مجلة وفاء wafaamagazine
عقد عضو تكتل “لبنان القوي” النائب الياس بو صعب مؤتمرا صحافيا في مدرسة القلبين الاقدسين بالشوير أعلن خلاله “تكفله بالمدرسة ل3 سنوات لكي تستمر في مهامها التربوية، في ظل الضائقة الاقتصادية التي ترزح تحتها المدارس في معظمها، بعدما كانت اتخذت الرهبانية قرارا بإقفالها”.
شارك في المؤتمر الوزير السابق فادي جريصاتي، رئيس بلدية الشوير – عين السنديانة حبيب مجاعص، الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الاب بطرس عازار، الامين العام للمدارس الانجيلية الدكتور نبيل قسطا، ممثلة الرئيسة العامة الأم برناديت رحيم القيمة العامة لرهبانية القلبين الاقدسين الأخت لوسي عبود، مديرة المدرسة الأخت ماري اغات بطيش والهيئتان التعليمية والادارية، إضافة إلى مخاتير البلدة.
بطيش
بداية، تحدثت بطيش عن “تاريخ المدرسة ورسالتها الإنسانية في تخريج الأجيال التي تفخر بتفوقها في المجالات كافة في لبنان والخارج وأعطت الوطن والكنيسة رجالا ونساء قدوة في التزامهم الديني والاجتماعي والوطني”، وقالت: “إن المدرسة صمدت متحدية الأزمات الصعبة كي تستمر في أداء رسالتها وتجعل من الطالب مواطنا صالحا قادرا على تحمل المسؤولية والتزام الأخلاق القويمة ورفض التعصب الديني والانفتاح على الجميع”.
وأشارت إلى أن “الرهبانية قررت إقفال المدرسة بسبب الأوضاع الصعبة التي يمر بها لبنان وأيضا بسبب عدم دفع الدولة مستحقات المدرسة منذ 4 سنوات”، شاكرة ل”بو صعب مبادرته ومد يده البيضاء لتعود المدرسة وتفتح أبوابها على مصراعيها لتستمر منارة تربوية ودينية واجتماعية تشع إيمانا وعلما ومحبة”.
عازار
بدوره، أعرب عازار عن سعادته في “أن تعود هذه المدرسة، حاملة هذا التراث العريق، لتفتح أبوابها بفضل معالي الوزير الياس بو صعب”، وقال: “كل مرةأسمع فيها بأن هناك مدرسة، أي مدرسة، كاثوليكية، أرثوذكسية، إنجيلية، إسلامية، شيعية تقفل بابها، تدمع عيني على تراث عريق كان لهذه المدارس، سواء أكان في الشوير أم في كل لبنان”.
أضاف: “ذات يوم، قال أحدهم “إذا أردت أن تعرف قوما فاسأل عن مدرستهم، نعم، هذا الزمن الصعب قاهر علينا جميعا. منذ سنوات وسنوات، ونحن ننادي الدولة ونناشدها أن تقر البطاقة التربوية لكي تكون فعلا في خدمة الأهل والمعلمين، في خدمة الوطن ككل لأننا كنا نعرف، أن الأيام الآتية علينا ستكون صعبة، ولكن، بفضل من يحمل لقب صعب، عادت الأمور وأصبحت هينة، فشكرا لكم معالي الوزير لأنكم سهلتم على أبناء المنطقة وأهل هذه المدرسة ومعلميها وإخواتنا راهبات القلبين الأقدسين، أن تستمر وتعود لكي تكمل رسالتها في هذه المنطقة العزيزة من لبنان”.
وتابع: “في قلب المعاناة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية التي يعاني منها لبنان، دائما هناك أمل يطل علينا من باب معين، لا نعرف من أين، والأبواب مشرعة ومفتوحة للأمل، لأننا نحن لسنا أهل إحباط ويأس، نحن أهل الرجاء والتطلع دائما الى المراقي، الى المعالي. ولذلك، انا سعيد جدا، أن يطل علينا هذا الأمل بواسطة معالي الوزير الياس بو صعب. يطل علينا هذا الأمل لكي نثبت حضورنا التربوي في كل منطقة من مناطق لبنان، واسمحوا لي، بأن أقول، لا بل ان أصلي، وأصلي دوما من أجل أن يكون هناك الكثيرون من أمثال معالي الوزير بو صعب لكي لا تقفل مدرسة في لبنان، لان زينة لبنان هي المدارس”.
وأردف: “كنا نقول دائما وقالها سابقا كثيرون غيرنا، إننا نحن اللبنانيين معلمو العالم، فحرام ان تسقط مدارسنا ويتشرد معلمونا، وأن يصبح أهل تلامذتنا حائرين، أين يريدون أن يعلموا أولادهم. حرام أن يضيع تلامذتنا وأولادنا وأحباؤنا في هذا العالم، لا يعرفون ماذا يعملون، وعلام يفتشون لأنهم سيصابون بالجهل، لا سمح الله، إذا أقفلت المدارس وإذا تخلى المعلمون، أو اضطر المعلمون لئلا يعودوا يجدون مكانا لهم في المدارس، وبالتالي يضيع حق لبنان”.
وقال: “كم كنا حرصاء على حقوق المعلمين واستمرارية عملهم في مدارسنا الكاثوليكية والإنجيلية واللبنانية عموما. ومن هذا المنطلق، البعض فهم الرسالة، لكن البعض الآخر لم يفهم. أما الآن فالجميع فهم الرسالة. كم نحن اليوم في حاجة الى هذا التضامن والتعاون، كما حدث في هذه المدرسة بالذات بين إدارة المدرسة، بين الراهبات والمعلمين والأهل. وطبعا، بإشراف معالي الوزير الياس بو صعب، لكي ننقذ أجيالنا الطالعة من الجهل والضياع”.
وشكر عازار “بو صعب وفاعليات البلدة الذين سيدعمون هذه المبادرة قولا وفعلا، لأن هذه المدرسة هي لخدمة الجميع”، وقال: “نكون خائنين لرسالتنا إذا لم نؤمن التعليم للجميع مع المطالبة دوما بأن يكون التعليم مجانا بفضل البطاقة التربوية، وأن يكون إلزاميا لكل الناس على الأراضي اللبنانية”.
قسطا
بدوره، قال قسطا: “بمقدار سعادتي، أنا حزين بعض الشيء. إن مدرسة عمرها 133 سنة في لبنان ممنوع أن تقفل لسبب معلوم من الجميع ومجهول من الجميع، ولكن كما نعلم فإن ربنا لا يتخلى عن أحد، وهو عندما رأى حسن إيمانكم لم يتخل عنها، فشكرا للوزير بو صعب هذه المبادرة”.
أضاف: “لدينا مركز للصعوبات التعلمية وتعاونا كثيرا مع وزارة التربية منذ كان الوزير بو صعب على رأسها. لقد أسعدنا توقيعه لثلاثين مدرسة رسمية بأن تصبح مدارس دامجة، ويبدو أن الله يريدنا أن نكمل هذا التعاون، وأود أن أخبر أساتذتنا ومحتاجينا بأن مدرستنا ستكون مجانية لذوي الحاجات الخاصة”.
ودعا المسؤولين المقتدرين إلى “أن يحذوا حذو الوزير بو صعب في دعم مدارس متعثرة أخرى”، متمنيا “للمدارس الكاثوليكية أن تبقى منارة للبنان والشرق”.
عبود
وقالت عبود: “لا تخافوا في هذه الأوقات التي تكثر فيها المحن ويعم الفساد وتكثر فيها البطالة والاعمال الباطلة التي يسحق فيها القوي الضعيف ويهددنا فيها الجوع والفقر والمرض والوباء لان في لبنان اناسا يواجهون التحديات بوعي ومسؤولية أمثال النائب بو صعب. لا تخافوا لان في لبنان أناسا يعملون للانسان ولكل انسان ولا يعرفون الا العطاء اللامحدود، وما نشهده اليوم خير مثال”.
وشكرت بو صعب “لانه مد يده لهذا الصرح ليستمر في العطاء وخدمة الإنسان ورفض أن يسير المعلم على درب البطالة وأن يغرق المتعلم في متاهة الجهل”.
بو صعب
وفي الختام، قال بو صعب: “إن الأزمة الاقتصادية والوطنية والاجتماعية التي مر بها لبنان أدت إلى أزمة تربوية للقطاعين الخاص والرسمي معا. نحن نمر في مرحلة هي الأصعب في عمرنا في لبنان وبدأت بمشاكل عدة، وصولا إلى جائحة كورونا، الأمر الذي أدى إلى ضياع وعدم وضوح ومماطلة باتخاذ القرارات من قبل البعض سواء من قبل المسؤولين التربويين في وزارة التربية أم الحكومة مجتمعة. أنا لا احملهم مسؤولية ما حصل في الماضي، إنما تقع عليهم اليوم مسؤولية اتخاذ القرار الواضح والسريع لأن الازمة التربوية التي نمر فيها ليست سهلة، وتتطلب قرارات وجرأة، وأهم من ذلك تتطلب شراكة حقيقية مع الاسرة التربوية التي تعرف كيف تتخذ القرارات للحفاظ على القطاع التربوي”.
أضاف: “لا يمكن الغاء القطاع الخاص من أجل الاهتمام بالقطاع الرسمي والعكس صحيح، لان ذلك يشكل ضربة للقطاع التربوي وللبنان. من حق الطلاب دخول المدرسة الرسمية التي تتمتع بمستوى المدارس الخاصة، وهذا الأمر ليس مستحيلا، وخير نموذج على ذلك ثانوية ضهور الشوير الرسمية التي بفضل مديرتها صباح مجاعص تحولت الى ثانوية تنافس اهم المدارس الخاصة في لبنان والعالم، اضافة الى تفوق طلابها في الامتحانات الرسمية”.
وتابع: “يجب أن يكون كل منا من مكانه مسؤولا. ومن هنا، انطلقت هذه المبادرة اليوم. وأؤكد أن هذه المدرسة لن تقفل، نظرا لتاريخها العريق، بل ستستمر في رسالتها وسنعمل على تطويرها لتكون نموذجية. لقد التزمت الاهتمام بها لمدة 3 سنوات، بالتعاون مع الادارة والاساتذة الذين وافقوا بعد الاجتماع بهم، على أن يساهموا ب25 في المئة من راتبهم كي تبقى، على أن يحصلوا عليه كاملا بعدما تنهض من أزمتها”.
وأردف: “الصرخة التي أطلقها الاب بطرس عازار كان أطلقها سابقا باسم اتحاد المدارس الخاصة، وهي صرخة حقيقية وهي صرخة الاساتذة في القطاعين الرسمي والخاص وصرخة المتعاقدين والاهل والتلامذة، وكذلك صرخة الجامعة اللبنانية وطلابها. كل هذه الامور تدفعنا إلى اتخاذ مبادرات سريعة وجريئة، فمن غير المسموح التلاعب بمصير التلامذة والاهل والقطاع التربوي لان لا وطن من دون تربية، ولا أريد أن أنتقد أحدا”.
وقال: “الالتزام هو لتطوير هذه المدرسة، وليس فقط لإبقاء أبوابها مفتوحة على أمل أن يستمر هذا الارث الذي يعود تاريخه الى 133 سنة خلت. كما نعمل على إيجاد فرق من خلال دمج طلاب من ذوي الحاجات الخاصة أو صعوبات تعلمية، وهذه الفكرة كنت أطلقتها أثناء تولي وزارة التربية. واليوم، نترجمها بالتعاون مع جمعية SKIKD التي يمثلها الدكتور قسطا، وستكون مدرسة نموذجية من حيث التكنولوجيا واللغات والنشاطات الثقافية والترفيهية”.
وختم: “أي مدرسة خاصة في أي منطقة في لبنان تتعثر سواء أكانت كاثوليكية أم إسلامية ام مدارس المبرات والعرفان وغيرها. علينا أن نكون بجانبها إذ لا يمكن بناء وطن من دون بناء الانسان الذي لا يكتمل الا ببناء تربوي صحيح وسليم، بعيدا عن التعصب والمذهبية والكراهية. يجب ان نزرع المحبة في قلوب الطلاب، كما زرعت الراهبات المحبة على مدى سنوات في قلوب التلامذة، على امل ان نبدأ بسنة طبيعية في ايلول، اذا امكن ذلك، وصولا الى التعليم عن بعد اذا اضطر الامر”.