مجلة وفاء wafaamagazine
وصل وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان أمس، الى بيروت في زيارة رسمية تستمر حتى غدٍ الجمعة. ويقوم الضيف الفرنسي بجولة على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة حسان دياب ووزير الخارجية ناصيف حتي والبطريرك الماروني بشارة الراعي.
ونقلت مصادر إعلامية عن دبلوماسي فرنسي قوله إن “خطة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لمساعدة لبنان قد تتضمن فتح خطوط اعتماد مالية ولبنان ليس قضية خاسرة وتركُه يعني فتح ساحته لآخرين». وأسفت المصادر لأن “بعد 6 أشهر لم تقم حكومة لبنان بأي إصلاح جوهري». وكشفت أن “وزير الخارجية جان ايف لو دريان يحمل إلى بيروت رسالة تضامن مع شعبه ورسالة حزم إزاء سلطاته”. وأكدت المصادر أن “الحياد ليس موقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وحده»، مشددة على أن «موقفه موضع تقدير فرنسا». وأشارت إلى «أننا نناقش موضوع لبنان مع الأميركيين وشركائنا الخليجيين”.
وبالتزامن مع زيارة الوزير الفرنسي، أعلنت السفارة البريطانية عبر “تويتر» عن زيارة يقوم بها وزير شؤون الشرق الأوسط جايمس كليفرلي الى بيروت، وذكرت السفارة أن «برنامجًا حافلاً يتضمن اجتماعات مع المسؤولين اللبنانيين، والمؤسسات والشركاء في البرامج المموّلة من المملكة المتحدة للاطلاع على الدعم المقدم». ولفتت السفارة، إلى أن «الإصلاح والاقتصاد والأمن على رأس جدول الأعمال”.
رسالة فرنسيّة لأميركا
وأشارت مصادر نيابية واقتصادية لـ»البناء» الى أن زيارة لودريان والكلام المنقول عن الرئيس الفرنسي باستعداد فرنسا لمساعدة لبنان يعكس اهتماماً فرنسياً بلبنان ويحمل مؤشرات إيجابية ستظهر نتائجها خلال وقت قريب، مضيفة أن الزيارات الفرنسية والبريطانية تؤكد أن الدول الغربية لم تتخلّ عن لبنان وهي تأخذ على محمل الجد انزلاق الاوضاع الى درجة الانهيار المالي والأمني ما يؤدي الى توترات قد تطال الشرق الأوسط برمّته، ولفت الى ان “المباحثات ستتركز على ضرورة إجراءات الإصلاحات المالية والادارية والقضائية التي يتطلبها الإفراج عن مساعدات سيدر وتسريع الحصول على مساعدات صندوق النقد الدولي».
وتوقعت المصادر أن “تتحرّك الدول العربية باتجاه لبنان للمساعدة بعد التمهيد الاوروبي الجاري”، كما لفتت مصادر سياسية وأكاديمية لـ»البناء” أن فرنسا ستعلن عن “مساعدة مالية كبيرة لدعم المدارس اللبنانية وتحديداً المدارس التي ترتبط ثقافياً بفرنسا».
في المقابل رأت مصادر مطلعة لـ»البناء” أن «زيارة الموفدين الأوروبيين الى لبنان تعكس بداية تعديل في السياسة الاوروبية تجاه لبنان بعد فشل السياسة الأميركية بحصار لبنان. وهذا ما أدركته فرنسا وعدد من الدول، فالأميركيون كانوا يتوقعون أن تؤدي سياسة العقوبات والحصار على الشعب والدولة اللبنانية الى تنازل حزب الله، لكن تبين للأميركيين والاوروبيين بأنها لم تؤد الى أي نتيجة سوى إلحاق الضرر بحلفائهم وبالشعب اللبناني ككل وليس ببيئة المقاومة التي تمكنت من التعايش والتأقلم مع الحصار وكانت أقل المتضررين»، مضيفة أن “سياسة الحصار حصدت النتائج العكسية فدفعت حزب الله للتشدّد أكثر من السابق، عبر تمسكه بالحكومة ورفض الطلب الأميركي بإسقاطها ورفض التنازل في الملفات السيادية”.
وكان لافتاً أن جدول زيارات لودريان لحظ زيارة للمركز الاجتماعي لمنظمة عامل غير الحكومية في حارة حريك، وما يعنيه ذلك من تنسيق أمني مع حزب الله! وتهدف الزيارة بحسب المصادر الى توجيه رسالة سياسية إعلامية فرنسية الى الولايات المتحدة بأن بيئة حزب الله لم تتضرّر من سياسة العقوبات، وبالتالي سقطت، ما يجدر بكم العودة الى خيارنا أي فصل الوضع الاقتصادي اللبناني عن حزب الله والصراع الأميركي الإيراني أي نظرية وزير المال الفرنسي».
وتضيف المصادر أن زيارة الموفد البريطاني مختلفة وجاءت بطلب أميركي لاستطلاع الاوضاع عن قرب وجس نبض المسؤولين اللبنانيين عن مدى استعدادهم لتقديم التنازلات في بعض الملفات بعد الحصار الاقتصادي لا سيما في ملف النفط مقابل الحصول على مساعدات صندوق النقد”. وتوقعت المصادر أن تجري “عواصم القرار الغربية تقييماً لنتائج تلك الزيارات على ان تتخذ قراراً بدعم لبنان من عدمه».
البناء