواتر الترابية لا يعني انها اقفلت”.
وردا على سؤال عن “قانون قيصر”، اجاب: “هذا القانون للتضييق على النظام السوري. إن كان هناك من لبنانيين يدعمون هذا النظام مباشرة بطبيعة الحال سيطالهم القانون. عوض التهويل به علينا المطلوب تحييد لبنان وحمايته من تداعياته والتركيز على الإصلاحات وعلى بناء علاقات إيجابية مع الدول”.
الوكالة الوطنية