الرئيسية / سياسة / إحباط في جماعة السفارة…

إحباط في جماعة السفارة…

مجلة وفاء wafaamagazine 

غداة الرسائل التي وجّهها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله للولايات المتحدة الاميركية بسبب حصارها الاقتصادي والمالي على لبنان وتدخّل سفيرتها في بيروت بالشؤون الداخلية، حطّ قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال كينيث ماكينزي في بيروت وذلك في زيارة له بذكرى تفجير مقرّ المارينز في العام 1982.

 

والتقى ماكينزي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في بعبدا ترافقه السفيرة دوروثي شيا. وأكد ماكينزي من بعبدا مجدداً على أهمية الحفاظ على أمن واستقرار لبنان وسيادته، وشدّد على الشراكة القوية بين الولايات المتحدة والجيش اللبناني. كما التقى رئيسي المجلس النيابي نبيه بري ومجلس الوزراء حسان دياب.

 

ورافق الجنرال ماكينزي مسؤولو وضباط المنطقة المركزية الوسطى، والملحق العسكري الأميركي روبرت ماين. وبحسب بيان السفارة الأميركيّة فإن «هذه الزيارة ليوم واحد إلى لبنان شملت لقاءات مع كبار القادة السياسيين والعسكريين اللبنانيين، بمن فيهم ممثلون عن وزارة الدفاع والجيش اللبناني، بالإضافة إلى لقاءات في السفارة الأميركية، ومحطة قصيرة عند النصب التذكاري تكريماً لذكرى أولئك الذين لقوا حتفهم في خدمة بلدهم».

 

في المقابل تجمّع عدد من المواطنين على طريق المطار، احتجاجاً على زيارة ماكينزي لبنان وقد أطلق المشاركون شعارات مؤيدة للمقاومة ومنددة بالسياسة الأميركية في لبنان بالإضافة الى التنديد بالعدو الإسرائيلي.

 

إلى ذلك، بقيت الرسائل التي وجهها السيد نصرالله في خطابه الأخير محل اهتمام ومتابعة ورصد الاوساط السياسية والاقتصادية المحلية وسفارات بعض الدول الغربية والعربية والخليجية في بيروت.  لا سيما تحذير السيد الأميركيين بأن تماديهم في حصار لبنان سيؤدي الى إضعاف حلفاء واشنطن في لبنان ودفع أغلب اللبنانيين للجوء الى حزب الله لإنقاذهم اقتصادياً.

 

ولوحظ توقف السفيرة الاميركية في بيروت عن إطلاق التصريحات الإعلامية بعد استدعائها من قبل وزارة الخارجية والقرار القضائي بحقها، لفتت مصادر مطلعة على موقف حزب الله لــ»البناء» إلى أن «الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله تضمّن رسائل حاسمة باتجاهات عدة لا سيما للولايات المتحدة الاميركية التي تمادت مؤخراً في اعتداءاتها على لبنان على الصعد الدبلوماسية والأمنية والاقتصادية والمالية وصلت حد الخنق الكامل للمجتمع اللبناني وللدولة اللبنانية».

 

ولفتت الى أن «كلام السيد شكل خريطة طريق ردعية لمواجهة الحرب الاقتصادية والمالية الأميركية عبر إعلان مقاومة اقتصادية مضادة عمادها تنمية القطاعات الإنتاجية كالصناعة والزراعة وبالتالي تحقيق اكتفاء ذاتي يقلص حاجة لبنان للاستيراد من الخارج ويخفف الضغط على عملة الدولار».

 

وأضافت أن «ما شاهدناه خلال الأسابيع الأخيرة هو هيمنة أميركية واسعة على لبنان عبر سياسة الخنق والحصار وتهديد بعض الدول لثنيها عن مساعدة لبنان، فأميركا تريد انهيار المجتمع بشكل كامل الأمر الذي يتطلب رداً مباشراً من قبل أحزاب وقوى المقاومة وكل الشعب اللبناني الذي بات مقتنعاً أكثر من أي وقت مضى بأن الأميركي هو أساس الخراب ليس في لبنان فقط بل في المنطقة ككل».

 

ورأت المصادر أن «الحملة على حزب الله  تهدف الى إظهار الحزب على أنّه سبب تردّي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في لبنان لقلب البيئة اللبنانية عليه والشيعيّة تحديداً، وبالتالي إضعافه ودفعه للانكفاء عن القضايا الداخلية ونزع الغطاء السياسي الذي يوفره الحزب وحلفاؤه للحكومة الحالية تمهيداً لإسقاطها في الشارع وتعميم الفراغ في المؤسسات، وبالتالي تغيير موازين القوى الداخلية، لذلك أراد السيد نصرالله التأكيد على أن المسؤول عن انهيار البلد ليس المقاومة بل البيئة السياسية الطائفية التقليدية التي حكمت البلد عبر عقود إضافة الى سياسات أميركا تجاه لبنان التي ضاعفت الأزمة أكثر الى حدود الانفجار الاجتماعي».

 

 

 

 

 

 

 
البناء