مجلة وفاء wafaamagazine
لفت المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، الى “أننا نعيش أكبر استحقاقات البلد، وسط جوع زاحف، وخلافات ملتهبة، وحرب اقتصادية نقدية، واحتكار وسخ للأسواق والأسعار، وأزمة إقليمية محلية”، مؤكدا أن “لبنان بلد مستقل، ويجب أن يبقى مستقلاً ما أمكنه ذلك، وعلى الحكومة – وهذا أمر بديهي – أن تؤمّن مصالح البلد، سواءً كانت في الشرق أم في الغرب، بخلفية مبدأ لا هيمنة ولا وصاية لأحد، ولا خطوط حمراء، وضمن حقيقة أن الحليف أو الصديق هو من ينجد لبنان لا من يحاصره أو يتفرج عليه، والمعادلة الآن مع الكارثة التي تأكل لبنان هي: نعم لكل دولة تنجد لبنان وتنقذ لبنان، وهذا يعني، نعم للصين نعم لإيران والعراق وكل دولة لا تريد ترك لبنان في مهب الرياح، لأن الميزان مصالح لبنان، وليس سكين أو سيف “سايكس بيكو” أو التبعيات الشبيهة في هذا الزمن”.
وشدّد على ضرورة “الدفاع عن مصالح لبنان، على قاعدة الانحياز لحق لبنان ومصالحه أينما كانت، والوقوف في وجه كل عدوان اقتصادي أو سياسي أو مالي وغيره من أنواع الحصار والاستنزاف والإخضاع والتركيع، وهو ما ندينه بشدة في موضوع الحياد، لأن الحياد بين مشروع يحاصر لبنان، ومشروع يريد إنقاذ لبنان، هو غير مقبول. فقصة لبنان بلد دعم محايد، وليس بلد مواجهة حسب مقررات العرب التاريخية، لم يمنع تل أبيب من احتلال بيروت، ولم يدفع العرب لإخراج إسرائيل من لبنان، بل أكثرهم وقف متفرجاً على دمار بيروت وتهجير سكان الجنوب وغيرهم”، مذكرا أن “من حرر لبنان هو العمل المقاوم كخيار منحاز لحق لبنان وسيادته، وليس الحياد الذي صلب لبنان في مجلس الأمن طيلة احتلال إسرائيل للبنان وما زال يسلب حقوقه المائية والنفطية”. لافتاً إلى أن “المشروع الإنقاذي للبنان يعني أن ننحاز لحق لبنان ومصالحه، حتى لو كانت في الصين، مقابل الحياد القاتل. وبالتالي رفض الحصار، وكافة أنواع العدوان الصامت، وأخذ موقف من كل دولة لها مصالح في البلد، وهي قادرة على المساعدة ولا تفعل لحسابات سياسية، كما هي حال الغرب وأكثر العرب. ومن يدّعي ضرورة الحفاظ على العلاقة معه دون خيار الشرق هو جزء رئيسي من أزمة سقوط لبنان”.
ورأى أنه “علينا المبادرة سريعاً، لأن البلد يحتضر، ونحن بدورنا نرحب بأي دعم غربي أو شرقي للبنان دون أي حسابات سياسية، رغم تحفظنا على تجربة الغرب المخيّبة، لكننا لن نتراجع عن خيار الإنقاذ الشرقي، لأن البلد يهوي أكثر نحو القعر، وقصة أموال سيدر ومحادثات صندوق النقد الدولي وتجميد المساعدات انتظاراً للإصلاحات وإنذارات المدد وقصة الوعود الوردية، فيما البلد يكاد ينفجر من الداخل، لا تختلف كثيراً عن العروض الأميركية بالإنقاذ الأسود، مقابل تجنيس النازحين وتوطين اللاجئين واللعب بهوية السلطة، يوجب علينا شد الأحزمة والتوجه لأي مكان لتأمين مصالح لبنان، لأن انتظار الدعم أو المساعدات من الغرب ليس أكثر من لعبة الغرب في ليبيا وسوريا واليمن وتمزيق السودان واقتطاع سيناء ومنع ماء مصر والسودان”، مؤكداً “أننا لا نريد أن نعادي الغرب، لكن على الغرب ألا يعادينا أو يدوس على مصالحنا، ولن نقبل أن نخسر بالحصار ما ربحناه بالتحرير، ونحن نملك قوة وإمكانيات”.