مجلة وفاء wafaamagazine
علمت «الجمهورية» انّ مسؤولاً سياسياً كبيرا، أبلغ في الآونة الاخيرة عدداً من السفراء والديبلوماسيين الغربيّين والامميين، ما سمّاها «ملاحظات» رأى انّ من الضروري ان تُؤخذ في الاعتبار الدولي، وفيها:
اولاً، نحن نؤكد معكم انّ السلطة اللبنانية مقصّرة في مواجهة الازمة وتأخرت في إجراء الاصلاحات، وهذا صحيح لا يمكن نكرانه، ولكن الصحيح ايضاً هو انّ بعض الخارج، ولا نقول كله، يدفع بالأزمة في لبنان الى مزيد من التعقيد وربما الى الانهيار.
ثانياً، ان الازمة، في تفاقمها المستمر في لبنان، صارت اكبر من قدرة السلطة اللبنانية على احتوائها. والمجتمع الدولي يقول انه حريص على لبنان وعلى استقراره، لكنه يتركه لوحده من دون ان يبادر الى مساعدته. فلبنان له على الجميع، على اصدقائه واشقائه، فلا يجوز ان يُعامَل بهذه الطريقة، ويترك على شفير الانهيار.
ثالثاً، انّ لبنان مريض في العناية الفائقة، علاجه بالاصلاحات بالتأكيد، ولكن علاجه الاساس ايضاً، في ان يلقى مساعدة من اصدقائه، ليس بالضغوط وتركه لمصيره. وهل لكم مصلحة في انهيار لبنان؟
رابعاً، انّ لبنان يعاني كمّاً هائلا من الازمات والتعقيدات والضغوط: الانقسام السياسي الحاد، الازمة الاقتصادية، الانهيار المالي، النازحون والعبء الذي يشكلونه، الفلسطينيون، واسرائيل جنوباً، وها هي تركيا تحضر بدورها في منطقة الشمال اللبناني تحديداً، والمعلومات تؤكد انها تحاول ان تستقدم مجموعات إرهابية ترعاها الى تلك المنطقة، وهناك جهات محلية تتجاوب معها. كل ذلك يعدّ مقدمات للانهيار، فإذا خرب لبنان وانهار، فكل المنطقة ستخرب، واوروبا بالتحديد لن تكون بمنأى عن نتائج هذا الخراب، فهل هذا ما تريدونه؟ وهل تستطيعون ان تتحملوا جحافل النازحين السوريين الهاربة الى دولكم؟
خامساً، إذا كنتم تريدون مساعدة لبنان حقاً، فأنتم تسطيعون ذلك فوراً، وليس ثمة ما يمنعكم. كل القطاعات في لبنان بحاجة الى مساعدة (القطاع التربوي، الصحي، المستشفيات، الجامعات، وعلى وجه الخصوص الكهرباء)، وإذا كنتم لا تثقون بالسلطة وتخافون ان تهدر المساعدات، فلا تقدّموا الاموال لها، قدّموا المساعدات واشرفوا أنتم على صرفها في امكنتها المحددة. الوزير لودريان يقول للبنانيين ساعدونا لنساعدكم، ونحن نقول لكم ساعدونا لنساعد أنفسنا في أزمتنا.