مجلة وفاء wafaamagazine
على صعيد الأزمة الداخلية، فهي تتعمّق وتتجذّر أكثر فأكثر، فيما السلطة الحاكمة تنام قريرة العين، بعجزها وتقصيرها وتراخيها وارتكاباتها، على حرير انعدام البديل، مستمدة قوة بقائها من أمر واقع يفرضه. واللبنانيون على اختلافهم، كُتب عليهم معايشة وضع عقيم، متخبطين بخيبتهم من سلطة، ظنوا يوماً انّ “مزاريب” وعودها الدافقة يومياً، ستمنحهم تأشيرة الخروج من وحول الأزمة، وأنّ صوت وجعهم سيصل الى آذانها، ويرسل الأشارات المطلوبة الى دماغ هذه السلطة، فتوقظها من نومها العزيز، وتتحرّك وتستجيب، فخاب ظنّهم.
السطحيّة الكاملة والفاقعة، هي العنوان الذي يحكم مقاربات السلطة لأزمة توشك ان تحوّل البلد الى ركام اقتصادي ومالي، وتفرغه من أهله، وتكفي هنا جولة على مكاتب السفر لإدراك الحجم الهائل من حجوزات اللبنانيين للهجرة الى بلاد الله الواسعة.
واذا كانت هذه السلطة تعتبر انّ تهمة السطحية ظلم لها ولبحر الإنجازات التي سبّحت فيه اللبنانيين منذ توليها سدّة المسؤولية والقرار، فإنّ اللبنانيين اصبحوا شهود اثبات على هذه السطحية، وعلى اصرارها على الخطأ، مع علمها أنّ هذا الاصرار بحدّ ذاته، هو جرم اكبر من ارتكاب الخطأ نفسه. فيما هي تستنفر اعتراضاً حينما تواجَه بانتقاد، او بحركة احتجاج، او بلفت نظر، وتعتبر ذلك افتراءً عليها وتوجُّها لتفشيلها، ومن ثم تبقى ماضية على نهجها، والتعيينات التي تسمّيها “اصلاحات” مطروحة على مائدة التقاسم والمحاصصات، وفي التعيينات الاخيرة واحدة اضافية من الإشارات السلبية التي ارسلتها الى الداخل، كما الى المجتمع الدولي والمستثمرين والمؤسسات المالية الدولية وفي مقدّمها صندوق النقد الدولي، الكامن لهذه السلطة على طاولة المفاوضات المعقّدة
الجمهورية