الرئيسية / سياسة / بو عاصي: لا مشروع حكم لعون وتكليف ابراهيم تطويق للمؤسسات

بو عاصي: لا مشروع حكم لعون وتكليف ابراهيم تطويق للمؤسسات

مجلة وفاء wafaamagazine

اعلن عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي انه تبين الا مشروع ولا طرح لدى الرئيس ميشال عون وفريقه، مستغرباً كيف يعقل ان العماد عون الذي بنى حيثيته السياسية على مدى 30 عاما وقاتل وناضل للوصول إلى رئاسة الجمهورية لا يكون لديه مشروع حكم ومتسائلاً هل هدفه فقط كان الوصول الى السلطة؟!
وفي مقابلة عبر اذاعة “صوت كل لبنان”، اعرب عن تخوفه على المؤسسات وتوقف عند تكليف المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم بالتفاوض باسم الدولة اللبنانية في ملفات سياسية ومالية وهذه ليست من مهامه، مضيفاً: “أليس لدينا وزارة خارجية ووزير خارجية وسفراء باستطاعتهم لعب الدور الذي قام به اللواء إبراهيم؟ هذه الممارسات تؤدي إلى مزيد من التطويق للمؤسسات في لبنان وهذا اكثر ما اخاف عليه، في حين ان هناك وزير خارجية عليه لعب هذا الدور”.

بأي حق يوكل سويدان لـ”حزب الله” مهمة الدفاع عن لبنان؟

اشار بو عاصي الى ان الناس انتخبوه ورفاقه في تكتل “الجمهورية القوية” واعطوا ثقتهم لـ”القوات اللبنانية” بهدف السعي لقيام دولة القانون والمؤسسات وكرامة الانسان ومن هذا المنطلق كان موقفه مما حصل في مجلس حقوق الإنسان والخطأ الكبير الذي صدر عن ممثل لبنان في اجتماع المجلس المستشار أحمد سويدان.
اضاف: “نحن حريصون على الدبلوماسية اللبنانية وعلى الادارة ولكن على الموظفين الرسميين الالتزام بخطاب الدولة الرسمي والتعليمات بحرفيتها. فبأي حق يوكل سويدان لحزب الله مهمة الدفاع عن لبنان؟ حتى البيان الوزاري الذي اعترضنا عليه كقوات لبنانية تحدث عن المقاومة ولم يذكر “حزب الله”، ومن هنا اسأل وزير الخارجية ناصيف حتي إذا كان يعلم بموقف سويدان كي نحاسبه على هذا الأساس وإذا كان لا يعلم فليستدعِ الموظف لاتخاذ الإجراءات اللازمة”.
ورداً على سؤال، اجاب: “ليس من ضمن مهامي معرفة إن كان باستطاعة حتي ملاحقة الخطأ الذي حصل في مجلس حقوق الإنسان من قبل سويدان. لذا يجب أن نعلم إن كان الوزير قد أعطى هذه التعليمات أم أن المستشار تخطى مسؤولياته. لن نقبل الانزلاق الى خطاب سياسي لا يمثل الشرائح السياسية الاساسية في لبنان”.
تابع: “لست مشاكساً بهدف المشاكسة ولكن لا اخشى أي مواجهة وقول كلمة الحق ولو ازعجت بعض الاطراف السياسية حين يستلزم الوضع ذلك كما هي المرحلة التي نعيشها اليوم. ان مرجع الحكومة الأساسي هو حزب الله والمسؤولية العامة على المستوى الاجرائي يتقاسمها الرئيس ميشال عون وحزب الله ولكن هذا لا يعني انه يحق للحزب ان يتخطى وزير الخارجية والخطاب اللبناني الرسمي والبيان الوزاري”.

موقف البطريرك في صلب هوية “القوات” السياسية

اعتبر بو عاصي ان المدخل الى الحل في كل المشاكل التي يتخبط بها لبنان من مالية واقتصادية ونقدية واجتماعية هو الحلّ السياسي واحد ابوابه هو الحياد الذي طرحه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، مشددا على ان ازدواجية القرار أدت إلى عزل البلد عن محيطه.
ورداً على سؤال، اجاب: “القوات اللبنانية طبعاً داعمة لمواقف البطريرك، فهي مواقفنا منذ عقود اذ نسعى لتحقيق اربع نقاط هي: الحياد والولاء للدولة وحصرية القرار بيد الدولة والعمل على استقرار لبنان، وهذه النقاط في صلب هويتنا السياسية”.
اضاف: “نحن نتحدث عن تحييد لبنان ليس بشكله الرسمي فقط بل بكل مكوناته عن الصراعات الاقليمية باستثناء الصراع العربي – الاسرائيلي. حزب الله ليس فقط مقاوم كما يحاول التلطي بل لديه مشروع متكامل. ولا يستطيع ان يفرض ايديولوجيته ومشروعه علينا ولا أن يجعلنا ندفع ثمن خياراته. حزب الله يعلم انه فشل بإدارة شؤون الدولة وكذلك في الخط الذي حاول البناء عليه مع كل حلفائه بدءا من خط الرئيس عون ففشلوا بادارة الحكم”.

“الحزب” و”التيار” يعيشان حالة التوحد

عن سعر صرف الدولار، اوضح بو عاصي: “انا لا اتكهن حول سعر صرف الدولار ولكن الطلب يزداد والعرض شبه مفقود وللأسف ان الدولار عندنا عليه طلب من دولتين هما لبنان وسوريا. حل سعر الصرف هو حل سياسي”.
بو عاصي الذي سأل إلى متى يستمر هذا النوع من الانعزال من قبل التيار الوطني الحر وحزب الله، اعتبر أن الحزب والتيار يعيشان حالة التوحد بعيدا عن الواقع ، لذا دعا باسيل للعودة إلى كوكب الواقع.
اردف: “من غير المقبول مثلا بعدما كان باسيل مسؤولا طيلة 10 سنوات عن ملف الكهرباء ان ينتقد ادارة ملف الكهرباء. ما يدفعنا للتساؤل عن من كان مسؤول عن الملف؟ يتحدث باسيل والسيد حسن نصرالله ان هناك حصارا على لبنان، وفي الحقيقة احد اسباب هذا الحصار هو اداء باسيل في وزارة الخارجية الذي ادى إلى مقاطعة عدد من الدول لنا، لذا اضطررنا اليوم الى ارسال موظفي دولة للتواصل مع الدول”.
كما أشار إلى ان الرهان على تغيير السلوكيات هو امر خاطئ ومضيعة للوقت فلا تستطيع اي مجموعة تغيير سلوكها ومستحيل ان تقدم الطبقة الحاكمة على ذلك، مضيفاً: “افضل طريقة للتغيير هي عبر الانتخابات النيابية وليتقدم الجميع بمشروعهم وتاريخهم ومشروعيتهم ولتتم المحاسبة على هذا الأساس. لا يستطيع احد ادعاء الحفاظ على كرامة الناس في حين ان المواطن اللبناني يشحذ ورقة المئة دولار من حسابه التي هي حقه والشعب اللبناني يغرق ولا احد يحرّك ساكنا.”
كذلك اكد ان تدابير الإنقاذ سهلة نسبيا فإصلاح جدي واحد سواء في الطاقة او المعابر او التوظيف غير الشرعي يوفر على الدولة المليارات ومن بعدها تأتي اموال “سيدر” وصندوق النقد وعند وقف استفزاز الدول الخليجية تتحسن السياحة وتعود اموال اللبنانيين.

لا توقظوا الشياطين النائمة

وشدد بو عاصي على ان احد لا يستطيع ترؤس الثورة فالثورة شعبية وعلى الأحزاب او الشخصيات ان تتقدم بمشاريع لتحصل على ثقة الناس، وكان موقف القوات اللبنانية الا نشارك رسميا على الأرض لئلا تتحول المواجهة إلى مواجهة سياسية.
تابع: المشكلة في لبنان أن الخيار السياسي ليس خياراً سياسياً لا بل انتماء وهوية، لذا يجب ألا يكون الخيار الحزبي مبنياً على وراثة الانتماء.لا أطلب التجرد من الهويات المركبة في لبنان فهذه من غناه ولكن أطلب ألا نكون أسرى هذه المعتقدات.
وختم بو عاصي بتناول التعرض للرئيس الشهيد بشير الجميّل مطالباً الجيش والقضاء ان يقوما بدورهما، وقال: الإشادة بالجريمة جرم، التشجيع على الجريمة جرم، التهديد بالجريمة جرم. اقول لمن يرسل بعض المجموعات لمناطق واضحة الهوية والانتماءات للقيام بالاستفزازات ان يعي ما يقوم به، فهو يرسلهم اما كي نلقنهم دراسا او كي نقتلهم. انه باستفزازاته أكان في عين الرمانة أو عوكر يرسل بوسطة جديدة وشرارات لإشعال المنطقة ولكن نحن أوعى من هذا وأكرر قولي لهم “لا توقظوا الشياطين النائمة”. في الخلاصة، وبكلمة النظام السوري لا يرتاح إلا متى يكون لبنان مدمرا اما بالحريق او باحتلاله”.