مجلة وفاء wafaamagazine
– بقايا تنظيمي داعش والنصرة ينشطون بقوة في الشمال اللبناني
– يشير أحد السفراء أن المخابرات التركية فاعلة بقوة في الشمال
أبدى سفراء دول أوروبية رئيسية في لبنان أمام مسؤولين حكوميين وأمنيين لبنانيين خشيتهم من عودة المنظمات الارهابية السلفية الى العمل على الساحة اللبنانية، ويشير السفراء الى أن ظاهرة «اعادة احياء» هذه الفصائل الارهابية ليست مرتبطة فقط في لبنان، بل هي معضلة عالمية، اذ أن تركيز المؤسسات السياسية والامنية العالمية على مكافحة وباء كورونا والنتائج الاقتصادية والاجتماعية التي خلفتها الجائحة وما تبعها من اجراءات الاقفال العام وتداعياتها الاقتصادية الكارثية أوجد البيئة المثالية لعودة التنظيمات التكفيرية الى العمل وتجنيد العناصر الاكثر تضرراً اقتصادياً من الاوضاع الحالية.
وبالعودة الى لبنان، يشير السفراء الاوروبيون أن الازمة الاقتصادية اللبنانية وما سببته من فقر مدقع في الكثير من المدن شكلت عامل جذب لعدد لا يستهان به من الشباب العاطل عن العمل والذي يعاني من الحرمان والجوع، الى الالتحاق بمنظمات سلفية ارهابية وأن بقايا تنظيمي داعش والنصرة ينشطون بقوة في الشمال اللبناني لاعادة تكوين خلايا ارهابية مستفيدين من الضائقة الاقتصادية الشديدة التي يعاني منها لبنان. وشكى هؤلاء السفراء من عدم ادراك الاجهزة الامنية اللبنانية والدولة اللبنانية لهذا الخطر الداهم الاتي خصوصاً من الشمال ومن مدينة طرابلس الذي بدأ يتفلت بها الامن.
ويشير أحد السفراء أن المخابرات التركية فاعلة بقوة في الشمال وهي على تواصل مع عدد من التنظيمات السلفية المتشددة، وبان الدولة التركية ترى بهذه المجموعات السلفية مدخلاً لها الى الساحتين اللبنانية والسورية حيث تنوي استعمال هذه المجموعات على غرار ما تفعله في ليبيا من الاستثمار في الجماعات الاسلامية لبسط نفوذها.
ويرى أحد السفراء الاوروبيون أن الاتراك يريدون زعزعة الحالة الكردية في الشرق السوري وهم لا يرون سبيلاً في ذلك الا عبر احياء التنظيمات السلفية الارهابية واستعمالها في الداخل الكردي-السوري. أما في الشأن اللبناني، فتركيا تعتبر أن توسع نفوذها يأتي عبر دعم حركات اسلامية متشددة تكون موطئ قدم لها في لبنان، غير أن بقاء هذه التنظيمات على سلميتها غير مضمون في المدى القريب والمتوسط.